للمتزوجين حديثًا.. كيف تربي جيل سوي صالح لنفسه ومجتمعه؟

تربية
تربية

تعتبر تربية أبناء صالحين من أصعب المهام في العالم، خاصة أنك في بعض الأحيان تقترف أخطاء بدافع الحب وحُسن نية، تُهدد بجعل أطفالك غير أسوياء، أو تكسبهم صفات سيئة، وربما تحولهم إلى أشخاص أنانيين من فرط حبك وتدليلك لهم، لذا توجد بعض الأسس التي يجب اتباعها أثناء العمل على تربية أطفال صالحين، وفي الوقت نفسه توجد بعض الأخطاء التي يُفضل تجنبها والابتعاد عنها تماماً، والتي نستعرض بعضها فيما يلي..


السماح لهم بالتهرب من المسؤولية

قد تعتقد أن الأعمال المنزلية سوف تثقل كاهل أطفالك، وتصيبهم بالتوتر أو القلق، لذا تسمح لهم بالتهرب منها، وربما يدفعك خوفك عليهم إلى تنفيذ بعض المهام الأخرى مكانهم، وهو أحد أكبر الأخطاء التي يقترفها الآباء مع أبنائهم؛ لأن السماح لأبنائك للقيام ببعض الواجبات سوف يساعدهم على الشعور بالإنجاز، كما أنه يجعلهم يقدّرون ذاتهم، ومع مرور الوقت يحولهم إلى أشخاص يمكن الاعتماد عليهم.

منعهم من ارتكاب الأخطاء

مشاهدة أبنائك يفشلون أمر قاسٍ وصعب، ربما لا يكون هناك شعور أقسى من رؤية أحبائك الصغار لا يحصلون على ما يريدون، ولكن لنواجه الحقيقة، الفشل جزء من الحياة، وإحدى الطرق المؤدية للنجاح، لذلك لا تسارع إلى إنقاذهم عندما يواجهونه، واسمح لهم بارتكاب الأخطاء والتعلم منها، واترك لهم فرصة للتعلم.

حمايتهم من مشاعرهم

خوفك على أبنائك يدفعك في بعض الأحيان إلى العمل على حمايتهم من مشاعرهم، يظهر ذلك عندما تجد نفسك غاضباً أو حزيناً؛ لأنك تجد أطفالك يشعرون بالحزن أو الغضب أو الإحباط.

السماح لأبنائك بالتعبير عن مشاعرهم يساهم في تعزيز حبهم وتقديرهم لأنفسهم، كما أنه يجعلهم شخصيات سوية، لا تعاني من بعض الاضطرابات المتعلقة بالقلق.

ساعد أبناءك على التعبير عن مشاعر، واسمح لهم بإخراجها بأي صورة؛ كالبكاء، الصراخ، الصمت، وشجعهم على كتابتها، والتنفيس عن مشاعرهم السلبية، في الوقت نفسه، ساعدهم على إدارتها والتحكم فيها، والخروج من الأزمة التي يمرون بها.

السماح لهم بعيش دور الضحية

لا تدع أبناءك يعيشون دور الضحية، أو التظاهر بأنهم عاجزون وغير قادرين على فعل أمر ما؛ لأن الأطفال الذين يعلمون أنهم لديهم الكثير من الخيارات، وأنهم يستطيعون تغيير الظروف ومواجهة التحديات والأزمات، يكونون أكثر قدرة على النجاح والوصول إلى القمة في المستقبل.

المبالغة في حمايتهم

حبك لأبنائك ليس له حدود، في بعض الأحيان يدفعك هذا الحب الشديد إلى المبالغة في حمايتهم، والرغبة في وضعهم داخل ما يشبه فقاعة؛ كي لا يتعرضوا لأي أذى، ولكن إبعادهم عن كل شيء، وعزلهم عما قد يعرضهم للأذى سوف يحولهم إلى شخصيات مهزوزة، تخشى القيام بأي شيء، أو الإقدام على أي مخاطرة تساهم في تعزيز قدراتهم، وتكسبهم مهارات جديدة.

تعامل مع نفسك وكأنك مُرشد أو مُعلم وليس حامياً، اسمح لأبنائك بعيش الحياة، وامتلاك خبرات، حتى إذا كنت تخاف عليهم، وتخشى تعرضهم لأذى، أعطِهم فرصة؛ كي يثقوا في أنفسهم، واكتساب ما يؤهلهم على التعامل مع ما يواجهونه من مشاكل.

توقع الكمال

التوقعات المرتفعة أمر صحي، ولكن انتظار الكمال وتوقع أن يكون طفلك مثالياً؛ سوف يترتب عليه عواقب وخيمة، عندما يعلم أبناؤك أنك تنتظر منهم ما لا يقدرون عليه، فربما يتجنبون المحاولة أو القيام بأي شيء؛ خوفاً من إفساد المُخطط الذي وضعته لهم سلفاً.

عوضاً عن ذلك، عليك إخبار أبنائك بأنك تنتظر منهم هذا وذاك، وأن تتحدث معهم عن إمكاناتهم، وما هي الأمور التي يستطيعون القيام بها على المدى الطويل بما يتناسب مع طموحاتهم وأحلامهم، عليك مساعدتهم على تحقيق أهداف قصيرة المدى تقود إلى أهداف أخرى طويلة المدى، كُن إلى جانبهم أثناء تعلمهم القراءة، واختر لهم كتباً جيدة تساهم في تعزيز قدراتهم على التفكير.

معاقبتهم عوضًاً عن ضبط أخلاقهم

يجب أن يتعلم الأطفال أن تصرفاتهم تقود في بعض الأحيان إلى عواقب خطيرة. وهناك فرق كبير بين الانضباط والعقاب، الأطفال المُنضبطون يفكرون بطريقة سليمة، يخبرون أنفسهم بأنهم تصرفوا بطريقة خاطئة، أو اتخذوا قراراً سيئاً، على عكس الأطفال الذين يُعاقبون، وهؤلاء عادة ما يقولون لأنفسهم إنهم أشخاص سيئون.

بعبارة أخرى، فإن الانضباط يعطي الطفل ثقة في النفس، ويجعلهم أذكى، ويساعدهم على اتخاذ قرارات سليمة وخيارات صحيحة في المستقبل، على عكس العقاب الذي ينقل إليهم شعوراً بالعجز، ويجعلهم يشعرون بأنهم غير قادرين على القيام بأي شيء جيد.