أفتتاح مركز أميركي متخصص في علاج إدمان الإنترنت
افتتح مؤخراً بالولايات المتحدة مركز لعلاج إدمان الإنترنت، بهدف مساعدة أصحاب العادات غير الصحية في استخدام الشبكة العنكبوتية.
وأطلق برنامج "بداية جديدة" (RESTART) للتعافي من إدمان الإنترنت في منشأة تقع بالقرب من مدينة فول سيتي بولاية واشنطن، شمالي غربي أميركا، والطريف أن هذا الموقع لا يبعد كثيراً عن مقر عملاق صناعة البرمجيات مايكروسوفت، في مدينة ردموند بنفس الولاية.
تسعى هذه المنشأة إلى مساعدة المستخدمين الذين أصبحت عادات استخدامهم للإنترنت ضارة لهم ولمن حولهم أيضاً.
يقول بيان رسالة المنشأة بموقعها الإلكتروني إن برنامج "بداية جديدة" للتعافي من إدمان الإنترنت موجه تحديداً لإطلاق هذه الشريحة نحو العالم الحقيقي مرة أخرى.
البرنامج مفصّل بحسب حالة واحتياجات الفرد، ومصمم لمساعدة المشاركين ذوي الإدمان السلوكي على الإنترنت أو الحاسوب في كسر حلقة "الاعتماد" الإدماني.
أعراض ومؤشرات
يستغرق البرنامج 45 يوماً من التعافي القائم على الامتناع عن استخدام الشبكة العنكبوتية، ويعرّض البرنامج المشاركين لطائفة متنوعة من الأنشطة ومهارات الحياة اليومية، والتي غالباً ما يتم تجنبها أو إهمال تنميتها، نتيجة الانصراف لألعاب الحاسوب وال?يديو وإساءة استخدام الإنترنت.
تتكون المنشأة من مأوى على النمط الأسري، يتسع لستة أشخاص، ويكلف برنامج العلاج 14 ألفا وخمسمائة دولار يدفعها المرضى أو ذووهم، فليس من المستغرب أن شركات التأمين الصحي لا تغطي هذه البرامج.
وللبرنامج موقع إلكتروني مزود ببعض المعلومات عن المنشأة، ويذكر بعض علامات وأعراض إدمان الإنترنت والألعاب الإلكترونية، يعتبر وجود ثلاثة أو أربعة منها مؤشراً على إساءة الاستخدام، ويُعَد وجود خمسة منها مؤشراً على الإدمان.
كان أول المرضى المشاركين في البرنامج شاب يبلغ من العمر 19 عاماً من ولاية أيوا، وكان يقضي جزءاً كبيراً من يومه في ممارسة لعبة “World of Warcraft” على الإنترنت.
وقد أحضره والداه للعلاج بعد ما أصبح سلوكه وممارسته لهذه اللعبة بالغ السوء إلى حد اضطراره لترك دراسته الجامعية.
لم يلتزم المريض بالإقلاع عن استخدام الإنترنت في المدى الطويل، لكنه يعتقد حالياً أنه قد نجح في التخلي عن سلوكياته السابقة الضارة.
جاء هذا البرنامج العلاجي على خطى برامج أخرى ببعض البلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية، حيث يمثل إدمان الإنترنت مشكلة خطيرة.
كذلك، استحدثت الصين مؤخراً مراكز من هذا النوع، رغم أن الأساليب تركت للمشاركين بعضاً مما هو مرغوب فيه.
عوائق العلاج
إن عدم وجود شرط "الاعتمادية الجسدية" اللازم لتعريف الإدمان -وفقاً للمعايير الدولية- في حالات إدمان الإنترنت، تجعله ينضوي تحت بند "الاستخدام الضار".
لكن ذلك لا يقلل وفق الإبياري من خطورته، نظراً لوجود شروط الإدمان الأخرى، كالاعتمادية النفسية وأعراض الانسحاب لدى الإقلاع، واللهفة لمعاودته، وعواقب اجتماعية واقتصادية رغم انتفاء المضاعفات الجسدية.
وتضيف أن أحد أهم دوافع علاج الإدمان هو تكلفته الاقتصادية، فينبغي الأخذ بالاعتبار تكلفة العلاج المطلوبة مقارنة بتكاليف إدمان الإنترنت، ولأن هذا النوع من الإدمان غير محظور قانونياً وغير موصوم اجتماعياً كالمخدرات، تتبدى صعوبة حفز المرضى لالتماس العلاج، مما يمثل بنهاية المطاف عائقاً أمامه.