مرض الزهايمر ... العوامل المسببة وأساليب العناية
خاص الجمال - عمرو لبيب
أولا ... ما هو مرض الزهايمر؟
خلافاً للأمراض الأخري، يختلف مرض الزهايمر عن غيره من الأمراض، حيث يصعب تحديد الأسباب الحقيقية له، اليوم يتفق العلماء حول تأثير عدة عوامل مثل العديد من الأمراض المزمنة التي تكون بمثابة عوامل مساعدة لتفاقم حالة المريض المصاب بالزهايمر.
في السطور القليلة القادمة تسلط الجمال الضوء علي عوامل الخطر المسببة للإصابة بهذا المرض وسبل الوقاية منه.
ويسمى مرض الزهايمر طبياً بالاختلال العقلي، وهو ما يعني حدوث خسارة في وظائف المخ مما يؤدي إلى صعوبة في الفهم، التعلم والتذكر وحدوث فقدان كبير في الذاكرة والتي غالبا ما تكون من أولي علامات هذا المرض، إذا هناك شيء في الدماغ قد توقف عن القيام بوظيفته.
ويحدد المتخصصون وصلتين كيميائيتين ذواتا قدراً كبيراً من الأهمية، الأولي توجد بين الخلايا العصبية التي تشكل ما يسمى ب الـamyloides "" أو " الأميلويد" والآخري توجد داخل الخلايا العصبية علي شكل خيوط.
ويتم ذلك من خلال وجود بروتين غير طبيعي في هذه الحالة ويسمي " تاو" أو" " Tau وتجتمع كل هذه الأشياء لتجعل وظائف المخ في حالة من التشابك العصبي، أي أن الروابط بين الخلايا العصبية لا تكون جيدة مما يؤدي إلي قصور في الفهم وبالتالي يفقد المريض جزء كبير من إدراكه العقلي.
ثانيا : مرض الزهايمر وعوامل الخطر
كما سبق وأشرنا ان هناك صعوبة إلي حد ما في تحديد أسباب الاصابة بمرض الزهايمر إلا أن العلماء أجمعوا علي تأثير عدة عوامل قد يكون لها دوراً فعالا أو مساعداً في الإصابة بهذا المرض من بينها عوامل وراثية أو بيئية أو حوادث عارضة قد يتعرض لها بعض المرضي ...
- العوامل الوراثية والجينية
خارج نطاق الأسرة الوراثي، قد تنطوي أكثر أشكال مرض الزهايمرالأكثر انتشارا (اشكال متقطعة لمرض الزهايمر تمثل 90 % من الحالات) على عوامل وراثية. ولكن الجينات لا تمثل سوي العناصر التي تزيد من خطر حدوث المرض ولكنها لاتؤدي إليه بشكل منتظم.
وأخيراً، بصرف النظر عن الأشكال الأسرية لمرض الزهايمر، فوجود الأم أو الأب مصابين بالزهايمر يزيد من مخاطرالإصابة بالمرض نفسه.
- الأشكال الأسرية النادرة لمرض الزهايمر
وقد أظهرت دراسات عديدة ارتفاع فرصة التعرض للمرض إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما مصابا بالمرض .
أشكال المرض الأسرية: تم تحديد ثلاثة كروموزومات بوصفها ناقلة للجينات المشتركة في تطوير المرض: الجين APP في الكروموزوم21، الجين PS1 في الكروموزوم 14، و الجين PS2 في الكروموزوم 1.
ويلاحظ أن الأشكال الوراثية لمرض الزهايمر ليس لها دور سوي في 0.3 % من المرضى.
- تأثير وراثي غير مؤكد
لكن الوراثة في أكثر أشكال المرض انتشارا (الشكل المتقطع، وهو ما يمثل أكثر من 90 % من الحالات) لا تزال غير مؤكدة.
يمكننا على الأكثر، تحديد "عوامل الخطر الجينية". من بين المتهمين الرئيسيين: الكروموزوم 10 و 19.... قام فريق البروفسور امويل بجامعة INSERM بتسليط الضوء علي جين الـ ApoE الذي يتحكم في انتاج بروتين الـ alipoprotéine E.
