الليزر المجزأ .. علاج فعال لتجاعيد الوجه والعيون
تمثل تجاعيد الوجه والعيون “مساحة” كبيرة في مجال المشكلات التجميلية. وقد توصل الطلب الى “اجتراح” عدد من الحلول لها ولكن بادئ ذي بدء، يجب التمييز بين حالات عدة:
- التجاعيد التعبيرية: وهي التي تتأتى من حركة عضلات الوجه في الجبين وبين الحاجبين وخارج العين خاصة، وعادة ما تبدأ بالظهور في سن مبكرة (20 - 30 عاماً) وعلاجها هو البوتوكس بالدرجة الاولى. وقد تسنى لنا مناقشة ذلك في مقال سابق.
- التجاعيد الدائمة والمنتشرة على مساحة البشرة حتى دون انقباض العضلات، وتتزامن عادة مع بروز بعض التبقعات وانفلات الشرايين الصغيرة وبداية ترهل خاصة في منطقة العيون واسفل الخدود.
يحصل ذلك اعتباراً من الـ سن 30 - 40 عاماً. وسنركز هنا على علاج هذا النوع.
- التجاعيد العميقة جداً على شكل اخاديد والترهل القوي في الوجه والرقبة ابتداءً من الـ 40 - 50 عاماً. وسنعالجه لاحقاً عند حديثنا عن شد الوجه وتعبئته.
- نوعية الغذاء الذي نتناوله واحتواؤه على الفيتامينات الضرورية.
- التعرض المفرط للشمس.
- التدخين.
- السهر والتعب الجسدي والنفسي.
- الطقس.
- مدى اعتنائنا بالبشرة بواسطة الكريمات الطبية مثلاً او التدليك والقناعات.
تبعاً لذلك، عادة ما يكون عمر الجلد غير متطابق مع العمر الحقيقي زيادة او نقصاناً حسب العناية او الاهمال الذي لاقته البشرة منا على المدى الطويل.
وتتأثر النتيجة بقوة الأسيد المستعمل وعدد الطبقات او المرات التي نعرض الجلد لها.
ومن المتعارف عليه، ان هذه الطريقة تصلحه للتجاعيد الخفيفة جداً والتبقعات السطحية. والطبيب هو الذي يشخص العلة وعلاجها.
ولأن هذه الطريقة بالحرق غير دقيقة ولان زيادة كمية الأسيد المستعملة قد تؤدي الى مشاكل جلدية هامة، فإن المتفق عليه هو الابتعاد عن منطقة العينين والاكتفاء بحرق طبقة اكثر سطحية قياساً بالعلاجات الاخرى.
يلي العلاج فترة تقشر للجلد الميت والمحروق لمدة سبعة الى عشرة ايام. وبعدها يلتئم الحرق ويبقى لونه زهرياً لمدة اسبوعين الى شهر، وطوال هذه الفترة، يستعمل المريض عدة كريمات للحرق وواقية من الشمس. وينقطع عن العمل لمدة اسبوعين تقريباً.
تجري هذه العملية من دون بنج وهي مؤلمة بعض الشيء.
وستتحدث عن بعض مشاكلها كلها لاحقاً بعد استعراض العلاجات الاخرى.
والعلاج عملية جراحية تجرى تحت بنج موضعي في الحالات البسيطة او بنج عام في حالات برش الوجه الكامل.
ونستعمل ادوات خاصة بالبرش لازالة الطبقة المراد علاجها. وخبرة الجراح هنا ضرورية جداً لمعرفة المدى الذي يجب ان يوقف البرش عنده، وهنا يشبه عمله عمل النجار او النحات الذي ينعم القطعة التي ابتدعها بطريقة متجانسية ومدروسة.
وبما ان لا حدود للبرش اذا اسئنا استعماله، فإن مشاكل هذا العلاج بايدي غير الاختصاصيين كبيرة جداً.
لذلك يقتضي عدم استعماله حول العيون او على الرقبة لنعومة هذه المناطق.
وكما في التقشير، كذلك في البرش هناك اسبوع الى اثنين بعد العملية ليلتئم الحرق وحوالي الشهر الى الشهرين للحصول على جلد جديد واختفاء اللون الاحمر.
كذلك اثناء البرش يحصل فقدان لبعض الدم نتيجة العملية مما ينفر البعض منها.
فلا مفاجآت او مناطق محروقة اكثر من غيرها اذا اجاد الجراح استعمالها.
وهناك افضلية اخرى لهذا العلاج على غيره، ناتجة عن الحرارة التي يولدها في طبقات الجلد العميقة.
فقد اثبتت الدراسات ان زيادة حرارة هذه الطبقات تساعد على تكاثر وتشابك الياف الكولاجين ونتائجها مما يولد بعد اشهر انقباضاً وانكماشاً في الجلد ويحسن بدرجة معينة الترهل الذي يعانيه الجلد.
وعادة ما تشبه فترة ما بعد العلاج، الفترة نفسها بعد البرش، اي اسبوع الى اثنين ليلتئم الحرق وشهر الى اثنين للحصول على لون طبيعي.
