المصممة الايطالية «لويزا بيكاريا» .. المرأة العربية تتقن لعبة الأناقة الأنثوية
العمل في دار بضخامة وشهرة «كلوي» الفرنسية حلم يراود عددا كبيرا من مصممي الأزياء الصاعدين، إلا أن المصممة الايطالية لويزا بيكاريا رفضت عرض كلوي لتصميم تشكيلة الأزياء الجاهزة « Pret a porter» وفضلت شق طريق خاص بها لوحدها من دون الانتماء لأي لواء أناقة مهما كانت أهميته.
ولدت لويزا بيكاريا في عاصمة الأناقة الإيطالية ميلانو ودخلت مجال التصميم منذ نعومة أظافرها، وعرضت أول مجموعة لها وهي في سن العشرين في صالة لعرض الأعمال الفنية.
وافتتحت أول بوتيك خاصا بها ويحمل توقيعها بعد أعوام قليلة من ذلك، وبعدها افتتحت متجرا آخر لتصميمات الملابس الخاصة بالأطفال، وكانت الفكرة من وحي اهتمامها بأناقة أطفالها الخمسة، وهي تعيش في ميلانو مع زوجها لوسيو بوناكورسي وأطفالها لوسيلا ولوكريزيا ولودفيكو ولونا ولوتشنو.
بيكاريا من محبي الطبيعة وتستوحي معظم تصميماتها من ألوان الطبيعة، لذا تسعى دائما لإيجاد الوقت للتوجه إلى عزبتها الواقعة في أحضان روعة الطبيعة في جزيرة صقلية «بورغو أوف كاستولوكسيو»، وهي عبارة عن قلعة تعود للقرن الثامن عشر داخل قرية تطل على منظر طبيعي لجانب الجبل، وهناك يمكن استيعاب الجمال الرومانسي الخاص بالمجموعات.
وفي عرضها الأخير الذي استضافته دبي منذ أسبوعين ترجمت بيكاريا في تصاميمها الشاعرية والأنوثة الفاتنة بدرجة كبيرة، فاعتمدت على الألوان الزاهية وركزت على الفساتين الطويلة بكشاكش ناعمة، تحاكي الموضة الحالية للفساتين ولكن بأسلوب خاص بها.
وتقول بيكاريا إن الفضل في نجاحها في عالم تصميم الأزياء قد يعود إلى جنسيتها في المقام الأول، فمن المعروف عن الإيطاليين حبهم للأناقة والاعتناء بجودة قد تكون نادرة في أيامنا هذه، وأضافت «الاهتمام بأقل التفاصيل هو مفتاح النجاح في أي نوع عمل، لا سيما في مجال الإبداع والفن والتصميم».
فهي لا تزال تتذكر العروض الأولى التي قامت بها في صالات العرض الفني التي كان لها الفضل الأكبر في انتشارها وجعل اسمها ينتشر في أوساط الموضة والمصممين العالميين، وعروض مؤسسات ابتكار الملابس النسائية التي جرت في باريس، بالإضافة إلى النجاح على المستوى الأميركي مع الشخصيات البارزة، فالنجوم يلعبون هم أيضا دورا مهما في انتشار المصمم، يكفي أن ترتدي فنانة مشهورة فستانا جميلا ولافتا من توقيع أحد المصممين حتى ينتشر اسم المصمم، ويصبح من بين أبرز الأسماء اللامعة عالميا.
فهي تتعامل مع عدد من نجمات هوليوود من بينهن الفنانة تشارليز ثيرون، ولوسي لو، واميليا فوكس، ولورا بايلي، واوما ثيرمن، وهالي بيري، وأنجلينا جولي، وجينيفر غرانر، وكايت بيكينسال، ومادونا، والراحلة نتاشا ريتشاردسون، ونيكول كيدمان، وسارا باريل، وسارا جسيكا باركر، بالإضافة إلى نجمات عديدات أخريات.
وتقول بيكاريا إن الموضة ترتبط بدرجة أكبر بالشكل، ويهتم الناس بدرجة متزايدة بالجودة الحقيقية والسلع الفاخرة والقطع التي يمكن أن تستمر في أكثر من موسم واحد، فعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها العالم حاليا فإن الأكثرية من الناس أصبحت تفضل السلع الفاخرة لأنها نوع من الاستثمارات الجيدة، فبدلا من دفع مبلغ متواضع لقاء شراء قطعة لا تتميز بالجودة يمكن دفع مبلغ أكثر بقليل للحصول على قطعة يمكن أن تدوم لعدة سنوات، كما أن القطع جيدة الصنع الكلاسيكية يمكن الاستفادة منها على مدى عدة مواسم.
