عوامل ارتفاع الكوليسترول وانخفاضه وطرق تجنب
خاص الجمال - ياسر حسان
من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين عدم الإلمام بالعوامل التي تعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض وخاصة المزمنة منها والتي تشكل خطرا فعليا على حياتهم، ومن ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وما يترتب عليه من أمراض في القلب والدورة الدموية وزيادة احتمال الإصابة بالجلطات الدموية في الدماغ والشرايين الدقيقة.
الكوليسترول هو مادة تشبه الدهون، توجد بشكل طبيعي في الجسم، وعلى الرغم من أن بعض الكولسترول ضروري ، فإن تجمع الكثير منه في الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
مستوى الكوليسترول في الدم لا يتأثر بما تأكله فقط ولكن يتأثر أيضا بمقدرة جسمك على سرعة إنتاج الكوليسترول وسرعة التخلص منه، في الواقع يقوم جسمك بإنتاج ما يحتاجه من الكوليسترول وبالتالي ليس ضروريا تناول كوليسترول إضافي عن طريق الغذاء.
وإيمانا بالقاعدة الذهبية «الوقاية خير من العلاج»، فإن معرفة العوامل التي تزيد من خطر حدوث ارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم، وبالتالي تجنب البعض منها والامتناع عن البعض الآخر وتحسين نمط المعيشة والسلوك اليومي، يمكن أن يقلل من فرص ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وكذلك المضاعفات المرضية الخطيرة التي تنجم عن ذلك.
وضع أطباء المعهد القومي للقلب والرئة وأمراض الدم بالولايات المتحدة قائمة بالعوامل التي تزيد من خطر وجود ارتفاع الكوليسترول في الدم بهدف تجنبها، نذكر منها:
- نظامك الغذائي: فتناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة والكوليسترول هو السبب الرئيس لارتفاع مستوى الكوليسترول الضار وازدياد نسبة أمراض القلب التاجية، ولهذا فإن إنقاص كمية الدهون المشبعة والكوليسترول التي تتناولها يعتبر خطوة مهمة جدا لإنقاص مستوى الكوليسترول الضار في الدم .
ويوجد نوعان رئيسان من الأغذية تسبب ارتفاع الكوليسترول الضار، الدهون المشبعة saturated fat، وهي نوع من الدهون الموجودة بشكل أساسي في الطعام الحيواني المنشأ، الكوليسترول الذي تحصل عليه فقط من منتجات حيوانية لا يوجد في الطعام ما يسبب ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار مثل الدهون المشبعة.
- زيادة الوزن: الزيادة الكبيرة في الوزن (السمنة) تساهم في رفع مستوى الكوليسترول الضار، وإنقاص الوزن ربما يساعد في خفض مستوى الكوليسترول الضار، وإنقاص الوزن يساعد أيضا في خفض الدهنيات الثلاثية ورفع مستوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL أو الكوليسترول الجيد ، ووقد وجد أن فقدان الوزن للبدينين يمكن أن يساعد على خفض الكولسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
- تناول للخمور: تناول الخمور يؤدي إلى رفع مستوى الكوليسترول الجيد ولكنه لا يخفض مستوى الكوليسترول الضار، وليس واضحا إن كان ذلك يقلل الإصابة بأمراض القلب التاجية، وبما أن تناول الخمور يسبب ضررا للكبد وعضلة القلب، ويؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم ، ورفع مستوى الدهنيات الثلاثية ، فإنه لا يجب تناول الخمور كطريقة لخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
- ممارسة عادة التدخين أيا كان نوعه.
الضغوط النفسية : أثبتت عدة دراسات أن الضغوط النفسية طويلة الأمد تؤدي إلى رفع مستوى الكوليسترول الضار، وربما كان سبب ذلك أن الضغوط النفسية تؤثر في العادات الغذائية ويميل البعض مثلا إلى تناول أغذية دهنية تحتوي على دهون مشبعة وكوليسترول .
- وجود ارتفاع في ضغط الدم من دون التحكم الدوائي فيه.
- نشاطك الحركي : النشاط الحركي ربما يخفض مستوى الكوليسترول الضار ويرفع الكوليسترول الجيد HDL.
- بالنسبة للمرأة، الدخول في سن اليأس: فبعد انقطاع الطمث تتعرض المرأة لارتفاع طبيعي في مستويات الكولسترول الضار LDL.
- عمرك وجنسك: وهو يعتبر أحد عوامل الخطر للرجال والنساء على السواء، يكون مستوى الكوليسترول الكلي قبل سن اليأس (النضج) عند النساء أقل من مستواه عند الرجال في الفئة العمرية نفسها، وبتقدم العمر عند الرجال والنساء يرتفع مستوى الكوليسترول لديهم إلى أن يصلوا إلى عمر 60 أو 65.
بالنسبة إلى النساء ، فإن الوصول إلى سن النضج (اليأس) يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار وخفض مستوى الكوليسترول الجيد HDL، وبعد سن الخمسين يكون مستوى الكوليسترول الكلي أعلى في النساء منه في الرجال من العمر نفسه .
- وجود تاريخ عائلي لارتفاع نسبة الكولسترول في الدم: مثل الإصابة المبكرة بأمراض القلب التاجية (إصابة أب أو أخ قبل سن 55، أم أو أخت قبل سن 65)، فجيناتك تحدد سرعة جسمك في إنتاج الكوليسترول الضار LDL وسرعة التخلص منه، ويوجد نوع من أنواع ارتفاع الكوليسترول الوراثي familial hypercholesterolemia والذي يؤدي عادة إلى الإصابة بأمراض القلب مبكرا، ولكن حتى إن لم تكن مصابا بأي نوع من أنواع ارتفاع الكوليسترول الوراثي فإن الجينات تلعب دورا في تحديد مستوى الكوليسترول الضار.
وكلما كان لديك عدد أكبر من عوامل الخطر كلما ارتفعت نسبة الخطر للإصابة بأمراض القلب التاجية، أن الإلمام بهذه العوامل ومعرفة درجة خطورتها، جدير بتطبيق وسائل الوقاية الممكنة من أجلها والتمتع بحياة صحية سعيدة.