رئيس «لوي فيتون» التنفيذي إيف كارسيل .. يحتفل بافتتاح الفرع الجديد في «دبي مول»

يمكن القول بكل ثقة إن اكبر حدث في عالم الموضة بعد انتهاء دورتها في باريس هذا الشهر هو افتتاح اكبر متجر لدار «لوي فيتون» في دبي مول، مناسبة كانت تستدعي بلا شك احتفالا يضاهي ضخامة المكان، حضره الرئيس التنفيذي للدار، إيف كارسيل، بالإضافة إلى شخصيات عربية وأجنبية مهمة.

فالمحل الذي خصت به الدار منطقة الشرق الأوسط، يمتد على مساحة 645 متراً مربّعاً، مقسّم إلى نواحٍ متناغمة، ما يقدّم عالماً شاسعاً من المنتجات للرجال والنساء على حدٍّ سواء، عدا توفره على مدخلين منفصلين في المول وقاعة للشخصيات المهمة لمزيد من الراحة والرفاهية.

ويعتبر هذا ثالث محل للدار في المنطقة، حيث يوجد الأول في «مركز برجمان» والثاني في «برج الإمارات».

وفي لقاء له مع جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية وصف إيف كارسيل، الرئيس التنفيذي للوي فيتون، موقع المحل بأنه هام للغاية كونه يقع في رابع أكبر مركز تسوق، بالعالم ضمن أحد أكثر المناطق حيوية في مدينة دبي، الأمر الذي استدعى الكثير من الدراسة والتحضيرات.

وعلق قائلا: « أي عملية لافتتاح فرع جديد لنا لا بد أن تسبقها دراسات مكثفة حتى لا نعاني مستقبلا من أي خسائر مادية أو غيرها، تنتج عن سوء اختيار المكان أو التوقيت الخطأ وتستدعي عملية تنقل لمحلاتها، وهو الأمر الذي قد يحصل بسهولة للأسف الشديد بسبب الخطوات غير المدروسة».

وفي نفس الصدد، يوضح كارسيل مسألة لا تقل أهمية تتمثل في سياسة الدار تجاه منح امتيازات لأي وكلاء «فنحن نحرص على إدارة منتجاتنا بأنفسنا من الشركة الأم، وهي مسألة لا تجدينها في أي فلسفة تسويقية للعلامات التجارية الأخرى حول العالم.

والسبب، كما أسلفت، هو إرضاء العميل أولا وأخيرا، وتلبية رغبته في امتلاك قطعة خاصة جدا ومميزة جدا»، ولا خوف على اسم الدار من عدم التميز، فهي قد تكون أيضا الوحيدة من بين كل الماركات العالمية التي لا تؤمن بما يسمى بـ«موسم التخفيضات» الموسمية، كما أن أسعارها في منطقة الخليج تماثل الأسعار في محلاتها في كل من لندن وباريس .. سياسة أكدت فاعليتها ونجاحها.

فمن يشتري أي قطعة اليوم لا ينتابه أدنى خوف من أن سعرها سينزل إلى النصف بعد أشهر قليلة، وبالتالي يجعل كل قطعة كلاسيكية أينما ومتى تم اقتناؤها مع حفاظها على قيمتها.

وبالنظر إلى معروضات المحل في «دبي مول»، الذي جاء افتتاحه في وقت قد يقول البعض انه غير مناسب لأي افتتاحات أو توسعات جديدة، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن أن الدار ستبقى بعيدة كل البعد عن كل ما يقال عن الأزمة المالية وتبعاتها. فكل قطعة مصفوفة على الرف أو معروضة في ركن من الأركان، ستؤجج الرغبة في اقتنائها، الأمر الذي لن يؤثر على مبيعاتها بأي شكل من الأشكال.

وهو ما أشار إليه كارسيل بأن المكاسب هذا العام لم تنخفض عن العام الماضي والبالغة لمائتين وخمسين مليون يورو.

ومن السهل معرفة السبب، لأن الماركة في عيون كل رجل يحب الجودة، وكل امرأة تعشق الأناقة والتميز لا تزال ترمز إلى الأرستقراطية والتجدد الدائم، بالرغم من عمرها الذي تخطى قرناً ونصف القرن.

والسر كما شرحه إيف كارسيل، يكمن في أنها لا تسعى للانتشار كميا بقدر ما تفضل الوصول إلى عملائها من خلال الجودة والأناقة، كما أنها لا تعتمد مبدأ المنافسة مع أي علامة أخرى متواجدة في السوق، بقدر ما تركز على اقتحام أسواق بكر والمحافظة على شخصيتها والإخلاص لتاريخها.

