تفاصيل 90 دقيقة قضاها أوباما في الأهرامات

زاهي حواس: " قبل أن يصافحني قال إنه يعرف عني كل التفاصيل من خلال بروفايل «نيويورك تايمز»
زاهي حواس: " قبل أن يصافحني قال إنه يعرف عني كل التفاصيل من خلال بروفايل «نيويورك تايمز»

قال الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس المصري الأعلى للآثار، الذي رافق الرئيس الأميركي أوباما خلال جولته بأهرامات الجيزة وأبو الهول ومراكب الشمس الفرعونية، إنه كان يشعر بالرهبة قبل دقائق من قدوم أوباما إلى هضبة أهرامات الجيزة، لكن بساطة الرئيس الأميركي في جولة سيرا على الأقدام استمرت نحو 90 دقيقة، جعلته يشعر أنه قريب منه أو صديق له.


وأشار إلى أنه تعرف شخصيا على أوباما الإنسان خلال ساعة ونصف الساعة ورأى على الطبيعة بساطة رئيس أكبر دولة في العالم.

وأوضح حواس، الذي رافق العشرات من الحكام والملوك والرؤساء من قبل خلال زيارتهم للأهرامات، أبرز معالم الدنيا السياحية، أن زيارة أوباما كانت أحلى زيارة رسمية انتفت منها تعقيدات البروتوكول. ووصف حواس زيارة أوباما بأنها تاريخية، مشيرا إلى أن برنامج الزيارة تضمن زيارة أهرامات الجيزة، والاكتشافات الأثرية الجديدة، بالإضافة لتمثال أبو الهول والسراديب السرية أسفل التمثال.

وقال إن أوباما قال له، وهو يصافحه عند وصوله، إنه يعرف عن زاهي حواس الأثري الكثير من المعلومات من خلال البروفايل الذي نشرته عنه صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أسابيع قليلة. واستبدل أوباما حلته الرسمية بملابس خفيفة، خلال جولته في منطقة الأهرامات برفقة زاهي حواس. وأكد حواس أن أوباما قام بأطول زيارة لمسؤول بمنطقة الأهرامات، إذ استغرقت 90 دقيقة.

وقال حواس إنه إثر انتهاء زيارته للهرم الأكبر (هرم خوفو)، اصطحبه في جولة سيرا على الأقدام من أمام الهرم الأكبر ناحية الجانب الشرقي ليزور أهرامات الملكات والهرم العقائدي الذي اكتشف أخيرا.

وأضاف أن الرئيس أوباما زار أيضا مقبرتي «قارو وايدو» من عصر الأسرة السادسة الفرعونية ثم اتجه بعد ذلك إلى مركب الشمس كما قام بجولة بمنطقة الحفائر الأثرية بهضبة الأهرام حتى وصل إلى منطقة تمثال أبو الهول.

وقال حواس إن الرئيس الأميركي كان في غاية السعادة وهو يتجول في هضبة الأهرامات، مؤكدا له أنه سيحضر زوجته ميشيل وابنتيه في أقرب فرصة لزيارة آثار مصر. وأشار إلى أن أوباما هو أول رئيس دولة يصر على زيارة غرفة الدفن للفرعون خوفو وهي نحو 70 مترا تحت الأرض، وكذلك أصر على الذهاب إلى أبو الهول على الأقدام وزيارة مراكب الشمس أيضا». وأفاد حواس: أهديت أوباما كتابين؛ الأول عن آثار وادي الملوك لزوجته ميشيل، وآخر عن لعنة الفراعنة لابنتيه ساشا وماليا.

وأوضح حواس في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أنه أعطاه قبعته الشهيرة المعروفة باسم «إنديانا جونز» التي يرتديها أثناء التنقيب على الحفائر أو في المؤتمرات الصحافية، وقال له أوباما إن رأسه كبيرة ولن تناسبه، ولكنه قبلها كهدية في نهاية الأمر، وهي نفس القبعة التي ارتداها الممثل هاريسون فورد، في سلسلة أفلامه للمخرج ستيفن سبيلبرغ التي حملت اسم «إنديانا جونز» المكتشف الأثري.

وأشار إلى أن أوباما خلال زيارته لهضبة الأهرامات كان يؤكد له أنه سعيد بزيارته للمنطقة العربية وبمصر والمصريين، مشيرا إلى أنه اكتشف عالما آخر مختلفا في كل مناحي الحياة. وأوضح أن أوباما رفض أن يركب جملا من جمال البدو في المنطقة السياحية، بعد أن طلب من أحد الجمالين الاقتراب من الرئيس، خشية من السقوط أمام الصحافيين، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي توجس من عدسات الصحافيين المصاحبين له.

وقال حواس إنه أبلغ الرئيس أوباما أن الشعب المصري عاش ليلة فرح وعيد يوم فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية. ورغم رفض الرئيس الأميركي تجربة ركوب الجمل فوق هضبة الأهرامات، فإن أقرب مساعديه رام إمانويل أمين عام ورئيس موظفي البيت الأبيض، ومستشارته فاليري غاريت، تقدما بثقة وقفزا فوق جملين, أما حارسه الشخصي ريجي لوف فقد تقدم هو الآخر وركب جملا.

وتشغل فاليري غاريت منصب مساعد الرئيس لشؤون العلاقات بين الحكومة والبيت الأبيض، وكذلك مستشارته للشؤون العامة. وقال أوباما للمصورين والإعلاميين الذين أحاطوا به إنه يفتقد فرصة ركوب الجمل, «وإن لم تكونوا هنا لركبت أحد هذه الجمال».

وتعليقا على انتشار «تى شيرتات» مكتوب عليها «أوباما توت عنخ آمون العالم الجديد» في أسواق القاهرة، تشبيها لأوباما بالفرعون الشاب توت عنخ آمون الذي حكم مصر الفرعونية قبل أكثر من 3300 عام، من 1333 إلى 1324 قبل الميلاد.

قال حواس «أنا رفضت من قبل قبول نظرية عدد من علماء الآثار بأن الملك توت عنخ آمون كان أسود، لكن علشان خاطر أوباما.. توت عنخ آمون كان شبيه أوباما». وكان زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد نفى في تصريح سابق في 2007 أن يكون توت عنخ آمون أسود البشرة، وقال «توت عنخ آمون لم يكن أسود، وتصوير الحضارة المصرية القديمة بأنها سوداء ليس فيه أي عنصر من الحقيقة».