ويوجد في ثلاثة أشكال أو الجينات المتماثلة : E2 ، E3 وE4. ويعتبر الحاملين للجين المتماثل E4 هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض:
• إذا كانو يرثون اثنين من الجينات المتماثلة E4، فهم أكثرعرضة عشرين مرة لتطويرهذا المرض، وأربع مرات أكثر إذا لم يكن لديهم إلا نسخة واحدة"، والحاملين المزدوجين" يميلون أيضا إلي تطوير هذا المرض في وقت سابق عن هؤلاء الذين ورثوا جين متماثل E4 واحد فقط.
• أما الأشخاص الوارثين لجين E2 فلديهم حماية أكثر من الأشخاص الحاملين لجين E3.
• نفس الجينات E4 تشترك في فقدان الوزن للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض.
وفي الآونة الأخيرة، أشارت أصابع الأتهام إلي الكروموزوم 10 بأنه يقف خلف كل الشرور. ونشرت مجلة Science في ديسمبر 2000 بحثين لتعرف الكروموزوم (10) كحامل للجينات المشتبه فيها ولكن دون التمكن من تحديدها.
وفي يوليو 2001، حدد فريق البروفسور زيبكينو مساحة صغيرة لهذا الكروموزوم ذاته يسمي D10S1423 ، والذي يضاعف من خطر الإصابة بالمرض16 مرة عندما يقترن الجين المتماثل E4 بالكروموزوم 19.
أي من هذه الجينات لا يؤدي حتما إلى تطور المرض. لكننها مجرد جينات تزيد من مخاطر الاصابة به.
ثالثا : مرض الزهايمر - عوامل العمر والجنس
من بين عوامل الخطر المصاحبة لمرض الزهايمر، عاملان أساسيان قابيلين للتغير .. من جهة، يزيد تقدم العمر من خطر الإصابة بهذا المرض بشكل مضاعف، ومن جهة أخري تصاب المرأة بهذا المرض بشكل أكبر.
إذا فالعمر والجنس هما من أهم عوامل الخطرالمسببة لمرض الزهايمر.
ومن المؤكد أن العمر يعتبرمن أهم عوامل الخطر المؤكدة حيث ترتفع مخاطرالإصابة بالمرض مع تقدم العمر بشكل ملحوظ
ووفقا لأحدث التقديرات، فإن الشيخوخة اليوم تجعل مرض الزهايمر من أولويات الصحة العامة.
في فرنسا، 40 % من المرضى بين الناس تتعدي أعمارهم أكثر من 90 سنة و 20 % لمن تتراوح أعهمارهم بين 80 و 84 عاما يعانون من أعراض الزهايمر، وبحلول عام 2005 أصاب مرض الزهايمر ما يقرب من 660000 شخص.
العدد الإجمالي للمرضى البالغين 65 عاما: أكثر: 434700 حالة 500 106من الرجال و 328200 من النساء.
وفقا لاحصائيات معدل انتشار مرض الزهايمر في عام 1999 حسب الجنس والسن في فرنسا – ( البروفسور ج. دارتيج ف ( وحدة 330 INSERM -- منتديات الزهايمر يناير (2001) . ما بعد 95 سنة، يعتبر عامل السن أقل أهمية. حيث يبلغ العدد بضع مئات.
- النساء هن الأكثر تضرراً من مرض الزهايمر
أظهرت دراسة PAQUID1 أجريت في فرنسا وجود فرقاً بين الرجل والمرأة. ويلاحظ هذا الفارق تحديداً بعد عمر 75- 80 سنة، لكن تأثير الجنس لايزال مثيرا للجدل.
هذه البيانات يمكن أن تكون لها صلة باختلافات العمر المتوقع والأمراض المشتركة لكلا الجنسين. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يكون لنقص الاستروجين أو الاندروجنيات الوقائيين لهما دورا.