مصدر إلهام لويزا بيكاريا هو الفن والأفلام والحياة بصورة عامة وتعتبر بناتها أهم مصدر إلهام لها، فالفتيات الصغيرات في عصرنا هذا يعرفن كل حذافير الموضة بمختلف أنواعها كما أنهن يملكن القدرة على الاختيار ومزج الألوان والاهتمام بشكلهن بعيدا عن التكلف والمبالغة.
وتصف بيكاريا مجموعتها الجديدة بأنها تبعث على السرور وثرية ومغرية، كما أنها مزيج من أنسجة جدية في أشكال مثيرة ومتباينة، أما القاسم المشترك في جميع مجموعاتها هو الأسلوب الخاص وعدم التأثر بأحد، فشهرة كل مصمم يجب أن تحمل توقيعه الخاص بحيث يصبح من السهل معرفة هوية مصمم كل قطعة قبل النظر إلى الاسم، وهذه هي أهمية التوقيع الخاص واللمسة الشخصية.
وعن ألوان الصيف المقبل الألوان تقول بيكاريا إن مجموعتها المقبلة تضم ألوانا خفيفة مثل اللون القرنفلي والأصفر والأرجواني الفاتح والوردي والمائي والرمادي الخفيف.
وشددت بيكاريا في عرضها الأخير في دبي على تصاميم يمكن لأي سيدة أن ترتديها، فهي ليست مع مبدأ تصميم أزياء خاصة بعارضات الأزياء إنما في كل عرض لها تصمم للمرأة الحقيقية، للأم العاملة وللأم التي تعتني بأناقتها، ولسيدة الأعمال ولكل امرأة تسعى إلى إبراز أنوثتها بأسلوب راق بعيدا عن المبالغة.
فالموضة هي خط يمشي عليه كثيرون، ولكن لا يجوز أن تتحول الموضة إلى جلاد، فالأزياء مثلما هي جميلة وأنيقة يجب أن تكون عملية والأهم من هذا كله يجب أن تخاطب المجتمعات مهما كانت اختلافاتها ويمكن ارتداؤها بين الناس وليس فقط على منصات العرض، وتضيف: «هذه هي فلسفتي في التصميم، وهذا ما أضعه في الاعتبار عندما أستعد لأي عرض للأزياء».
وعن الموضة والسن، تقول بيكاريا إن لكل مناسبة فستانها ولكل امرأة ما يناسبها، فليس من الخطأ بأن ترسم كل سيدة موضة خاصة بها تكون متناسبة مع نمط حياتها وهذا الأمر متعلق بالشكل أكثر مما هو مرتكز على السن، فإذا كانت المرأة لا تزال تحافظ على قوام متناسق فلما لا تتمتع بأزياء عصرية وجميلة؟
وعلى الرغم من أن المجموعة يمكن أن تحتوي على قطع للنساء الأصغر سنا، توجد قطع تناسب جميع الأعمار وتم صنعها مع الوضع في الاعتبار القوام المختلف للنساء والشخصيات المتباينة.
تملك بيكاريا متاجر في إيطاليا والولايات المتحدة، وتباع أزياؤها في متاجر ضخمة حول العالم مثل سيلفريدجز وبراونز وذو كروس إند ميمي في لندن، إضافة إلى متاجر في النمسا وألمانيا وإسبانيا واستراليا وفي البحرين ودبي، وعن المرأة العربية تكلمت بيكاريا بشغف فوصفتها بالمرأة الحقيقية التي تتقن لعبة الأناقة التي تظهر الأنوثة بكل وقار وروعة.
وفي النهاية تنصح لويزا بيكاريا جميع النساء باختيار الملابس التي تليق بهن بشكل جيد، والأهم في ذلك اختيار الأزياء التي تتناسب مع شخصياتهن، فمن المهم بأن لا تطغى الأزياء على الشخصية لأنها تبقى، هذه الأخيرة، هي الأهم.
ومن بين مشاريع بيكاريا المستقبلية التوسع في منطقة الشرق الأوسط وإصدار عطر خاص يحمل اسمها وبصمتها الخاصة الملونة بالأزهار التي توحي بألوانها إلى الطبيعة.