دار «يسلم» .. من الساعات الفاخرة إلى الإكسسوارات المتميزة
التجربة تقول إن من يحرص على اقتناء الأفضل لا يساوم، بل إن السعر المرتفع إذا كان مدروساً والسلعة عالية الجودة، يمكن أن يصبح أكبر عنصر للجذب في سوق المنتجات المرفهة، سواء بالنسبة للنخبة الذواقة أو لمحبي القطع الكلاسيكية، كونهم يعتبرونها استثمارا أكثر منها صرعات موضة. وهذا ينطبق تماما على كل ما تطرحه دار «يسلم» العربية الجذور، الأوروبية المفهوم والإدارة، التي أكدت نفسها في الساحة، رغم سنواتها الغضة في مجال المنتجات المرفهة، وأصبحت لها بصمة لا يمكن تجاهلها. وفرضت بصمتها.
ويمكن أن نقول إن كل ما تطرحه، توليفة مشكلة تجمع لمسات الأصالة والسحر الشرقي مع التقنيات العصرية المتقدمة في الغرب، وهذا ما أصبح جزءا من شخصيتها مع الوقت. فمؤسسها يسلم محمد بن لادن، نشأ في المملكة العربية السعودية، ثم في لبنان، وتابع تعليمه العالي في جامعة غوتبورغ السويدية، وجامعة كاليفورنيا ـ لوس أنجليس في الولايات المتحدة، قبل أن يستقر في سويسرا، حيث بنى مؤسسته، وكان من البديهي ان تنعكس هذه الخلطة المتنوعة على انتاجات الدار. كانت البداية في ربيع عام 2005 مع العطور، عندما أطلقت باكورة إنتاجها تحت اسم «يسلم». ولم ينته ذلك العام إلا وقد افتتح أول «بوتيكات» (متاجر) الدار في ساحة البلاس دو لا فوستيري بمدينة جنيف التي اتخذها مقراً لداره. ومع الافتتاح طرحت في السوق مجموعة واسعة من المنتجات شملت الحقائب الجلدية والنظارات الشمسية والإيشاربات والعطور وغيرها من الإكسسوارات.
وما أن أطل عام 2006، حتى وسّعت الدار أعمالها فافتتحت ثلاثة محلات في المملكة العربية السعودية في كل من جدة والرياض والدمام. وخلال شهر واحد مع مطلع ربيع ذلك العام، أطلقت الدار أول تشكيلة لها من الساعات الرجالية والنسائية، ومن ثم كرّت سبحة النجاح والتألق، حتى اليوم.
وتعتبر الساعات بين أبرز منتجات الدار، وكل طرازاتها ونماذجها مصنوعة باليد في سويسرا وتتوفر بتصاميم ووظائف متنوعة وبالطبع أسعار متفاوتة. وكان الطراز الأحدث واللافت جداً طراز «آفياتور» (الطيار)، الذي يلبي أقصى متطلبات الطيارين وهواة الطيران. ذلك أنها تتمتع بإمكانات استخدام كومبيوترية للعمليات الحسابية الخاصة بالطيران والتخطيط له، كما أنها مقاومة لضغط الماء إلى عمق 50م، وتأتي بعلبة دائرية مصنوعة بخيارات الفولاذ المقاوم للصدأ، أو التايتانيوم مع الذهب الوردي 750 (18 قيراطا)، أو التايتانيوم مع الذهب الأبيض 750 قطرها 44 مم. واختيرت لها حركة أوتوماتيكية بوظيفتي القطاع الزمني الإضافي وتاريخ اليوم، وهي تعمل بذبذبة 4 هيرتزات (28800 هزة ترددية في الساعة)، وبطاقة تشغيل احتياطية لمدة 42 ساعة.
