دعوة إلى تحويل قصور صدام إلى مطاعم ومتاحف خشية أن يتسلمها دكتاتور آخر
النائبة صفية السهيل : لا أحد يستطيع أن يلغي الرئيس الأسبق فهو جزء من تاريخنا
كشفت النائبة العراقية المستقلة، صفية السهيل، عن إصرار لجنة الثقافة داخل البرلمان على تحويل جميع قصور صدام إلى كازينوهات ومطاعم وفنادق سياحية وأيضا كمتاحف وتخصيص أجزاء منها لنشاطات شرائح الرياضيين والصحافيين والفنانين، نافية إن تكون هناك مساع لمسؤولين عراقيين لاستغلالها كمحل أقامة لهم أو لإدارة وزاراتهم.
ونفت صفية في حوار مع «الشرق الأوسط» وجود مساع لمسؤولين لاستغلال قصور صدام بعد تسلمها من الأميركيين، وقالت «لا وجود لهذه المساعي ولا أحد يرضى بذلك، فهذه القصور ستحول لمتاحف وعلى العراقيين التمتع بكل جزء منها، ونحمد الله أن صدام استغل جزءا من أموال العراق لبناء قصور بدل تهريبها للخارج أو وضعها في ترسانته العسكرية، وهو الشيء الايجابي الوحيد، وأنا لا امدح صدام هنا، بل العكس أتمنى لو أن الأموال التي بنيت بها القصور صرفت على الشعب حينها، لكنها شيدت وهي بالنتيجة هي ملك للشعب العراقي وعليه الاستفادة منها».
وأضافت صفية قائلة «اقترحت على اللجنة الثقافية في البرلمان جعل أحد القصور مركزا إعلاميا عراقيا، وجعل الأخرى متاحف وكازينوهات حديثة تخصص لشرائح عراقية مختلفة، رياضية وفنية وصحافية وأي مجال آخر، إن هذه القصور يجب أن تفتح كمطاعم وفنادق سياحية وكازينوهات كي لا يعيد التاريخ صناعة دكتاتور أو مجموعة من الشوفينيين الذين من الممكن أن يتسلموا مرة أخرى دفة الحكم في هذا البلد».
بيوت وأشخاص بعضها سياسي وآخر أدبي، كبيوت تعود لمسؤولين سابقين، مثل بيت رئيس الوزراء العراقي خلال العهد الملكي نوري السعيد، وغيرها الكثير التي صمدت عقودا طويلة، غير أن أيادي طالتها مؤخرا بحجة إزالتها وإنشاء مؤسسات حكومية محلها، وعن هذا الأمر قالت السهيل «كانت لنا وقفة داخل البرلمان العراقي، سواء من اللجنة الثقافة والسياحة أو البرلمان العراقي، الذي أكد على الاهتمام الكبير بها، وكذلك الجهات التنفيذية مثل أمانة بغداد أو الوزارات مثل الثقافة والسياحة لتشكيل لجنة مشتركة والوقوف على كامل احتياجات المواقع التراثية وترميمها، والقضية الأخرى هو أنه لا يوجد شخص قادر على إلغاء التاريخ أو الذاكرة». وأضافت «نحن نتفهم أن بعض ما تم انجازه في الماضي وتحديدا في زمن النظام السابق من تماثيل ورموز يثير حفيظة البعض، مثل تماثيل لشخص صدام حسين، لكن هناك رموزا أخرى، خاصة في مجال الثقافة والتاريخ، فلا يمكن إلغاء التاريخ وحتى إلغاء صدام حسين، كونه كان رئيسا للعراق حقبة طويلة من الزمن، لكن وكما شاهد البعض أن الشعب تصرف بشكل تلقائي لازالتها».
وأضافت صفية «منذ عام انتبهنا إلى كيفية الحفاظ على التاريخ والثقافة والحضارة، ونحن قصرنا في هذا الأمر والتقصير من الجميع واضح، سواء كان من الوزراء أو لجان الثقافة، التي تملك دورا رقابيا داخل البرلمان، لكني أتصور أنه آن الأوان لإنقاذ ما تبقى من إرث العراق وتاريخه، لأن ما دمر كثير، ونحن مسؤولون مسؤولية مباشرة عن الاهتمام بما تبقى».
وحول المواقع التراثية في مدينة بغداد، التي تعرضت لأضرار، سواء جراء الحرب أو السراق، قالت صفية «خاطبت أمانة بغداد للقيام بحملات واسعة لإزالة الأنقاض من المدرسة المستنصرية وما حولها، وتطهير وتجميل نهر دجلة وترميم كل الأبنية القديمة التي تقع عليه، فضلا عن البدء بحملات لإعادة ترميم الأسواق التراثية، لكن هذا أيضا يتطلب جهدا ومساعي من القطاع الخاص، فلا يمكن أن تتبنى الحكومة كل شيء، عليهم، إي أصحاب المحال التجارية، أعادة ترميم محالهم داخل هذه الأسواق، ونحن سندعمهم من حيث المواد الأولية وحق استيراد أدوات تجميل وترميم الشارع وحمايته وإضافة لمسات حديثة عليه، وكذلك دعم التسويق بالداخل والخارج وتنظيم معارض للصناعات الحرفية أيضا».