تطعيم الأطفال ضد الانفلونزا .. ضرورة لا بد منها
من الأخطاء الشائعة أن ترى في كثير من البلدان حتى المتقدمة منها أن عددا كبيرا من الأطفال الصغار لا زالوا يعانون من حالات مرضية شديدة من جراء الاصابة بالانفلونزا الموسمية، بالرغم من وجود تطعيم ضد هذا المرض الذي تصل نسبة فعاليته لمستوى عال.
لقد تم انتاج لقاح الانفلونزا واصبح متاحا منذ الاربعينات. وبفضله تم انقاذ حياة الملايين من الوفاة بسبب هذا المرض الذي يبدأ نشاط انتشار فيروسه بصفة عامة في موسم الخريف ويستمر حتى الربيع. وتطعيم الانفلونزا كان بالفعل موصى به للذين يعتبرون أنهم الاكثر تعرضا لخطر الوفاة او الاصابة بمرض خطير من جراء فيروس الانفلونزا، خاصة الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 6 اشهر الى 5 سنوات، والبالغين وكبار السن فوق عمر ال 50 ، وكذلك الناس الذين لديهم ضعف في اجهزة المناعة.
إلا أن هذا لم يعد مقنعا أمام الدراسات التي تطرح باستمرار على المسؤولين في مراكز مراقبة الامراض والوقاية CDC، التي توصي نتائجها بتوسيع نطاق التطعيم ليشمل الاطفال حتى سن 18 عاما. فقد وجد أن الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 5 الى 18 سنة هم أيضا معرضون للاصابة بالانفلونزا بمعدلات أعلى من الفئات العمرية الاخرى، وإن كانت درجة اصابتهم لا تصل لمراحل مرضية خطيرة أو شديدة.
فمن بين من الوفيات التي تسجل سنويا منسوبة الى مرض انفلونزا والتي تقدر بأكثر من 36000 وفاة، هناك فقط 25 الى 50 حالة تحدث في الفئة العمرية للاطفال، وهذا ما أوضحته تقارير مراكز مراقبة الامراض والوقاية.
وهذا ما دعى الفريق الاستشاري الفيدرالي بالمراكز للمطالبة بتوسيع التطعيم السنوي للانفلونزا لجميع الاطفال تقريبا وليس فقط في اطار “من هم دون سن 5 سنوات” باستثناء الاطفال الاصغر سنا من 6 أشهر وأولئك الذين لديهم حساسية شديدة للبيض.
هذا يعني ان حوالى 30 مليون طفل، زيادة عن العدد السابق سوف يحصلون على التطعيم، وسيكون هذا المشروع واحدا من اكبر التوسعات فى التغطية التحصينية ضد مرض الانفلونزا في تاريخ الولايات المتحدة.
لقد تم اعتماد هذه التوصية المقدمة من الفريق الاستشاري، بصورة روتينية، من مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها وتم اصدار المبادئ التوجيهية الى الاطباء والمستشفيات نحو هذا التطعيم.
وهناك من يرى أن بتم اعطاء لقاح الانفلونزا لكل شخص صحيح، بدلا من اضافة مجموعة اخرى من الاطفال من وقت لآخر.
ويعتقد الخبراء أن تطعيم الانفلونزا عندما يعطى لمزيد من الاطفال يمكن ايضا أن يمنع المرض من الانتشار الى البالغين وكبار السن، رغم ان الدراسات لم تحدد بعد بوضوح أهمية ذلك.
وهذا ما ركز عليه خبير الامراض المعدية في مايو كلينيك الدكتور غريغوري بولند بوضع علامة استفهام حول من ينبغي ان يحصل على التطعيم من مختلف شرائح المجتمع وما هي أهمية ذلك بالنسبة لكل منها.