تجرى العملية عادة تحت بنج عام لانها مؤلمة، ولا يصاحبها النزف البسيط الذي رايناه مع البرش.
ولليزر مشاكله التي سنشرحها لاحقاً. وحديثاً، ابتُكر ليزر جديد سمي الليزر المجزّأ والهدف منه تحسين التجاعيد وشد البشرة مع التخفيف من مشاكل الليزر العادي، وكذلك تقصير فترة ما بعد العلاج.
فقد استخلص الجراحون ومصممو الليزر ان تقنية الليزر جيدة ودقيقة لكها تسبب بعض المشاكل وكذلك تجبر المرضى على البقاء في المنزل من اسبوعين الى شهر حتى زوال التقشر او الاحمرار الحاد. وهذا ما كان ينفرهم منه.
فتم اختراع اللليزر الجديد الذي اعاد استعمال تقنية تبخير الانسجة المريضة، ولكن عوض عن فعله ذلك على كل مساحة البشرة فإنه بخّرها في نقاط متقاربة جداً ولكن منفصلة بجلد غير محروق.
هذا الاخير هو الذي قصر مدة التقشر والاحمرار بعد العلاج الى ما يراوح بين يومين وخمسة مقابل شهر او شهرين سابقاً.
فالجلد غير المعالج وغير المحروق يغطي سريعاً المنطقة المحروقة ويخفض كثيراً فترةالالتئام والاحمرار ويقلل من المشاكل.
ولكن كما يمكننا الاستنتاج سريعاً، فأن النتيجة المتوقعة بعد هذا الليزر المجزأ اقل من الليزر العادي لاننا لم نعالج كامل البشرة بل حوالي الثلث.
ولكن لا شيء يمنعنا من معاودة العلاج نفسه بعد اشهر. وبهذه الطريقة امكننا علاج كل الوجه وحتى المناطق الحساسة والدقيقة جداً كالعيون وبنتيجة مرضية جداً وقليلة المشاكل.
كما اصبح باستطاعتنا القيام بالعلاج من دون بنج عام (بواسطة كريمات مبنجة فقط). وهذا هو العلاج الذي ننصح به حالياً.
وكلما كانت البشرة سمراء، زدنا مدة التحضير لانها تسبب مشاكل اكثر من البشرة البيضاء.
ونوقف استعمال الكريمات من خمسة الى سبعة أيام قبل العلاج. ونستعمل في بعض الاحيان الادوية المضادة للفيروسات قبل ايام من العملية عند بعض الاشخاص كما سنرى لاحقاً.
- الليزر العادي: 7 - 14 يوماً
- الليزر المجزأ: 2 - أيام وبعدها نعاود استعمال الكريمات التي حضّرنا بها البشرة وذلك لمدة شهر او شهرين.
والنتيجة النهائية نحصل عليها حينذاك او حتى بعد ذلك في حالة الليزر لأن انكماش البشرة من تجدد ألياف الكولاجين يستدعي ثلاثة اشهر على الاقل.
كذلك يستحسن استعمال الكريمات المضادة للتجاعيد والاكسدة يومياً كعلاج دائم.
كما ننصح باتباع اسلوب حياة صحّي اكان على صعيد الغذاء الغني بالفيتامينات والالياف او على صعيد ممارسة الرياضة والتقليل من التعب الجسدي او النفسي والامتناع عن التدخين، واستعمال البوتوكس او النفخ FILLING او حتى التقشير السطحي عند اختصاصية التجميل ولا مانع أبداً من معاودة العلاج نفسه او غيره عند الحاجة.
فلا ضرر أبداً من ذلك اذا استعمل بالطريقة الصحيحة على يد اختصاصي.
- التهاب الجرح ويعالج بالمطهرات، والشفاء تام.
- احمرار لمدة طويلة قد يصل الى عدة اشهر. ويكون الشفاء تاماً.
- جفاف في البشرة لفترة طويلة ويعالج بالمرطبات.
- حرق عميق في الجلد اكثر من اللزوم مما يؤدي الى تكون طبقة جلدية سميكة او منقبضة وغير مطاطية وقاسية كالحرق من الدرجة الثالثة.
والعلاج عادة ما يكون جراحياً (باستئصالها او بتنعيمها)، والنتيجة النهائية تكون غير مرضية.
- قد يحدث انقباض وخاصة في الجفون السفلية للعيون ناتجة عن حرق قوي مما يكشف العين ويسبب مشاكل جفاف والتهابات، بالاضافة الى الشكل البشع. والعلاج جراحي وغير مضمون.
- الاصابة بالتهاب فيروسي مثل فيروس الهربس HERPES VIRUS خاصة حوالي الفم وحتى في كل الوجه بعد العملية.
وخاصة عند الاشخاص الذين يعانون من هذا الفيروس من وقت الى آخر. ولتجنب ذلك يعطي المريض قبل العملية بأيام وحتى بعدها مضادات للفيروس على شكل كريمات او حبوب.
مما تقدم، يتضح لنا ان هذه العلاجات ليست اعمالاً روتينية وبالتالي يجب التحضير لها جيداً واستشارة جراح التجميل الاختصاصي.