هل اللبن يقلل خطر السرطان؟

يتسائل الكثير من الأشخاص حول إذا كانت منتجات الألبان يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض السرطان، ولقد تم إجراء العديد من الدراسات حول هذا الأمر والتي أثبتت أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بمنتجات الألبان قليلة الدسم قد يكون لديهم عدد أقل من غير الطبيعي، وذلك لأن نمو الخلايا ما قبل السرطانية في القولون من الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية تقليدية.


ومن ضمن الدراسات التي تم إجرائها عندما أجرى بيتر هولت دكتوراه في الطب من جامعة كولومبيا البحث في مركز مستشفى سانت لوك روزفلت في نيويورك، وكانت هذه الدراسة تتمثل في أنه قام بفحص 70 رجلاً وامرأة لديهم خلايا غير طبيعية كانت تنمو بسرعة غير معتادة في القولون وهي علامة على خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

بينما بقيت مجموعة واحدة على نظام غذائي تقليدي والتي استهلكت مجموعة أخرى نظامًا غذائيًا يتضمن ما يكفي من منتجات الألبان قليلة الدسم لتوفير 1500 ملليغرام من الكالسيوم يوميًا، ثم قام الباحثون بفحص القولون الخاص بالمشاركين بعد ستة أشهر وسنة، في المتوسط كان لدى الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا عالي الألبان عددًا أقل من الخلايا غير الطبيعية، وتباطأ نمو تلك الخلايا، كما استمر الأشخاص الذين بقوا على نظام غذائي تقليدي في تجربة نمو غير طبيعي للخلايا في القولون.

وبناء على ذلك فإن النتائج التي قد توصلت إليها هذه الدراسات أظهرت الأبحاث السابقة أن الكالسيوم يساعد في تقليل تهيج القولون، وربما يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

دور فيتامين د للوقاية من سرطان القولون

إن فيتامين د الموجود في الحليب قد يلعب دورًا مهمًا في منع المرض، ولقد أثبتت الدراسات أيضًا أن فيتامين د يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من منتجات الألبان، ولكن الدراسات التي تم إجرائها لإثبات دور فيتامين د لم تثبت مصداقيتها بعد ومازال العمل مستمر على دراسات حول هذا الأمر.

هذا بجانب وجود العديد من الدراسات التي أثبتت أن اتباع نظام غذائي غني بمنتجات الألبان قد يزيد في الواقع من سرطان القولون والمستقيم، كما ذكر أحد العلماء أن المناطق غير المستهلكة للألبان في العالم مثل آسيا والبحر الأبيض المتوسط ، لديها أدنى معدل للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهذا يثبت مدى فاعلية الأبحاث التي تمت في هذا السياق.

وإذا نظرنا إلى هذه الدراسات من زاوية أخرى فسوف نجد أنها ثبت أن أظهرت أن تناول كميات أكبر من الكالسيوم يمكن أن يمنع سرطان القولون والمستقيم.

آلية عمل الحليب للوقاية من سرطان القولون

هناك العديد من الآليات المحتملة التي قد تقلل من خلالها منتجات الألبان من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم الذي يشمل العديد من مكونات الألبان، فإن كل واحد من المكونات التي توجد في الحليب تعمل بشكل مختلف للوقاية من السرطات بفاعلية، وذلك من خلال ما يلي:

الكالسيوم

قد يقي الكالسيوم من سرطان القولون والمستقيم مع وجود أدلة على العديد من الآليات المعقولة، ولقد تم إجراء العديد من الدراسات في هذا السياق وبناء عليها تم استنتاج أن كل من الكالسيوم الغذائي والتكميلي قد يستمر في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بما يتجاوز 1000 مجم، كما أنه قد تفسر العديد من الآليات البيولوجية التأثير الوقائي للكالسيوم ضد سرطان القولون والمستقيم، وهذه التفسيرات تتمثل فيما يلي:

قمع التكاثر وتعزيز تمايز الخلايا الطرفية والحث على موت الخلايا المبرمج لخلايا ورم القولون والمستقيم.