لكنه يضيف: «بجانب السعي للبحث عن أسواق جديدة، وما هو أهم من التركيز على المنافسة مع أي ماركة تجارية أخرى، نهتم بإجراء دراسات وافية للاتجاهات السائدة وما يفضله الناس في عالم الكماليات الفاخرة».

و«لوي فيتون» التي يوجد لها 439 محلا في كل أنحاء العالم، لا تنوي التوقف عن التوسع، حيث أوضح كارسيل أنه، بعد تأخر ثلاث سنوات ستفتتح أولى متاجرها في بيروت قبل بداية فصل الصيف.

وتجدر الإشارة إلى أن افتتاحات الدار في منطقة الشرق الأوسط لها ما يبررها، وليس هناك مبرر أكثر من عشق الزبون العربي لعلامتها وجودتها في مجال الإكسسوارات الجلدية والأزياء.

فمنذ أن التحق بها المبدع مارك جايكوبس، أكدت المواسم والمبيعات بأنه قادر على قراءة ما يريده السوق قبل أي أحد، ربما حتى قبل الزبون نفسه، ومن هنا تكررت نجاحات الدار في العالم عموما، ومنطقة الخليج خصوصا.

وكارسيل لم يخف سعادته بهذه النجاحات، ولا ثقته بالسوق العربي بما فيه التجاوب الذي تحظى به الماركة في السعودية، ويقول إن ناسها يتمتعون بذوق راق وفهم حقيقي للمنتجات الفاخرة، وهذا ما يجعل «المملكة العربية السعودية في غاية الأهمية بالنسبة لنا».

واحتراما للعلاقة الحميمة التي تربط الدار الفرنسية بالسوق العربي، لم يكن من الممكن أن تمر مناسبة بأهمية وضخامة افتتاح محلها الجديد بـ«دبي مول» من دون هدية تختزل نوع العلاقة والحب المتبادل، وتزاوج في الوقت ذاته أناقة الدار بثقافة الشرق، ومن هنا كان إطلاق حقيبة يد نسائية موشاة بالخط العربي، أرفقتها بحقيبة خاصة بأدوات الخط العربي بيعت في مزاد حضرته الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم لصالح جمعية الإمارات لمتلازمة داون بمبلغ لم يتم الإفصاح عنه.

وحتى تعكس روح الشرق وحب المرأة العربية للترف والجمال، فقد صممت الحقيبة من جلد التمساح باللون الأخضر الغامق ونقشت عليها العلامة التجارية للدار بالذهبي، بينما بطنت من الداخل بقطع من الجلد الأخضر. أما حقيبة الأدوات الخاصة بالخط العربي فتزين جهتها الأمامية مجموعة من أقلام الرصاص بأحجام مختلفة في تناسق وانسجام تام.

كما يزينها رسم لمحبرة تقليدية مع قطع جميلة من الفولاذ تفصل بينها مسافات موحدة، ما يعطي الحقيبة مساحة أكبر ويعزز من حمايتها.

وستمثل هذه الحقيبة إضافة نوعية إلى المعرض العالمي المتنقل الذي تنظمه دار لوي فيتون احتفاء بالتميز والإبداع، وشهد انطلاقته في مناسبة افتتاح محلها هناك بعرض خمس حقائب صممها خمسة مصممين عالميين، هم آني ليبوفيتز، ومارك جاكوبس، وباتريك لويي فويتون، وفيران ادريا، وغوستافسو سانتاولالا.

وأيضا ضمن سياستها لتشجيع المبدعين أوضح كارسل أن LV ستقيم في السابع عشر من نوفمبر القادم بلندن مزادا على مجموعة من المنتجات الخاصة التي سينفذها كوكبة من الشخصيات في كافة مجالات الفن.

إذا كانت أرقام المبيعات صحية واسم الدار متألقا، فماذا يزعج كارسيل؟
ويأتي الجواب واضحا: المضايقات التي تتعرض لها لوي فيتون من جماعات الرفق بالحيوان ويتساءل: «يا ترى هل سيتوقف الناس يوما عن تناول السمك أو الدجاج مثلا؟ سوق المنتجات الفاخرة لا يستطيع الاستغناء عن جلود الحيوانات لكننا نقوم بتلك العملية ضمن القانون وبأقل التأثيرات.. هذه هي طبيعة سوق المنتجات الفاخرة.