مهرجان قرطاج للموضة يشهد أسماء جديدة في عالم الأزياء من الشرق والغرب
عدة أصناف لفنون التصميم والموضة من أفريقيا وأوروبا والسحر الشرقي وجدت طريقها إلى العرض خلال الدورة الأولى لمهرجان التصميم والموضة بقرطاج التي سوف تمتد من 10 إلى 25 يونيو (حزيران) الحالي.
عروض المهرجان افتتحت بعرض «نظرة خاطفة: أفريقيا تحتفيبالموضة» لفاطمة بن عبد الله وعدة عروض من تونس والعالم العربي وعروض مماثلة من أفريقيا وأوروبا، وهي فقرات قالت عنها منظمة المهرجان سهام بلخوجة إن ما يميزها هو الطابع التكريمي لمختلف فنون الموضة، وفي ذلك اعتراف صريح بأهمية عوالم الموضة في حياة الإنسان المعاصر.
وأضافت بلخوجة: «عندما نعطي الفرصة للفنان اليكس روتان من الكاميرون لعرض مجموعة من تصاميم الموضة الأفريقية لمدة 25 دقيقة، وعندما يقدم الفنان السنغالي نادياغا دياو عرضا مميزا، فإن في ذلك تكريما لموضة أفريقية لا يعرفها الكثير من الناس وإن كانت أفريقيا تتماشى مع الطبيعة وتأخذ من الكثير من ألوانها».
أما عروض فنون التصميم، فإنها بدورها ستجد طريقها إلى مهرجان قرطاج للموضة والتصميم، حيث افتتح معرض خاص يحمل عنوان «ايكيا: التصميم للجميع» وهو يتضمن أهم نماذج التصميم لسنة 2009 ويشارك في هذا العرض عدة نجوم عالميين على غرار هالة جونغوريوس وكريستيان هارولد وكازيو نومورا وغيرهم.
وقد شهد المهرجان مشاركة كثير من الأسماء المهمة في عالمي الموضة من الشرق والغرب، إلا أن ما يميز هذه العروض هو الجمع الواعي بين مميزات الشرق وسحره الذي لا يضاهى، ومتطلبات الغرب والانفتاح على ثقافة الآخر.
ومن بين الأسماء المشاركة هناك المصممة التونسية فاطمة بن عبد الله، والمصمم المغربي أحمد بلحساني والمصمم الفلسطيني مهدي الهندي.
ويهدف المهرجان في دورته الأولى إلى تكريم كثير من الوجوه التونسية التي برعت في مجالات التصميم والموضة، وتشمل القائمة سامية بن خليفة وليلى المنشاري ودليلة المطهري.
وكانت سامية بن خليفة المعروفة باسم «فلة» قد أبرزت كثيرا من الخصال حسب المختصين في فنون الحلاقة باعتبارها من الفنون الأساسية في عالم الموضة.
أما ليلى المنشاري فقد سجلت حضورا لافتا في أشهر التظاهرات العالمية المتخصصة في فنون التصميم والموضة حتى إن بعضا من تصميماتها اقتحمت محلات «إرميز» الباريسية الشهيرة.
حول العرض الذي قدمته تحت عنوان «قرطاج»، تقول فاطمة بن عبد الله إنها حاولت عرض تاريخ تونس عبر الأزياء من وجهة نظر تاريخية.
وترى أن التصميم والأزياء وعوالم الموضة على ارتباط وثيق بالهوية، لذلك جابت الأقمشة التي عرضتها مناطق جربة والمهدية المدينتين المعروفتين في تونس بكثير من مميزات الملابس.
كما تفننت في إدخال بعض التغييرات البسيطة على «الحايك» القيرواني وقدمت ملابس «الحنة» التونسية و«الجلوة» كملابس للمساء والسهرة بعد أن طعمتهما ببعض اللمسات الشرقية التي تجمع الطابع الأندلسي العريق ببعض مميزات الزينة البربرية على الملابس وربما ما يميز ملابس البدو الرحل والخطوط المستعملة في مأكلهم وملبسهم.
وقدم أحمد بلحساني المغربي المشارك في العروض خليطا من الملابس التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الطابع المغربي المميز والانفتاح على الغرب، ويقول حول هذه التجربة إن أهله يعيشون في أجواء الملابس والتصميمات وهو لم يشذ عن القاعدة وقد نهل من الطرفين (المغرب وفرنسا)، لذلك فهو يعتبر الموضة والملابس عبارة عن جمع رقيق بين الثقافات.
وبلحساني أثرى تجربته عن طريق المدرسة العالمية لفنون الموضة بفرنسا كما اطلع على تجربة دار جون قليانو، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك لم ينس مميزات القفطان المغربي والسروال التقليدي.
واستطاع المصمم مهدي الهندي (من أصول فلسطينية) أن يجمع في عرضه بين الحلم والواقع، وقد رجع بالحاضرين إلى الفترة الممتدة بين 193 و1950 يستنبط منها كثيرا من اللمسات الفنية التي لا تخفى عن الأعين. والهندي متخرج من مدارس باريس سنة 2000 وتمكن في يناير (كانون الثاني) 2009 من تقديم مجموعة من تصميماته الخاصة في إطار ما يعرف بالخياطة الرفيعة..
وقدمت التونسية زينب صفر ملابس ذات إيقاع شبابي تتماشى ألوانها وهذه الفترة الصيفية، وركزت اهتمامها على ملابس الرجالية بالأساس من سراويل وملابس السهرات الصيفية متوجهة بالخصوص إلى مناسبات العائلة التونسية خلال هذه الفترة بالذات المعروفة بالأعراس والمسرات.