تهدف الدراسة PAQUID (أجريت علي كبار السن) تحت إشراف البروفيسور دراتيج والسيدة باربيجر جاتو إلى وصف تطور وظائف المخ بعد 65 سنة، وعدد المصابين باختلال العقل في سن الشيخوخة، ولاسيما مرض الزهايمر ومحدداته وتطوره اعتماداً علي عدد الدخول للعلاج في المؤسسات العلاجية.
وأظهرت الدراسة وجود 4134 شخص من الكبار في عمر 65 عاما وأكثر من الذين يعيشون في المنزل أو في المؤسسات تم حصدهم عن طريق القرعة في مقاطعة جيروند حيث يكون التوزيع العمري للسكان مقارب لفرنسا، ومقاطعة دوردوني حيث يرتفع معدل متوسط عمر السكان عن مثيله فرنسا. ارتفاع نسبة المشاركة (70 %) ويسمح باستقراء النتائج في فرنسا كلها.
مرض الزهايمر وعامل التعليم ونمط الحياة
يعتبر مستوى التعليم والصحة النفسية من العوامل التي يمكن أن تؤثرعلى الاصابة بمرض الزهايمر. وبالتالي، فإن الأكتئاب المزمن وقصرالفترة الدراسية يزيدان من احتمالات الاصابة به. إذا يبدو أن عوامل التعليم ونمط الحياة لهما تأثيرعلى خطر الاصابة بمرض الزهايمر.
مستوى التعليم ومرض الزهايمر
يبدو أن انخفاض مستوى التعليم يلعب دوراً هاماً في الإصابة بمرض الزهايمر. فالأشخاص الذين لم يواصلوا الدراسة الطويلة (ست سنوات) يكونوا أكثرعرضة لهذا المرض.
وعلي نحو متصل، تلعب سنوات الدراسة دوراً في تأخر ظهور الاضطرابات الأولية.
أجريت دراسة سويدية حديثة علي توائم أحدهما مريض أشارت إلي أن اشتراك الذهن في وقت مبكر من العمر يمكن أن يكون له تأثير على حدوث المرض.
واستنادا إلي بيانات التحقيق الموسع PAQUID تمكن باحثين فرنسيين أيضا من تسليط الضوء على هذا التأثير. في سبتمبر2001، أكد نفس العلماء بجامعة INSERM علي أن تولي المسؤوليات في سن الرشد في المهن لا يبدو أنه يلعب دوراً محددا في الإصابة بالمرض، على النقيض من تلك التي تحدث في أثناء الطفولة والمراهقة.
عامل الاكتئاب ومرض الزهايمر
بمتابعة الراهبات لسنوات عديدة، لاحظ باحثون أمريكيون أن السمات الشخصية كالهدوء والتفاؤل يمكن أن يكون لهم أثرا وقائيا من هذا المرض.
وفي المقابل، فالشعور بالوحدة والاكتئاب المزمن قد يزيدان من مخاطر الإصابة بالمرض.
وتفسير هذا التأثير سيكون مزدوجا: من ناحية، هؤلاء الأشخاص لديهم شبكة اجتماعية غير واسعة النطاق وممارسة الأنشطة الذهنية المحفزة قليلة. ومن ناحية أخري، قد يكون الإجهاد المستمر له آثاراً ضارة على منطقة "قرن آمون بالمخ" الأكثر تعرضا للتضرر بمرض الزهايمر.
ويبدو أن النشاط البدني يحد من مخاطر الاختلال العقلي، أمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن تأثيره المفيد في مرض الزهايمر لا يزال محل جدل.
خلاصة القول... أن وجود الاصدقاء يحافظ على الروح المعنوية ويحفز الخلايا العصبية وهي أفضل السبل للحد من خطر التعرض للإصابة بمرض الزهايمر.
مرض الزهايمر - القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطر
يعتبرارتفاع ضغط الدم ، مرض السكري وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم من عوامل الخطرالتي تعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية المعروفة. ولكن هذه الآفات السيئة يمكن أيضا أن تعززمن تطوير مرض الزهايمر.
قد تزيد أشكال الآفات الوعائية من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. حتي وإن كانت هذه الآفات صغيرة لكنها تؤثر على الأوعية الدماغية مما يبرز أعراض المرض.
