كشف سر متلازمة التعب المزمن
طالما كانت "متلازمة التعب المزمن" لغزا طبيا وموضوع نقاش حاد بين الأطباء والباحثين والمرضى.
فهي تؤثر في ما لا يقل عن مليون أميركي مسببة إرهاقا شديدا وآلاما في العضلات والمفاصل ومشاكل في النوم وصعوبة في التركيز وأعراضا أخرى. وأسبابها مجهولة، فالأعراض يمكن أن تدوم سنوات وليس لها علاج ناجح.
ويختلف الباحثون حول كون المتلازمة مرضا واحدا أو مجموعة من الأمراض التي قد تكون لها أسباب مختلفة في مرضى مختلفين.
فهي أحيانا توصف بأنها أقرب إلى المرض العقلي منها إلى الجسمي، حيث يوصف مرضاها بالعصابيين أو المكتئبين أو المصابين بوسواس المرض.
وكثير من المرضي يعتبرون مسمى الاضطراب لفظة عدوانية، في إشارة إلى أنه ليس مرضا حقيقيا.
فقد بينت دراسة جديدة أن كثيرا من المصابين بمتلازمة التعب المزمن كانوا مصابين بفيروس اكتشف مؤخرا يعرف اختصارا بـ"أكس أم آر في" ينحدر من مجموعة من الفيروسات التي تسبب سرطانا في الفئران.
وقد تم التعرف على الفيروس أول مرة منذ ثلاث سنوات في سرطان البروستاتا ثم اكتشف بعد ذلك في نحو ربع الخزعات (عينات حية من الأنسجة) المأخوذة من رجال مصابين بذاك المرض (وفي 6% فقط من الخزعات الحميدة).
وهذا الفيروس نوع من "الحمات الدوارة" من نفس عائلة الفيروسات الشهيرة المسببة لمرض الإيدز وسرطان الدم في البشر.
وقالت رئيسة فريق الدراسة من المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة إن 68 من 101 مريض مصابين بمتلازمة التعب المزمن، أو 67%، كانوا مصابين بالفيروس المذكور، مقارنة بـ3.7% من 218 شخصا أصحاء.
وكشف المزيد من الفحص بعد نشر الدراسة أن الفيروس موجود في نحو 98% من نحو 300 مريض مصابين بالمتلازمة.
واستنتجت أن الفيروس يمكن أن يوجد في كل مريض مصاب بالمتلازمة. ويؤثر الفيروس في جهاز المناعة ويمكن أن يسبب مجموعة من العلل وقد ينضم إلى فيروسات أخرى ليسبب المتلازمة.
لكن لتحديد مدى كون الفيروس هو المسؤول عن المتلازمة يحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسة لمعرفة مدى شيوع الفيروس وكيفية انتقاله.