الغذاء المتوازن للمرأة الحامل .. والجنين
الحمل مرحلة طبيعية تمر بها المرأة، ويلعب الغذاء دوراً مهما في صحة الحامل وجنينها، فما هي مواصفات الغذاء المتوازن خلال فترة الحمل؟ وهل الغذاء السليم يعتبر كافيا؟ أم أنها تحتاج لزيادة بعض العناصر الاضافية؟ وما هي الزيادة المحبذة في الوزن خلال مرحلة الحمل؟
وخلال فترة الحمل تحدث كثير من التغيرات الفسيولوجية والكيميائية والهرمونية في جسم المرأة، والتي بدورها تؤثر على احتياجات الجسم الغذائية، وعلى كفاءة الجسم في الاستفادة من هذه العناصر الغذائية.
وقد بدأ العلماء في توضيح أهمية تناول كمية كافية من الفولاسين أثناء مراحل تكوين الجنين الأولى. فعدم تناول الأم الكمية قبل و/أو أثناء مرحلة تكوين الجنين الأولى يؤدي إلى تشوهات خلقية للجنين وخصوصاً عدم انغلاق الحبل الفقري للجنين، والمعروف أن الوقت الحرج لتكوين الحبل الفقري للجنين يكون من 17 إلى 30 يوماً من بداية الحمل، حيث لا تعرف معظم النساء أنهن حوامل بعد.
ولذلك لابد من زيادة تناول الحامل للأطعمة الغنية بهذا الفيتامين مثل السبانخ والخضروات الخضراء الأخرى والكبد. بغرض الإقلال من خطورة عدم انغلاق الحبل الفقري أو ظهور تشوهات خلقية أخرى.
هناك حاجة شديدة إلى المعادن التي تقوم ببناء الهيكل العظمى، وهي : الكالسيوم والفسفور، المغنيسيوم خلال فترة الحمل. والزيادة في احتياج الكالسيوم قد تصل إلى 50% عن مخصصات المرأة البالغة غير الحامل.
فلحليب والأجبان يمدان الجسم بالبروتين، والكالسيوم، وفيتامين بي2 (B2)، والمغنسيوم. أما بالنسبة للحوم فتفضل اللحوم البيضاء مثل الأسماك والدواجن حيث تمد الحامل بالبروتين بالإضافة إلى الحديد والزنك، والبقوليات تمد الحامل أساساً بالبروتينات.
كذلك فإن الخضروات والفواكه تزود الحامل بالفيتامينات والمعادن والألياف الهامة جداً للحامل لتجنب الإمساك.
أما بالنسبة للخبز، ومنتجات الحبوب، فالأفضل أن يكون القمح غير منزوع النخالة، لاحتواء النخالة على الألياف وبعض الفيتامينات أو يستعمل الدقيق المدعم بالفيتامينات والمعادن. وتزود هذه المجموعة الحامل بالسعرات الحرارية (الطاقة) والفيتامينات والمعادن.
إن الغذاء الكامل يمد الحامل عادة بجميع احتياجاتها الغذائية أثناء فترة الحمل، ماعدا احتياجها إلى تناول المزيد من الحديد.
ولأن الغذاء المتكامل ضروري للحامل والجنين نجد الأطباء يصفون بعض العناصر الضرورية للحمل التي تشمل الحديد والفولاسين وفيتامين دي (D) والكالسيوم وعناصر غذائية أخرى.
وبالاضافة إلى التغذية السليمة فلابد أن تكون هناك فترة كافية من الوقت بين الحمل والذي يليه، وذلك من أجل صحة الأطفال بعد الولادة واستعادة الأم لصحتها.
وإن تأخير حدوث الحمل إلى سنتين أو ثلاثة، يمكن جسم الأم من استعادة وبناء مخازنها الغذائية التي فقدتها خلال الحمل والولادة. ولهذا التأخير أيضاً فائدة كبيرة جدا بالنسبة للمولود الثاني.
ونظراً لأهمية التغذية، وأثرها الكبير على صحة الحامل، وأثرها أيضاً على نتاج هذا الحمل، نرى اهتمام العاملين في مجال الصحة في جميع أنحاء العالم بالتغذية في فترة الحمل.
ونتيجة لهذا الاهتمام توجد برامج متخصصة للعناية بالحامل وخدمتها وتوعيتها من الناحية الصحية والغذائية.
ويمكن تقدير الحالة الغذائية بطريقة تقريبية تعرف بمؤشر كتلة الجسم Body Mass Index (BMI)، حيث يقسم وزن المرأة بالكيلوغرامات على مربع طولها بالأمتار.
فإذا كانت النتيجة أقل من 19.8، فهذا يعني أن المرأة تعاني من النحافة، وإذا كانت بين 19.8 إلى 26 كان الوزن مناسباً أو مقبولاً.
وإذا تراوحت النتيجة بين أكثر من 26 إلى 29، فهذا يشير إلى زيادة الوزن. أما إذا زادت النسبة عن 29، فهذا يدل على أن المرأة تعاني من السمنة.
ويمكن حساب مؤشر كتلة الجسم BMI لامرأة وزنها قبل الحمل مثلاً 60 كيلوغراماً وطولها 150 سنتيمترا كالتالي:
ـ الوزن بالكيلوغرامات 60 60 ـ الطول بالمتر مربعاً (1.5X 1.5) 2.25 ـ مؤشر كتلة الجسم=26.7