عوامل أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الزهايمر
تشير عدة دراسات إلى أن الناس الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم و / أو ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم هم أكثرعرضة لتطوير مرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة. وفي حالة وجودهما معا، تعتبر القابلية للمرض أكثر احتمالا.
هذه المؤشرات تم ربطها بزيادة مخاطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية.
هذه أسباب عديدة تدعو لمراقبة النظام الغذائي بعناية، وقراءة الكثير حول أمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك داء السكري الذي يعد من أحد عوامل الخطر لمرض الزهايمر.
متابعة العلاج
للحد من هذه المخاطر، من الضروري ملاحظة النصائح الوقائية للقلب والشرايين: يجب أن يكون الغذاء متوازنا مع ممارسة الرياضية، عدم التدخين، تجنب الإجهاد ورصد مستويات الكولسترول .. إذا كنت تعانين من مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم أو إذا كان لديك معدل الكوليسترول مرتفع جدا، من المهم متابعة علاجه لمنع مضاعفات القلب والأوعية الدموية (حيث تعتبر السكتة الدماغية والأزمة القلبية من الأعراض الرئيسية) ولكن أيضا للحد من مخاطر مرض الزهايمر.
ممارسة النشاط البدني بانتظام، وعدم وجود الاكتئاب والعوامل الاجتماعية القادرة على الحد من خطر حدوث هذا المرض.
وهي بوجه عام تعتبر من العناصر المفيدة للصحة، ندعوكم للمداومة عليها بدءا من هذا اليوم!
مرض الزهايمر - عوامل الخطر الثانوية
وبالإضافة إلى العمر والجنس والوراثة والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، هناك أيضا عوامل خطر أخري تتسبب في ظهور مرض الزهايمر قد تم تحديدها، ولكن لايزال تاثيرها الحقيقي محلا لكثيرمن الجدل.
تذكري، إنه العمر،الجنس ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وأسلوب الحياة هما الذين يشكلون عوامل الخطر الرئيسية لمرض الزهايمر.
ومع ذلك، هناك ممارسات من المرجح أنها تلعب دورا في تحفيز أو في منع ظهورهذا المرض في المخ.
الألومنيوم
هناك احتمال وجود صلة بين استهلاك الألمنيوم ومرض الزهايمر لا تزال قيد البحث. أكدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وجود "السمية العصبية" عن طريق الحقن بالألومنيوم. وتم رصد وجود ثمة صلة بين تركيزات الألمنيوم العالية السائلة المطلوبة لأداء الكلى الاصطناعية وبين وجود الاختلال المخي .
وأخيراً، تم رصد تركيزات كبيرة من الألومنيوم في المخ بعد إجراء تشريح لدماغ المرضى.
حددت دراسة فرنسية امتدت لما يقرب من ثماني سنوات عوامل الخطر لتركيزات الألمنيوم العالية في مياه الشرب. توصلت تسع دراسات وبائية من عشر حول هذا الموضوع إلى نفس هذا الاستنتاج والربط بين الجرعة ومخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.
هل يعني ذلك انه يجب أن نلقي كل ما لدينا من أواني الألومنيوم؟ لا، لأن إسهامها في ابتلاع الألومنيوم لا يزال ضئيلا.
العادات الغذائية
يعتبر استهلاك الصويا ذو تأثيرا وقائيا بالنسبة للنساء، هذه الظاهرة لها صلة بوجود "الايسوفلافون" ، وهو نوع من الهرمونات النباتية الأنثوية.
ويعتبرنقص فيتامينات معينة مثل ب 9، وب 12 لهما صلة مباشرة أيضا بتطوير هذا المرض، وفي المقابل، يمكن أن يتسبب الكثيرمن الألومنيوم في ظهور الأعراض.
وعموماً، فإن اتباع نظاما غذائيا متوازنا أثناء الطفولة والمراهقة قد يلعب دورا في الوقاية من هذه الآفة.
