نصائح لتخفيف الإصابة بدوار الحركة لدى الأطفال
«كانت أسرة الطفل أحمد تهاب ركوب السيارات، فابنهم منذ أن كان عمره 5 سنوات يصيبه ضيق شديد إذا ركب السيارة أو أي ركوبة أخرى، أجريت لأحمد فحوصات كثيرة ولم يجد الأطباء أي تفسير لحالته سوى تشخيصه بدوار الحركة، وتتساءل أم أحمد: ما هو دوار الحركة؟ وهل لهذا الداء أي مضاعفات؟ فقد أصبحت الحركة مع أحمد من الأمور المزعجة بسبب ما يحدث له من ضيق» .. أم أحمد تحكي عن حالة ابنها.
السفر مع الأطفال ليس سهلا، خصوصا إذا كان الطفل يعاني من دوار الحركة، حيث يصبح السفر من الأمور الأكثر صعوبة وإزعاجا للآباء، ويعرف دوار الحركة بأنه حالة تشمل مجموعة من الأعراض، وخصوصا الغثيان الناجم عن الحركة في أثناء السفر، وأكثر أنواع الحركة شيوعا هي السفر أو الحركة بالسيارات أو البحر أو النقل بالجو أو القطار.
في معظم الحالات، دوار الحركة هو مصدر إزعاج أكثر مما هو مرض طبي خطير، ولكن بعض العائلات مثل عائلة أحمد تجد حالته مقيدة، وأي نوع من السفر يمكن أن يصبح كابوسا لهم.
يقول الخبراء إن دوار الحركة مرض طبيعي واستجابة لمحفزات شاذة، وهي عادة ما تكون أكثر شيوعا في الأطفال من البالغين، وتحدث بنسبة أعلى في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-12 عاما.
وعادة ما يكون مرض دوار الحركة نادرا عند الأطفال أقل من سنتين بسبب أنهم دائما ممددون فلا يتعرضون للإصابة.
وعند الأطفال يكون دوار الحركة شائعا عند ركوب السيارة أو القطار أو الطائرة، ولكن يمكن أيضا أن يحدث في أثناء ركوب ألعاب التسلية المتحركة في المنتزهات.
دوار الحركة يختلف حسب حجم الشيء المتسبب للدوار، وحسب الاستعداد الشخصي للفرد.
وتشير البحوث إلى أنه يمكن أن يتراوح بين 1 في المائة في الطائرة الكبيرة إلى ما يقرب من 100 في المائة على ظهر سفينة في بحر هائج، ويعتقد أن دوار الحركة يحدث عند النساء أكثر من الرجال.
كيف نفهم دوار الحركة؟
من أجل فهم ما يحدث عند دوار الحركة فإن من المفيد أن نفهم كيف يعمل الجسم، وكيف تؤثر الحركة على ما نشعر به، وذلك بفهم الأعضاء الخاصة بالحركة والتوازن:
- في الأذن الداخلية يوجد سائل في قنوات الأذن يحدد ما إذا كنا نتحرك، وفي أي اتجاه، على سبيل المثال إلى أعلى أو إلى أسفل أو بحركة جانبية.
- والبصر من خلال العيون، يمكننا أن نرى إلى أين نحن نسير وصوب أي اتجاه.
حواس الاستقبال في الجلد تخبر الدماغ أي أجزاء الجسم يلمس الأرض
العضلات وحواس الاستقبال في المفاصل (sensory receptors)، هي المستقبلات الحسية التي ترسل الإشارات للدماغ إذا كانت العضلات تتحرك، وأي جزء من الجسم يتحرك.
وفي الحركة الطبيعية يحصل الدماغ على تقرير من الأجزاء المختلفة من الجسم ويعرض صورة كاملة عما يقوم به الشخص في هذه الحالة. إذا كان هناك أي قطعة لا تتطابق مع الصورة، فالنتيجة ستكون دوار الحركة.
كمثال: إذا كان الطفل يقرأ قصة في سيارة متحركة، سيكون هناك رسائل متناقضة، فالعيون تنظر في صورة ثابتة (القصة)، وفي نفس الوقت فإن الآذان الداخلية تبلغ الدماغ أن الجسم يتحرك، والمستقبلات في العضلات والمفاصل تخبر الدماغ بأنها غير متحركة، هذا يمكن أن يسبب الارتباك في الدماغ، مما يسفر عن دوار الحركة.