ربط الأحماض الصفراوية الثانوية والمقصود الأحماض الصفراوية التي تتكون من عمل البكتيريا المعوية على الأحماض الصفراوية التي يصنعها الكبد، أو الأحماض الدهنية المتأينة لتثبيط قدرتها على تعديل خلايا القولون.

يعمل على تقليل الطفرات الجينية القولونية.

فيتامين د

إن فيتامين د أو الأطعمة التي تحتوي عليه تحمي من سرطان القولون والمستقيم محدودة ولكنها ثابتة بشكل عام، كما إن هناك آليات معقولة لتقييد النمو، وتأثيرات فيتامين د المضادة للسرطان على خلايا القولون، كذلك فإن تأثيرات فيتامين د والكالسيوم مترابط.

لأن كلا من تقييد تكاثر الخلايا والحث على التمايز وموت الخلايا المبرمج للخلايا المعوية، كما ترتبط الآليات المحتملة الأخرى بتحسين وظيفة المناعة، وتقليل الالتهاب، وتثبيط تكوين الأوعية وتنظيم تعبير الرنا الميكروي مع حالة فيتامين د أعلى والتي تعتمد تعتمد على مستويات فيتامين د.

حمض اللينوليك المترافق

المعروف برمز CLA، فلقد تم إثبات التأثيرات المضادة للسرطان لـ CLA في العديد من النماذج الحيوانية، ولقد ثبت أن CLA يعدل إنتاج الإيكوسانويدات، ويقلل من تخليق البروستاجلاندين، ويتداخل مع مسارات إشارات الخلايا، ويمنع تخليق الحمض النووي، ويعدل سيولة أغشية الخلايا، ويعزز موت الخلايا المبرمج، ويعدل تكوين الأوعية.

بالنسبة إلى الأدلة من الدراسات البشرية التي جاءت في هذا السياق محدودة ؛ ومع ذلك فإنه يشير إلى أن CLA قد يساعد في الحماية من سرطان القولون والمستقيم، ولقد أظهرت دراسة باستخدام بيانات من مجموعة التصوير الشعاعي السويدية للثدي وجود علاقة عكسية بين منتجات الحليب عالية الدسم و CLA وسرطان القولون والمستقيم.

تأثير مكونات الألبان على القولون

يوجد العديد من المكونات الأخرى للألبان والتي تعتبر ذا فاعلية في الوقاية من مخاطر القولون، وذلك لأن الألبان ذا مكونات مختلفة ومتعددة، كل واحد من هذه المكونات ذا أهمية مختلفة على الصحة، وفي نفس الوقت فإنها ذات فاعلية في القولون، وتتمثل هذه المكونات فيما يلي:

حمض الزبد هو حمض دهني آخر من منتجات الألبان يقترح أنه يلعب دورًا مفيدًا ضد سرطان القولون والمستقيم، ولقد ثبت أنه يمنع التكاثر ويحث على التمايز في خطوط الخلايا السرطانية.

أما في النماذج الحيوانية تبين أن اللاكتوفيرين وهو بروتين حليب يثبط التسرطن في القولون والأعضاء الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، قد يمنع اللاكتوفيرين نمو الأورام الحميدة الغدية في البشر.

قد تحمي بكتيريا حمض اللاكتيك الموجودة في منتجات الألبان المخمرة أيضًا سطح ظهارة القولون، كما أنه قد ترتبط بالسطح القمي لخلايا القولون وتثبط إفراز السموم من البكتيريا المتعفنة؛ وبالتالي تحمي سطح الظهارة.

كذلك الدهون السفينجوليبيدية في دهن الحليب هي أيضًا مثبط قوي لنمو الخلايا وقد تحفز التمايز والاستماتة.

وفقًا للصندوق العالمي لأبحاث السرطان ، السلطة المختصة بالنظام الغذائي والسرطان فإن هناك أدلة قوية على أن منتجات الألبان بجميع مشتفاتها تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، هذا بجانب أن إضافة منتجات الألبان إلى النظام الغذائي الخاص بك من أكثر الوسائل الفعالة للحصول على صحة جيدة.