إصابات الرأس ( الصدمات الدماغية )
أظهرت الدراسات أن إصابات الرأس اثناء فترة الشباب تزيد من خطر تطوير مرض الزهايمر في المستقبل.
وقد أبدي الباحثون اهتماما خاصا بالملاكمين الذين يقعون ضحايا للأختلال العقلي .. في مخ هؤلاء الرياضيين "الذين أوسعوا ضربا "، لوحظ وجود تغيرات جزيئية مماثلة لتلك التي تحدث لدي المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر.
ورصدت دراسة وجود تراكم غير طبيعي للبروتين "تاو" الذي يعتبر من سمات هذا المرض.
خلاصة القول، إن هذه النتائج تشير إلى أن إصابات الرأس قد تزيد من خطر تطوير مرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة.
التدخين يزيد فرص الإصابة بمرض الزهايمر
المدخنون أكثر عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة والزهايمر عند تقدمهم في السن. وبالمقارنة بغير المدخنين فإن خطر الإصابة بفقدان الذاكرة يزيد بنسبة 47 بالمائة لدى المدخنين في حين يزيد خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة 56 بالمائة وفقاً للنتائج التي توصل إليها الاتحاد الفيدرالي لأخصائيي أمراض الصدر في هايدنهايم في ألمانيا.
وقد نشرت هذه النتائج في الدراسة التي أعدت مؤخراً في روتردام وشملت سبعة آلاف شخص على مدى سبع سنوات. والأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة في السبعين من العمر ومن بينهم 23 بالمائة من المدخنين.
ووفقا للدراسة فإن المدخن ، الذي يقلع عن التدخين في فترة متأخرة من العمر، يمكن أن يستفيد من ذلك .. فقد انخفضت نسبة التعرض للإصابة بالزهايمر وفقدان الذاكرة بين أناس أقلعوا عن التدخين في سن السبعين.
لكن مع ذلك، يبدو أن هناك عدة دراسات وبائية نسبت إلى التدخين دوراً وقائيا في مواجهة المرض!، قد يؤثرالنيكوتين على سمية الـ" بيتا اميلويد " نوع من البروتين"، بيد أن هذا الدور لا يزال في حاجة إلي المزيد من الإيضاح.
أمراض أخرى
هناك أمراض إدراكية (معرفية) أخرى مثل "متلازمة داون" أو "الأختلال العقلي" الذي يرجع أصله إلي الغدة الدرقية تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية، هذه الأمراض مماثلة لمرض الزهايمر.
علي الرغم من ذلك، بعض هذه الأمراض يمكن علاجها، وهذه هي فائدة التشخيص الصحيح.
والأكثر إثارة للدهشة، أن الأشخاص االمصابين بالتهاب المفاصل هم أقل تعرضا لتطور مرض الزهايمر.
وبغض النظرعن المرض نفسه، يبدو أن استخدام مضادات الالتهابات الغير سيترويدية (AINS) لتخفيف الأعراض هي المسؤولة عن هذه الحماية، ويتم حاليا عمل دراسة لتقييم الأثر الوقائي والعلاجي لهذه المركبات على مرض الزهايمر .
هل هناك علاج لمرض الزهايمر؟
للأسف إن العلاجات الحالية لمرض الزهايمر منخفضة المفعول للغاية.
فعندما يفقد المرء الذاكرة ونعرف إحدي آليات الذاكرة بسبب وجود خللا فيما يسمى بالناقلات العصبية ""acétylcholine، تحاول عرقلة انزيم الـ cholinestérase الذي يعمل علي تدمير الـ ""’acétylcholine، وهكذا نستطيع استعادة شيء من الذاكرة وربما لستة أشهر، سنة واحدة، سنتين، ولكن جزء منها فقط، وعلى أي حال يكون هذا الأمر بصفة مؤقتة للغاية.
لكن هناك مجموعة من العلاجات يجري اختبارها وتحظي باهتمام كبير.