ببساطة، فإن دوار الحركة يحدث عندما يوجد تباين بين الحركة التي من المتوقع أن تحدث والحركة الفعلية التي تشعر بها أجهزة التوازن في الأذن الداخلية.
هذه الإشارات غير المتوقعة تترجم إلى رسائل متناقضة في الدماغ مما يؤدي إلى ظهور أعراض دوار الحركة.
كلنا معرضون لدوار الحركة، وهو داء شائع وطبيعي، وللأسف لا يوجد سبب معروف يفسر لماذا يصاب بعض الأطفال أكثر من غيرهم بدوار الحركة، ولكن يمكن أن يعزى إلى زيادة حساسية العقل عند الحركة في بعضهم.
علامات وأعراض
عادة ما يبدأ دوار الحركة بالإحساس بضيق في المعدة، أو التعرق، أو الشعور بالتعب وفقدان الشهية، وعادة ما يتطور هذا إلى تقيؤ.
والطفل الصغير قد لا يكون قادرا على وصف شعور الغثيان، ولكنه قد يصبح شاحب اللون ومتذمرا، وقد يبدأ في البكاء أو التثاؤب، وعادة ما تخفّ الأعراض عندما تهدأ أو تتوقف الحركة أو يترك الطفل السيارة، ويتم التشخيص عادة من خلال الأعراض والعلامات، على الرغم من أن بعض الأطباء قد يفضلون إجراء بعض الاختبارات لاستبعاد أي مرض آخر.
دور الآباء
إذا كان طفلك يعاني من دوار الحركة فأفضل نصيحة ستكون توفير الراحة والمحبة والتشجيع اللازم له، معظم الأطفال عادة يخافون من القيء والمرض، وعلى الرغم من أن دوار الحركة يعتبر حالة طبيعية وغير خطرة، فمن المرجح جدا أن يكون طفلك خائفا، وقد يخاف ركوب السيارات والسفر بسبب الأعراض التي تصيبه.
ومن المهم طمأنة طفلك، حتى ولو كان يتقيأ في السيارة، فإنه ليس خطأه، ومن المؤكد أنه لا يستطيع السيطرة عليه، مهما كانت العقبات التي يواجهها أطفالنا ليكبروا، فلن يكون هناك دعم أقوى من الحب غير المشروط الذي نوفره لهم كآباء، ولنتذكر أن نكون متفهمين وأن نمنح لهم التعاطف والحب، فهذا كل ما يحتاجونه.
نصائح لتخفيف الإصابة بدوار الحركة
1. تأكد من أن طفلك يجلس في مقعد مرتفع في السيارة، ليستطيع أن ينظر من النافذة ويرى السيارة وهي تتحرك في الواقع وتغير اتجاهها.
2. إذا كان طفلك مصابا بدوار الحركة، تأكد من أنه لا يقرأ أو يلعب الألعاب التي تحتاج إلى تركيز في أثناء ركوب السيارة، حاول تشجيعه على التركيز على الأشياء خارج السيارة.
3. حاول تجنيبه الروائح القوية أو دخان السجائر داخل السيارة، كل هذه تزيد من إمكانية الإصابة بدوار الحركة.
4. تأكد من أن طفلك لا يركب السيارة ومعدته ممتلئة.
5. خذ معك وجبات خفيفة ويمكن لطفلك أن يأكل إذا شعر بالجوع، فالمعدة الفارغة لا تساعد أيضا.
6. إذا كنت تزمع السفر لمسافة طويلة، حاول التوقف عدة مرات للحد من تعريضه لفترة طويلة في السيارة.
7. تأكد من أن السيارة بها تهوية جيدة، وأن طفلك يرتدي ملابس فضفاضة.
8. إذا بدأ طفلك يشعر بالمرض أو الغثيان، أوقف السيارة في أقرب وقت ممكن واسمح لطفلك تنشق هواء نقي.
9. ينصح الخبراء عند السفر بالجو أن يجلس الطفل في مقعد فوق أجنحة الطائرة (في الوسط)، فهنالك يكون الشعور بالحركة أقل.
10. حاول تشتيت انتباه طفلك في السيارة من خلال رواية قصص والغناء معا.