التمارين الرياضية تقلل من مشاكل الشرايين المحيطية
التمارين الرياضية دواء جيد للأشخاص الذين يعانون من ضيق في الشرايين التاجية المصابة بالتصلب، السبب الرئيسي لأمراض القلب.
وتصلب الشرايين (الناجم عن تراكم الترسبات المليئة بالدهون والكولسترول) بمقدوره أيضا إلحاق الضرر بالشرايين الأخرى في الجسم، ومنها تلك الموجودة في الرجلين والذراعين، وهي الحالة التي تعرف باسم «مرض الشرايين المحيطية» peripheral artery disease (PAD).
وبسبب انخفاض تدفق الدم، فإن هذا المرض يمكن أن يسبب الآلام أثناء المشي، وفي بعض الأحيان التشنجات في عضلة بطة الساق، التي تظهر عند المشي ثم تختفي عند الراحة (العرج claudication).
وفي ضوء الأعراض المؤلمة في الرجل، فإن التمارين على الرجلين لا تبدو من أفضل الأفكار بالنسبة للمصابين بمرض PAD هذا.
إلا أن دراسة قد توصلت إلى نتيجة مفادها أنهم قد يجنون الفوائد من ناحية الوظائف البدنية، ومن ناحية تحسين نوعية الحياة لديهم، أن قاموا بالتمشي على الدواسة الكهربائية (آلة المشي الأوتوماتيكية)، وبتدريب الرجلين في تمارين المقاومة.
كما ظهر أيضا أن التمارين على الدواسة الكهربائية تعزز صحة مجموع الأوعية الدموية، وهذه فائدة مهمة للأشخاص المصابين بمرض الشرايين المحيطية من الذين تزداد لديهم أخطار النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وفي اختبارات أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة فينبرغ في شيكاغو، تم توزيع على 156 رجلا وامرأة مصابين بمرض الشرايين المحيطية (بعضهم مصاب بالعرج)، عشوائيا في مجموعة لإجراء تمارين رياضية على الدواسة الكهربائية تحت إشراف الباحثين، ومجموعة أخرى لإجراء تدريبات تمارين المقاومة لأطرافهم، وثالثة هي مجموعة مراقبة تلقت فقط معلومات حول التغذية.
واختبر كل مشارك في التجارب قبل بدء الدراسة، وبعدها بستة أشهر على أدائه أثناء المشي لفترة 6 دقائق، وعلى تمرين بدني قصير.
كما قيس مقدار التغير في تدفق الدم في مقطع الشريان العضدي، وهو الشريان الرئيسي في أعلى الذراع، والأداء أثناء المشي على الدواسة، إضافة إلى إجراء الباحثين قياسات حول تحسن نوعية الحياة.
وبالمقارنة مع مجموعة المراقبة، فقد نجح المتمرنون في مجموعة الدواسة بالمشي لمسافة أطول بمقدار 118 قدما (نحو 36 مترا) خلال 6 دقائق، كما ازدادت لديهم فترة التمرين على الدواسة قبل ظهور أعراض الألم في أرجلهم، بـ3.5 دقيقة، وأفادوا أيضا أنهم عانوا من مشاكل أقل لدى مشيهم أو صعودهم السلالم.
ولعل أكثر الأمور قوة يتجلى في أن التمارين على الدواسة الكهربائية أدت إلى تحسن وظيفة الشرايين وتدفق الدم عبر كل الجسم، حسبما أظهرت قياسات الشرايين في أعلى الذراع. وإن تمت المحافظة على هذه التحسينات في الدورة الدموية فسيكون من المتوقع أن تقلل من خطر النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، كما أن بوسعها خفض خطر صعوبة اندمال الجروح، التي تعتبر مشكلة لدى المصابين بمرض الشرايين المحيطية.
ولم تظهر تغيرات في وظيفة الشريان العضدي لدى مجموعة تمارين المقاومة مقارنة بمجموعة المراقبة، إلا أن قوة أرجل المشاركين فيها، وفترة مشيهم على الدواسة، ووظيفة تسلق السلالم، تحسنت كلها لديهم، وقد نشرت نتائج الدراسة في «مجلة الجمعية الطبية الأميركية» في 14 يناير (كانون الثاني) 2009.
وكانت الدراسات السابقة حول فوائد التمارين للأطراف السفلى قد شملت المعانين من مرض الشرايين المحيطية من المصابين بالعرج، وهذا هو أول الاختبارات العشوائية التي تشمل مرضى من المصابين وغير المصابين بالعرج، التي وسعت من نطاق التمارين المدروسة ـ وخاصة تمارين الدواسة ـ لكل شخص منهم.
ويوصي الباحثون بأن تتم التمارين تحت الإشراف، على الأقل في البداية، إذ تعرض أحد المشاركين في الاختبارات إلى حالة توقف عمل القلب لدى إجرائه التمارين (إلا أنه نجا من الموت) بينما ظهرت لدى آخر آلام في الصدر.
وتعكس هذه المشاكل التأثير الخطير والمستديم لمرض الشرايين المحيطية، وتؤكد على أهمية إجراء التمارين الرياضية الجماعية تحت أنظار المشرفين.