دراسة جديدة تحدد أساليب إبحار السعوديات في الإنترنت
كشفت دراسةٌ حديثة مقدمة إلى مؤتمر "تقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي" الذي ينظمه قسم الإعلام بجامعة الملك سعود الأسبوع المقبل، أن قرابة 40% من الفتيات السعوديات يستخدمن أجهزة الكمبيوتر في غرفهن الخاصة، لفترة ما بعد منتصف الليل، كما أن قرابة 70% منهن يتصفحن الإنترنت بمفردهن، واستحوذت مواقع الحوارات النسبة العظمى لاهتماماتهن بواقع 19% من إجمالي المواقع التي يزرنها تقريبًا، نقلاً عن تقريرٍ لصحيفة "الوطن" السعودية الجمعة 13-3-2009 للصحافي حسين بن مسعد.
وتوصلت الدراسة، وعنوانها "العوامل المؤثرة على استخدامات الفتاة العربية للإنترنت" للدكتورة عزة عبد العزيز عبد اللاه عثمان، إلى أن نسبة 39.3% من الفتيات يستخدمن أجهزة الكمبيوتر في غرفهن الخاصة محتلاً الترتيب الأول بين اختياراتهن، وجاء وجوده في غرفة مستقلة في الترتيب الثاني بنسبة 30.9%، كما أظهرت النتائج أن مكان وجود جهاز الكمبيوتر في صالة المنزل بنسبة 12.6 % محتلاً الترتيب الثالث، كما كان وجوده في غرفة الأب والأم بنسبة ضعيفة بلغت 3% في الترتيب الرابع.
وذكرت الباحثة أن هذه النتيجة تعطي دلالةً خاصة بالعامل الاقتصادي باعتباره مؤثرًا مهمًا في الامتلاك الشخصي للجهاز، حيث نجد الاستخدام الشخصي داخل الغرفة الخاصة يعود إلى العامل الاقتصادي، باعتباره مؤثرًا مهمًا في الامتلاك الشخصي للجهاز، أما الدلالة الثانية فتعكس طبيعة الحياة داخل البيت السعودي، حيث نجد في السعودية الفلل أو دور في فيلا هو السائد، مما يزيد عدد الغرف ويعطي فرصة للفتاة للانفراد داخل غرفتها بجهازها الشخصي.
كما أثبتت الدراسة أن 69.5% من الفتيات يتصفحنه بمفردهن، وكانت 23.7% منهن يتصفحنه مع أحد أفراد الأسرة، أما التصفح مع الصديقات فكان بنسبة ضعيفة بلغت 4.2%.
وأكدت أن نسبة 40.1% من الفتيات السعوديات يتصفحن الإنترنت لفترة منتصف الليل وحتى الفجر محتلاً المرتبة الأولى، فيما جاء توقيت التصفح للفترة المسائية بنسبة 28.1%، ثم فترة العصر بنسبة 20.3%، يتلوها بعد ذلك فترة الصباح بنسبة 7.8% وأخيرًا فترة الظهيرة بنسبة 3.6%.
ويوضح الباحث أن "السبب في إعطاء الأولوية لفترة منتصف الليل وحتى الفجر بالنسبة للفتاة السعودية إلى طبيعة معيشة الفتاة السعودية أو طبيعة الحياة داخل الأسرة السعودية والتي تعطي للفتاة استقلالية داخل المنزل بحكم اتساعه، فلديها غرفتها الخاصة التي تستطيع أن تسهر فيها".
كما أظهرت الدراسة أن "المواقع التي حظيت بأولويات عند الفتيات السعوديات كانت متابعة منتديات الحوار في الترتيب الأول بنسبة 18.8%، ومواقع الصحة والتجميل في الترتيب الثاني بنسبة 16.1%، ثم المحادثات المباشرة في ترتيب ثالث بنسبة 13%، ثم المواقع العلمية بنسبة 12.5%، والبريد الإلكتروني بنسبة 10.9%.
وترجع هذه التفضيلات إلى طبيعة الاهتمامات الخاصة بالفتيات في تلك المرحلة العمرية من اهتمام بالشكليات والصحة والصداقات عبر البريد الإلكتروني، ثم تحقيق الذات من خلال المنتديات، لكونها متنفسًا للتعبير عن رأيهن، ومجالاً لتفريغ طاقاتهن وممارستهن لحرية الرأي وتبادل وجهات النظر، فالإنترنت تمثل لهن نوعًا من الإعلام البديل، ثم البحث عن علاقات عاطفية من خلال "الشات" والتي تؤدي إلى أضرار اجتماعية ودينية.
وللأسف فإن الكثير من الآباء والأمهات لا يدركون هذه الخطورة، حيث نجد أن معظم آباء المراهقين لا يعرفون أو لا يكترثون بما يفعله أبناؤهم في الإنترنت، كما أن معظم الآباء لا يعرف طريقة تشغيل الحاسب الآلي، حيث يعتقد الآباء أن الإنترنت أفضل من التلفاز، كما أن هناك عددًا محدودًا من الآباء يمنع أبناءه من استخدام الإنترنت.
وأظهرت الدراسة أن 59.9% من الفتيات السعوديات (أفراد العينة) يشتركن في ملكية أجهزة الكمبيوتر الذي يستخدمنه، في حين بلغت نسبة الفتيات اللاتي يمتلكن جهازًا خاصًا بهن 34.9%، وأشار ما نسبته 5.2% من الفتيات إلى عدم امتلاك جهاز.
وقد اعتبرت الدراسة أن الدردشة هي أحد أشكال الهروب، خاصةً لمن يعانين الوحدة واليأس نتيجة مشاكل اقتصادية أو نفسية أو عاطفية أو مشاكل عمل، لذا يتم الهروب إلى أرض الأحلام التي تكون صداقات من خلالها تتحدث الفتاة بدون أي قيود، وفي الوقت الذي تختاره بدون أي تكلف باللباس أو الاستعداد للمقابلة، مما يساعد على نسيان المشاكل طوال وقت الاتصال، كما توصلت إلى أن الحوار عبر الإنترنت يجعل كل الفتيات واثقات من أنفسهن، مائلات للمغامرة.
هذا وأكدت الدراسات الحديثة أن الخبرات الضارة والاتجاهات السلوكية المنحرفة التي اكتسبتها الفتيات والفتيان من سوء استخدام الإنترنت في تزايد خطير؛ حيث إن الشكوى في تزايد مستمر من التأثير السلبي للإنترنت على الأخلاق وسلوك المراهقين والمراهقات في أقطار العالم، وبخاصة في البلاد العربية والإسلامية، إذ وجدت بعض الشركات في دراساتها "أن عدد زوار صفحات ومواقع الإنترنت الخاصة بالإباحية كان بحدود (20 ألف) زائر يوميًا، وأن أكثر من (200) موقع وصفحة مشابهة لها تستقبل (1400) زائر يوميًا.