هناك ظواهرالأدوية المضادة للالتهابات، وهناك اتجاها لتطوير مضادات الالتهابات، وبما أنه يوجد اضطرابات في عملية بناء وهدم الكولسترول، نأمل ان يتم إيجاد العلاج، لذلك هناك العديد من المسارات .. وهذا يعني أيضا أنه لا يوجد حتى الآن أي دواء ذو فاعلية مؤكدة .
الاستروجين والعلاج بالهرمونات البديلة
يبدو أن العديد من الدراسات تعلق علي العلاج بالهرمونات البديلة (THS) أثراً وقائياً ضد مرض الزهايمر، هذه العلاجات تعطى للنساء من أجل تقليل الآثار الضارة الناجمة عن انقطاع الطمث. لكن آخرين لا يجدون نفس هذه الفضائل.
لكن ما الخلاصة؟ تعتقد دراسة حديثة أجريت حول هذا الموضوع أنه يبدو من البيانات المتاحة تأكيد التأثير الوقائي للعلاج بالهرمونات البديلة، وهذه النتائج يجب أن تفسر بحذر.
معظم الدراسات يمكن أن تخضع للتحيز المنهجي. وهناك حاجة لمزيد من التجارب السريرية إلى أن تقدم إجابة محددة.
كيفية التعامل مع شخص مصاب بمرض الزهايمر؟
مساعدة وثيقة لمريض الزهايمر
دائما ترغب أسرة أو زوج أي شخص مصاب بمرض الزهايمر أن يعتنوا به لأطول فترة ممكنة. إلا أن هذه المهمة ليست بالهينة، وينبغي ألا نتردد في طلب المشورة والمساعدة.
إذا كان مصدر هذا المرض لا يزال غامضا، فهنا تكمن الصعوبة الحقيقية، فعلي عاتق الأسرة (الأزواج، الأطفال، الرفاق والأقارب، الخ) .. تقع أعباء إنسانية، مادية وأيضا عاطفية ثقيلة، والتي لا يمكن فصلها عن دعم المريض. إليك أفضل النصائح لمساعدة المريض.
العبء النفسي للشخص الذي يقدم المساعدة
• الشخص الذي يعاني من مرض الزهايمر يفقد تدريجيا فكرة الاتصال مع الأصدقاء حيث تختفي معالم الأشخاص والأشياء في ذاكرته، من الصعب جداً من الناحية النفسية على الزوج أن يرتضي بعدم التعرف عليه، أو عدم القدرة على شرح ما يقوم به.
لكن يعتبرالتطور البطيء جداً عن طريق توفير الرعاية والعلاج في بعض الأحيان شاق للغاية.
• وتفوق مضاعفات هذا المرض قدرة الشخص الذي يقدم الرعاية بسرعة، وخاصة إذا كان الزوج في نفس العمر. حتى مع توافر أفضل النوايا، قد لا يستطيع تلبية كل المتطلبات دائما.
ومع ذلك، فإن الشخص الذي يريد المساعدة يمكنه أن ينجح في دوره، فالنصائح التي تقدمها الجمعيات والمؤسسات السائدة يمكن أن تفيد كثيرا في تقديم الخطوط العريضة التي يمكن اتباعها من جانب الشخص الذي يقدم المساعدة. وهي تهدف إلى أن تجعلك تدركين أنه من الممكن أن تشارك بفاعلية لتحسين المرض.
7 مفاتيح أساسية لمساعدة مريض الزهايمر:
1 - حاولي الحفاظ على البيئة المحيطة بالمريض
يجب أن يبقى المريض في بيئة مألوفة لأطول وقت ممكن. فالأشخاص المعتادون المحيطون به يعطونه الأحساس بالراحة دائما ويساعدونه ليحتفظ بسماته .
وسوف يتمكن من التعرف علي المحيطين به مما يقلل المخاوف والقلق لديه. يجب علي من يقدم الدعم أن يحافاظ على لهجة لينة في حديثه مع المريض وأن يتسم بالصبر.
لا تغيري أبدا عادات المريض، تأكدي من وجود أقل قدر ممكن من عوامل التوتر حوله.
