في المعرض الدولي «ميديكا 2009» .. أبتكارات عديدة منها حقن للأنسولين بلا إبر
تحول المعرض الدولي الأربعون للتقنية الطبية «ميديكا» إلى مستشفى دولي عالي التقنية والخبرات بفضل الأجهزة الطبية التي عرضتها أكثر من 4300 شركة من 60 دولة.
فكان الزوار والخبراء يجربون الأجهزة الجديدة، يفحصون أجهزتهم الحيوية المختلفة، ويستمعون إلى إرشادات الأطباء طوال أيام المعرض الأربعة.
ويتحفنا «ميديكا» كل سنة بما هو جديد ويسهم في تحسين صحة الإنسان وإطالة عمره، ويختلف في ذلك عن بقية المعارض التقنية التي تقام كل سنتين، بسرعة تطور الأجهزة الطبية التقنية قياسا ببقية الأجهزة.
فما كان «مشروعا» في العام الماضي، مثل الحقنة التي لا تستخدم الإبر وأجهزة الليزر الخاصة بعلاج الأمراض الجلدية، دخل حيز الإنتاج التجاري هذا العام.
وذكر مارتن كوخ، من المركز الصحافي للمعرض، أن المستشفيات الألمانية قلصت عدد أسرتها بنسبة 20 في المائة خلال الـ18 سنة الماضية على الرغم من ارتفاع عدد المرضى.
وقال كوخ إن عدد المرضى الذين دخلوا المستشفيات ارتفع عام 2007 إلى 300 ألف مريض في حين أن عدد الأسرة لا يزيد على 150 ألفا.
واعتبر كوخ هذه الإحصائية إيجابية لأنها تدل على تطور الطب والتقنية العلاجية بشكل يتيح علاج الكثير من الحالات في عيادة الطبيب أو عيادة الطوارئ، وهو ما يبعد المريض عن المستشفيات.
وبعد أن كان المريض يبقى 15,3 يوم كمعدل في المستشفى عام 1990 ما عاد يبقى حاليا أكثر من 9,8 يوم.
ونالت شركة «إنترسيستم» الألمانية جائزة الاتحاد الأوروبي لأهم الابتكارات التي تؤثر في صحة البشر بفضل نظامها الإلكتروني KIS لربط مختلف المستشفيات على شبكة واحدة.
وهو برنامج كومبيوتري يتيح للمستشفيات المختلفة الاستفادة، وبشكل سريع، من بنك معلومات يحتوي على معطيات عن المرضى وعن محفوظات الدم، الأعضاء البشرية الاحتياطية، الأدوية واللقاحات المتوفرة .. إلخ.
واجتذبت شركة «ميديكال مارتيكنج» البرلينية الكثير من الزوار، وخصوصا من الذين يعانون من السكري الذين يحتاجون إلى حقن الأنسولين يوميا، بسبب اختراعها الجديد «انجيكس»، هي حقنة لزرق الأدوية في الجسم بلا إبر.
وهي طريقة مبتكرة تستخدم عبوة زجاجية Ampule للإنسولين ذات فتحة متناهية الصغر ترسل العقار مباشرة تحت الجلد دون وخز وألم.
وكانت الطريقة قدمها الباحث الألماني أندري روش في «ميديكا 30» والذي أصبح الآن رئيس شركة «ميديكال مارتيكنج».
وتفوقت الشركة الألمانية نفسها على الصينيين حينما حولت علاجهم الشهير بوخز الإبر إلى علاج ناجح بإبر الليزر. وتستخدم «إبر الليزر» أشعة الليزر الواطئة الطاقة لاختراق الجسد في المناطق المطلوبة دون وخز حقيقي وألم، ويقول أندري روش إنه يضمن بها نجاحا يرتفع إلى 85 ـ 90 في المائة، من النجاح الذي تحققه الإبر الصينية، في حالة تعاون المريض وقبوله النفسي لإبر الليزر.
من الشائع طبيا أن ضغط الدم متساوٍ على الجسم وأن قياس ضغط الدم على العضد يكفي لمعرفة مستوى ضغط الدم بشكل دقيق، وهو ما تناقضه اليوم أجدد الأبحاث الطبية.
فضغط الدم في العضد يختلف كثيرا عن ضغط الشريان الأبهر وهو ما قد يعرض الطبيب للخطأ في معالجة المريض.
ولذلك فقد استعرضت شركة IEM الأميركية جهازا يقيس الموجات المنبثقة عن حركة الشريان الأبهر ويقيس ضغط الدم في أهم شريان في جسم الإنسان.
عدا ذلك فالجهاز يقيس للطبيب مدى تكلس الشرايين، وخصوصا الأبهر، وكمية الدم التي يضخها القلب كل مرة وعدد نبضات القلب.
ويبدو أن الليزر يدخل مجال التقنية بقوة لأن العديد من الشركات أسهمت هذا العام في تقديم أجهزتها العلاجية الليزرية.
بينها شركة MKV الأميركية التي تعتبر من أشهر منتجي أجهزة أشعة الليزر في العالم، والتي استعرضت جهاز «باور تويل 21» الذي يعالج مساحات جلدية واسعة كل مرة ويزيل الشعر أيضا بمساحات كبيرة.
ويعالج الجهاز، باستخدام الليزر بطاقات مختلفة، مساحة 5,5 ملم مربع كل مرة ويختصر الكثير من وقت العلاج والجهد والكلفة على المريض والطبيب.
وعرضت شركة «ايبندورف» الألمانية جهازا ليزريا لمعالجة الشعر وأمراض بشرة الرأس أطلقت عليه اسم «لوز بوستر».