أما أول ما يلحظه الناظر إليها فهو المينا الأنيق المفرّغ بإتقان، والمغطى بغطاء من الكريستال السافيري المعالج المقاوم لانعكاس الضوء. أما السوار فاختير له جلد العجل الفاخر. لكن الخبرة مع «آفياتور» لم تأت من فراغ، فقبلها أطلقت الدار تشكيلة الـ«غراند دايت جي إم تي» ذات الشخصية الرياضية والتصميم الفني الجذاب بالخطوط والمجسمات المشرقية المحفورة على المينا المصنوع من الذهب الأسود المكسو بالروديوم. وهي تتوفر بعلب قطرها 42 مم مقاومة لضغط الماء إلى عمق 30 مم، وتأتي بخياري الذهب الأبيض والفولاذ المقاوم للصدأ، وقد زوّدت بحركة أوتوماتيكية وتوقيت ثنائي (تبين الوقت في قطاعين زمنيين مختلفين). أما السوار فهو من جلد التمساح للعلب الذهبية وجلد العجل للعلب الفولاذية.
وطبعاً هناك التحفة «آرابيا» بعلبة قطرها 42 مم مصنوعة من الذهب الأبيض مقاومة لضغط الماء إلى عمق 30م، ومزودة بتوربييون طائر وحركة أوتوماتيكية، يغطيها مينا من الذهب الأبيض ملبّس عليها الرسوم، منها خريطة شبه الجزيرة العربية بريشة دومينيك بارون. وأما السوار فمن جلد التمساح مع إبزيم من الذهب الأبيض. لم تكتف الدار بنجاحاتها في مجال الساعات، بل أكدت نفس النجاح والتألق في مجال الموضة والإكسسوارات، حيث طرحت في العامين الأخيرين تشكيلة من الحقائب النسائية المصنوعة من الجلد الفاخر من إيطاليا ونيوزيلندا وتايلاند، بتصاميم مغرية جدا، طبعا لذوات الإمكانات العالية. فهي مصنوعة من جلود غالية الثمن مثل «الغالوشا»، وهو الجلد المحبب المعالج لسمك الراي القرّاص (المعروف في بعض أنحاء العالم العربي بـ«الهامة البحرية»)، الذي طور أسلوب معالجته ليصبح غاية في نعومة الملمس المستر غالوشا خلال القرن الـ18، ويستعمل في أحزمة الساعات الفاخرة في أغلب الأحيان، ربما لأن الساعات لا تحتاج سوى إلى كميات صغيرة منه، بينما حقيبة يد تحتاج إلى أمتار في بعض الأحيان.
ولأن الإنسان ابن بيئته، فإن العديد من التشكيلات أطلق عليها أسماء تنم عن حنين لمسقط رأسه. فهناك مثلا تشكيلة «الرياض 3»، وهي عبارة عن حقائب صغيرة الحجم بجلد الغالوشا بالألوان الأسود والبني والأزرق والأحمر الغامق، أما تركيباته المعدنية فمن الذهب الوردي. وتشكيلة «الكويت 1»، ذات السحّاب، فمصنوعة من الكانفاه الخاصة المزينة بشعار الدار والمطعمة بالجلد الطبيعي، وتتوفر بأربعة ألوان هي: الأسود، البني، الأحمر الغامق، والكاكي (الخردلي الغامق)، مع تراكيب معدنية من الذهب الوردي.
أما «أليساندريا»، فهي أيضاً مصنوعة من الكانفاه المزينة بشعار الدار، وهي بحجم أكبر نوعا ما وتتميز بجيبين خارجيين. وطبعا هناك تشكيلات أخرى بأحجام اكبر تفي لمناسبات النهار أو السفر، إلى جانب الحافظات الأنيقة من مختلف الأحجام والألوان، والأحزمة الرجالية والنسائية الفاخرة من أفخر أنواع الجلود.
وعند ذكر الإكسسوارات، لا يمكن تجاهل إبداعات الدار في مجالات أخرى مثل النظارات الشمسية متعددة الألوان التي تلبي متطلبات مختلف الأذواق.