احتياجاته للتعرف علي الأماكن هامة جدا، على سبيل المثال، يمكنك إعادة طلاء الأبواب بلون معين أو تضعي سلسلة من الأشياء لكي يتابعها المريض كما يمكنك عمل قائمة بها .
وبالتالي، فإن المريض سيستعيد تذكر باب غرفته بسهولة أكثر أو سيعرف ما يلزم لقضاء حاجته . شجعي الزيارات.
قد يتعرف المريض علي بعض الأشخاص الذين يعتز بهم. ولكن هذه الاتصالات يجب أن تكون قصيرة.
في جميع الحالات، قومي بتقديم الزوار وأدرجيهم في سياق معروف له. هذا الأمر سيساعد علي استعادة المعايير في الزمان والمكان.
2 – قومي بحماية المريض من خطورته علي نفسه
جهزي المنزل أو الشقة لتكون عملية قدر المستطاع .. أزيلي السجاد التي قد تسبب تعثر المريض أثناء تحركه، أفعلي الشيء نفسه مع الأثاث الغير ثابت إن وجد.
إذا كان يوجد بعض الأثاث يشكل عقبات في طريق المريض، لا تترددي في إزالته، وذلك لأنه كلما كانت البيئة المحيطة خالية من المخاطر، كلما اصبح اعتماد المريض علي نفسه ممكنا.
تأكدي من أن المريض يأخذ أدويتة بانتظام، كذلك وجباته. احرصي أيضا علي عدم ترك المريض يتنزه بمفرده خارج المنزل. لأن حوادث الطرق يمكن أن تكون خطيرة جدا.
وعند رغبة المريض بالقيام بالتنزه خارج المنزل بمفرد .. لتوفير سلامته، دعيه يرتدي سوارا أو ميدالية، هذه المتعلقات ربما تساعده لإيجاد طريق العودة إلي المنزل.
3 - طمئني المريض
في بعض الأحيان ينشأ القلق نتيجة لأن المريض يكون واعيا لما يعتريه من اضطرابات. إذا فإنه يقع علي عاتقك دورا هاما.
خلال النهار، شجعي الأنشطة الترفيهية البسيطة (السير،المقابلات والزيارات، الخ) .. تجنبي المواقف المثيرة للضغط العصبي.
إذا كان للمريض أقوالا غيرمتماسكة، لا تصححي له وإياك من السخرية من مقولاته ولو تلميحا. دعيه يقول مايحلو له، اتركي إضاءة خافتة ليلا بالقرب من المريض. هذا الضوء الهاديء يقلل من القلق.
4- استخدمي اللين في الأتصال
لا بد من التحدث مع المريض ببطء وهدوء، وبما أنه قد نسي الكلمات، فبالتالي قد انخفض مستوي فهمه.
احرصي على استخدام عبارات بسيطة وواضحة وسهلة الفهم لمداومة اتصاله بالعالم الخارجي، لاتقولي له انت تنسي دائما، لقد قلت لك .. أو ما يعبر عن استيائك بشكل أو بآخر.
5 - حافاظي على اعتماد المريض علي ذاته
قد تكون المحافظة على النظافة الشخصية كالذهاب إلي المرحاض أو الغذاء من الأنشطة المستحيلة بالنسبة للمريض.
في هذه الحالة، لابد من الانتباه لاحتياجاته. وبوسع المتخصصين (الأطباء والممرضات، وأخصائيي العلاج الطبيعي وعلماء النفس) أن يساعدوك.
ويمكن لمتخصص العلاج الطبيعي أن يسدي لك نصائح لتبسيط المهام اليومية.
قومي بتنظيم الأمور علي مراحل قصيرة وبسيطة وغير متعبة للمريض.
ساعديه علي إنجازهذه المهام، لكن لاتقومي بعملها بدلا منه، ومن المهم أن يحتفظ المريض باعتماده علي ذاته لأطول فترة ممكنة.
6- لبي احتياجات المريض العاطفية
قومي بتشغيل بعض الموسيقى الكلاسيكية أو الهادئة. تصرفي بلطف مع المريض وأنت ممسكة بيده، مع مداعبته، هذا الأخير سيفهم هذه العلامات وسيسعى إلى أن يعرب عن مدى تقديره لوجودك.