والجهاز يطلق أشعة ليزر خفيفة من خلال ثقوب في فرشاة للشعر ويوجه الأشعة بدرجة حرارة 60 مئوية، لا تضر بالشعر والبشرة، لكنها تقتل كل أمراض الشعر مثل القمل وبيوضه.
كما عرضت شركة «جي جي هيلث كير» جهازا للكشف الشعاعي بالموجات الصوتية لا يستخدم الماوس ولا الأزرار ولا لوحة أزرار.
وهو جهاز صغير وجوال يمكن استخدامه في الطوارئ، والأهم أن رؤوسه الحساسة يمكن استبدالها حسب الحاجة كما يستبدل الإنسان رؤوس المكنسة الكهربائية، ويستخدم بالتالي لفحص المناطق الصغيرة مثل الأصابع أو الشرايين أو المساحات الكبيرة مثل البطن والصدر.
مركز الأبحاث الألماني في كارلسروهه خطا خطوة كبيرة على صعيد مراقبة الناس الذين يعانون من أمراض القلب والجلطات ومن المؤمل أن يحسن حياتهم كثيرا.
إذ حولت الشركة جهاز تخطيط القلب وأقطابه إلى حزام من قماش يشد حول الصدر وينقل كل اضطرابات القلب لاسلكيا ومباشرة إلى المستشفى.
والحزام مصنوع من قماش خفيف ومريح لا يزعج المريض، لا يسبب الحساسية ولا يضايق المريض عند النوم.
وحسب مالتا كريستا، من المركز، فإن الحزام قادر على حفظ ونقل المعلومات عن حالة القلب طوال 72 ساعة قبل أن يحتاج مجددا لإعادة شحن.
وغالبا ما يحجب الطبيب الجراح، أو أحد أفراد طاقمه ضوء غرفة العمليات الكشاف، حينما ينحني أو يغير مكانه، كما يمكن أن يلقي ظلاله على مكان العملية، لذلك فقد وجدت شركة «دريجر» حلا لهذه المشكلة.
والكشاف الضوئي «بولاريس 700» القوي الذي تطرحه الشركة لا يسقط أي ظلال ويتألف من 180 مصدرا ضوئيا ثنائي الصمامات.
واستطاعت شركة «فيليبس هيلث كير» أن تنتج أصغر مسبار مزود بكاميرا لمراقبة العمليات الداخلية التي قد تجرى للأطفال الرضع أو للأجنة.
والمسبار أقصر من المعتاد وقطره يشكل ثلث قطر المسبار المستخدم عند البالغين ولا يزيد على 7,5 ملم.
وبعد أنظمة الكشف عن الحمل المنزلية والسريعة التي تختصر الكثير من الزمن على الطبيب والمرأة، جاء اليوم دور الرجل ليتأكد من ذكوريته وقدرته على التخصيب بنفسه. وطرحت شركة «لوبيك ميديكال» السويسرية جهازا، للاستخدام الشخصي السهل، للكشف عن عدد الحيامن ونشاطها في الرجل.
وقال رئيس الشركة الدكتور اندرياس دورنبيرت، إن الجهاز سيكون جاهزا للسوق عام 2010 وأن الجهاز يمكن استخدامه أيضا للتأكد من نجاح عمليات «التعقيم» للتأكد من عدم تسرب أي مني.
والشركة السويسرية انفردت بتقديم جهاز لفحص مستوى الغلوكوز في الدم يستخدم كافة أشرطة الفحص المطروحة في الصيدليات.
ومعروف أن أجهزة قياس سكر الدم السائدة في السوق تستخدم أشرطة الفحص الخاصة بها فقط توخيا للدقة.
وفي جناح صغير للمبتكر رالف ايشنغر، استعرض الطبيب أول لاصق حراري لا يلصق على الجلد وإنما بين طيات الملابس.
ويوفر اللاصق دفئا مستمرا للمناطق العضلية والعظمية المصابة مخترقا الملابس والجلد والعضلات، كما يستخدم أوكسجين الهواء للتخلص من الحساسيات التي قد تنجم عن الاحتكاك بالملابس.
وذكر ايشنجر أن اللاصق يولد حرارة متساوية ومستمرة طوال 12 ساعة.
وهذا ليس كل شيء في المعرض الدولي للتقنية الطبية هذا العام.
فهناك شريحة إلكترونية صغيرة من شركة «ايبندورف» تستخدم جهاز استشعار بيولوجيا للكشف عن سرطان الثدي عند النساء.
وأشارت مصادر الشركة إلى أن الجهاز يفرق بين مختلف أنواع سرطانات الثدي ويخبر بشكل مبكر جدا عن حدوثها.
وطرحت شركة «بنتا» جهازا مدمجا صغيرا للطوارئ قالت إنه مضاد للصدمات والماء ويمكن استخدامه تحت الماء.
والجهاز بحجم حقيبة صغيرة ويجمع أجهزة تخطيط القلب والتنفس والدماغ وقياس ضغط الدم ..إلخ ويتحول إلى مرافق «جوال» للطبيب في الحالات الطارئة.
ويمكن لمن يعتني بمريض مشلول أو في حالة غيبوبة أن يستخدم طاقيتين حديثتين من الأسلاك، يربطهما على رأسه وعلى رأس المريض، كي يتمكن من قراءة أفكار المريض وطلباته.
والجهاز من شركة «جي تيك» التي أطلقت على التقنية اسم Brain ـ Computer ـ. Interface BCI.
وقد استعرضت إحدى موديلات المعرض مع الزوار طريقة قراءة أفكارهم باستخدام الجهاز.