الإجهاض المتكرر .. ما هو وكيف تتفاداه الحامل؟
تتعرض نسبة 5% إلى 15% من حالات الحمل إلى مشكلات مختلفة، أبرزها الإجهاض المتكرر الذى يشكل حالتين إلى ثلاث أو أكثر من حالات الأجهاض لدى النساء فى سن الإنجاب. "الجمال" في هذا التقرير تلقي الضوء حول العلاجات والفحوص المتطورة لتفادى مشكلة الاجهاض المتكرر.
وتجدر الإشارة إلى أنه فى غالبية الأحيان، تحدث معظم حالات إسقاط الحمل المتكرر فى خلال الأسابيع العشرة الأولى، مما يحتم اتخاذ إجراءات إضافية لمراعاة النساء فى هذه الحالات الخاصة.
وتشكل الأسباب الوراثية نصف حالات الإجهاض المتكرر، وهى ترتبط بتشوهات فى الموروثات (الكورموزومات) المنتقلة من الأهل إلى الجنين أو بأخطاء جينية ناتجة من حالات وراثية أو من انقسام فى الخلايا خلال تكون الجنين.
أما فى الجانب الصحى أو الطبى، فتأتى الأمراض المناعية وأمراض الدم على رأس لائحة الأسباب المسؤولة المتكرر، إذ يشكل جهاز المناعة أجساماً مضادة للسائل المنوى أو للبويضة الملقحة ما يؤدى إلى عدم غرسها فى بطانة الرحم، أما أمراض الدم، لاسيما تلك المتعلقة بحالات التجلط الزائد خصوصاً فى الأوعية الدموية الدقيقة التى تغذى البويضة الملقحة فهى تؤدى أيضاً إلى الإجهاض.
كما تؤدى الاضطرابات النفسية، خصوصاً حالات الضغط النفسى والعصبية والقلق إلى ارتفاع مخاطر الإجهاض المتكرر، ويعود الأمر إلى اضطرابات هرمونية تضعف إمكانية تثبيت الحمل وتغذية الجنين.
وهناك بعض النساء اللواتى يعانين من إرتخاء فى عنق الرحم، ما يؤدى أيضاً إلى سقوط الحمل.
فكلما تقدمت فى السن، تقدم سن هذه البويضات، وبالتالى ترتفع مخاطر الأخطاء الكرموزمومية وأخطار تقاسم الخلايا الجنينية، مما يؤدى بالتالى إلى أرتفاع نسبة الاجهاض المتكرر.
وعادة ما يعتبر سن الخامسة والثلاثين للمرأة حداً فاصلاً، ترتفع بعده نسبة تشوهات الجنين، خصوصاً "متلازمة داون" أو حالات الإجهاض المتكرر.
وتزداد هذه النسبة مع التقدم فى العمر، لتصل إلى قمة مخاطرها فى سن الخامسة والأربعين.
إن تقدم سن البويضة يضعف من قدرتها على الإنقسام بشكل سليم، وإن انقسمت فإن "الكرموزمومات" قد لا تتوزع بين الخلايا بشكل متوازن.
وفى هذه الحالات، لا تلام المرأة أو زوجها كون مسألة العمر لا مفر منها إلا إذا لجأت المرأة فى حالات خاصة إلى تجميد بويضاتها فى عمر مبكر.
كما يتم اللجوء إلى هذه التقنية فى حالات مرضية كسرطان المبيض، إذ يتم أخذ جزء من المبيض أو مجموعة من البويضات وتجميدها، قبل أن يتم الاستئصال التام للمبيضين أو قبل معالجتهما بالأشعة.
أما الجراحات الأخرى فتتعلق بتصحيح التشوهات التكوينية الموجودة فى الرحم، كما فى حالات وجود رحمين أو وجود فجوتين فى داخل الرحم الواحد أو حاجز داخل الرحم.
أما الدواء فيهدف إلى علاج الالتهابات بعد التقصى عنها، ويتم العلاج أما فى داخل المستشفى بواسطة الأمصال أو خارجها، وذلك بحسب حدة الالتهابات وعواقبها المحتملة.
أما لاضطراب الجهاز المناعى فهناك فحوص مخبرية تهدف إلى التأكد من وجود متلازمة مضاد الفوسفات والتى تشكل أحد الأسباب القليلة، التى قد يصعب علاجها.
ويلجأ بعض الأطباء إلى إعطاء أجسام مناعية بهدف تقوية جهاز المناعة والتخفيف من قدرته على رفض الحمل أو اسقاطه.
لا تنصح الدراسات كثيراً بهذه العلاجات المكلفة كون النتائج غير مرضية بما فيه الكفاية.
وينصح فى حالات الاضطراب الهرمونى أو التبقح الدموى أو وجود نزف بالراحة السريرية واستهلاك كميات من السوائل، إلى تناول حقن هورمونية (إبرة زيت) أسبوعياً، كما ينصح بها بعض الاطباء.
وتجدر الإشارة إلى أهمية إجراء المشورة قبل الحمل ليتعرف الزوجين على أمور كثيرة قد تكون مفيدة للحد من المشكلات والوقاية منها.