7- ساعدي المريض علي تناول الطعام .
من الضروري أن يستمر مريض الزهايمر في تناول الغذاء المتوازن. ذلك لأن الغذاء الغير جيد غالبا ما يكون مصدرا للمضاعفات، كما أن المريض يستهتر بمسألة الغذاء ولايعرف فوائد الغذاء، يجب عليك مساعدته من خلال تقديم الأطباق التي يحبها أو كان يحبها.
كما هو الحال بالنسبة لأي عمل، شيء واحد في آن واحد: عليك أن تقدمي له طبقا واحدا بكميات صغيرة، قومي بإعادة تسخينه إذا كانت الحرارة باردة، قدمي الطعام ساخنا وقطعي اللحم إلى قطع صغيرة إلخ.
إذا كان المريض لديه مشاكل في الربط بين الأمور، استعيني بأخصائي (المعالج المهني) لكي تتمكني من أداء دورك علي أحسن وجه، لا تترددى في الاستفادة من معرفة مقدمي الرعاية.
كما يجب عليك أن تبحثي عن الراحة لنفسك أيضا .
يمكنك الرجوع إلى طبيب نفسي أو طبيب نفساني لكي يمدك بالأدوات اللازمة لفهم ما يحدث، وتحسين استخدام طاقتك. لا تترددي في مقابلة أعضاء الجمعيات.
هؤلاء هم الناس الذين مروا بنفس الخطوات التي من شأنها أن تعطي لك كل المشورة اللازمة لدورك في أفضل الظروف بالنسبة لك والشخص الذي تكرثين له كل وقتك وحبك.
كيف يمكن تشخيص مرض الزهايمر ؟
من أهم خصائص مرض الرهايمر:
النسيان المتكرربصورة متزايدة، الاضطرابات السلوكية الصغيرة .. أحد أقاربك بدأ يقلق.
هل حان وقت الذهاب إلي الطبيب؟ هناك اختبار بسيط يمكنك إجراءه مع القريب للأطمئنان أو دفعه إلى التوجه إلى الطبيب:
السؤال 1 : هل لديك مشكلة في تذكر الأحداث التي وقعت مؤخراً ؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 2 : هل لديك صعوبات لمتابعة فيلم أو برنامج تلفزيوني أو كتاب، وذلك لأنك تنسين ما حدث للتو؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 3 : هل يحدث لك أن تدخلين إلي غرفة ولا تتذكري ماذا تريد ين؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 4 : هل تنسين أن تفعلي أشياء مما كنت قد خططت لها (تسديد الفواتير، أو الذهاب إلى موعد أو دعوة)؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 5 : هل لديك مشكلة في تذكر أرقام الهواتف المعتادة؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 6 : نسيت اسمك أو أسماء أشخاصا مألوفين لك ؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 7 : هل يحدث أن تتيهين في أماكن مألوفة؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 8 : هل تنسين أمكان الأشياء المرتبة المعتادة؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 9 : هل تنسى قطع الغاز (أو لوحات الكهرباء، أو الصنبور القريب من باب المنزل؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 10 : هل تكرري نفس الشيء لأنك تنسين أنك سبق وتحدثت عنه؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 11 : هل لديك صعوبة في العثور على أسماء أشخاص أو أماكن (الجهات المعروفة، والعلاقات وأماكن العطلات...)؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 12 : هل لديك صعوبة في تعلم أشياء جديدة (وصفات جديدة، دليل استخدام الأدوات، اسماء الشركات...)؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 13 : هل تحتاجين إلي تدوين كل المعلومات؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 14 : هل تفقدين الأشياء ؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت
السؤال 15 : هل تنسين علي الفورما يقولوه الناس ؟
أبدا
نادرا
أحيانا
معظم الوقت.
إذا كانت معظم الأجابات بأحياناً أو معظم الوقت، فالأمر يستحق أن توليه اهتماماً ومن ثم الدخول فى الرعاية العلاجية وطلب المشورة من المتخصصين والأطباء.