علماء يحذرون من فيروسات جديدة تشبه فيروس كورونا في إفريقيا

كورونا
كورونا

أربكت جائحة كورونا، المجتمع الطبي في جميع أنحاء العالم، خاصة بعد بشدة انتشارها السريع وارتفاع نسبة العدوى بها، وهو ما يحاولون تفسير لماذا تحور هذا الفيروس وأنتج طفرات وتحور جديد منها.


وكان قد تم تأكيد ظهور السلالة من الفيروس و تحديدها أولاً في المملكة المتحدة والمعروفة باسم B.1.1.7 ، وفي 33 دولة على الأقل وخمس ولايات (كاليفورنيا، كولورادو، فلوريدا، نيويورك، وجورجيا).

وفي الوقت نفسه، يُعتقد أن سلالة أخرى تم تحديدها حديثًا، مرتبطة بارتفاع حالات COVID-19 في جنوب إفريقيا، أكثر عدوى من السلالات السابقة، ومعروفة بـ 501.V2 ، ولم يتم تأكيدها بعد في الولايات المتحدة، لكن تم العثور عليها أيضًا في المملكة المتحدة وفرنسا وفنلندا وزامبيا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية، بحسب ما أعلنت نيوزويك.

ويستبعد الخبراء أن سلالات كورونا في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا تجعل الناس أكثر مرضًا أو أكثر فتكًا، وليس من الواضح ما إذا كانت ستؤثر على فعالية اللقاحات الجديدة، لكنهم أكدوا أنها أكثر انتشارًا وعدوى.

وحاول موقع health"" من خلال بعض الخبراء تفسير الأسباب وراء تطور السلالات الجديدة، والسر وراء أنها أكثر عدوى.

الفيروس يجاهد من أجل البقاء

يقول تشارلز بيلي، المدير الطبي للوقاية من العدوى في كاليفورنيا، إنه كلما تكاثر الفيروس، زاد تحوره، موضحًا أن أي كائن حي دقيق (مثل فيروس أو بكتيريا) يمكن أن يتحور، ولا يمكن أن يكون هناك تكاثر دون احتمال حدوث مثل هذه الأخطاء.

ويوضح سوبريا ناراسيمهان، رئيس قسم الأمراض المعدية في مركز سانتا كلارا فالي الطبي في سان خوسيه بكاليفورنيا، لمجلة هيلث، أن الطفرة هي تغيير في الحمض النووي الريبي الفيروسي، والذي قد يتسبب في تغيير البروتينات الهيكلية للفيروس، مشيرًا إلى أن الفيروسات تتحور لأنها تحملها خلايا مضيفة مختلفة، كما أن التعرض للقاحات يضغط على الفيروس للتكيف من أجل البقاء، ففي الأساس يحاول البقاء متقدمًا بخطوة واحدة على جهود قتله.

ونوه إلى أنه ليست كل الطفرات ذات مغزى، قد لا يكون لبعضها تأثير على ملاءمة عدوى الفيروس، في حين أن البعض الآخر قد يكون في الواقع ضارًا بالفيروس .

طفرة جديدة تحفز العدوى

وتابع أنه من حين لآخر، تظهر طفرة تمنح الفيروس الجديد ميزة على النسخة الأصلية، مثل القدرة على الهروب من الاكتشاف، أو زيادة العدوى، أو قابلية أقل للتطعيم، مشيرًا إلى أن السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا والمعروفة بـ B.1.1.7تندرج تحت تلك الفئة، حيث يحتوي هذا المتغير على 17 طفرة في جينومه، بعضها في بروتين سبايك، وهو ما يستخدمه الفيروس لربط المستقبلات في الخلايا البشرية.

وقد تسمح الطفرة في البروتين الشائك نظريًا للسلالة الجديدة بالدخول بسهولة أكبر إلى الخلايا المضيفة، وبالتالي تحفيز العدوى، فيوضح الدكتور بيلي أن بعض التقديرات قد حسبت زيادة بنسبة 50٪ تقريبًا في الإصابة، أي أن 15 إصابة جديدة من السلالة المتحورة مقابل 10 من سلالة كورونا الحالية.

إحدى هذه الطفرات هي N501Y، والتي تقع في مجال ارتباط المستقبلات (RBD) لبروتين سبايك للفيروس، فيعتقد العلماء أن هذه الطفرة قد تجعلها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2).

تنتشر بشكل أسرع وأكثر فعالية

ويضيف الدكتور ناراسيمهان أن التغييرات الأخرى في بروتين سبايك قد تسمح لهذه الطفرة بتجنب الكشف عن طريق بعض طرق تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، متابعًا: "من المفترض أن الجمع بين الربط الأكثر إحكامًا، وربما فشل بعض طرق الاختبار، يجعله أكثر عدوى".

ويؤكد أن المرض الأكثر خطورة لم يُلاحظ مع البديل الجديد، لكنها تشير إلى أنه في حالة إصابة المزيد من الأشخاص بالعدوى، فإن ذلك يعني أن المزيد سوف يمرض ويحتاج إلى رعاية في المستشفى.

واستكمل: "حتى لو لم تكن السلالة الجديدة أكثر فتكًا، فإن حقيقة أنه يمكن أن تنتشر بشكل أسرع وأكثر فعالية قد تترجم إلى ارتفاع حصيلة الوفيات والعجز.. ما يجعلنا نشعر بالقل".

وينبه الدكتور ناراسمهان، إلى أن السلالة الجديدة في المملكة المتحدة يبدو أنها كانت انتشرت أبعد مما يعتقد الخبراء في البداية، حتى قبل أن يتم تحديدها على أنها متغير جديد، مشيرًا إلى أن ذلك ما حدث في أوائل عام 2020 عندما كان الفيروس داخل الولايات المتحدة وخارج الصين حتى قبل أن يتم التعرف عليه.

ويوضح الدكتور بيلي أنه كلما انتشر أي فيروس بشكل أسرع، زاد عدد الأشخاص المصابين في الوقت الذي يتم فيه التعرف على الشخص المصاب لأول مرة، ويمكن أن تبدأ محاولات احتواء انتشاره من خلال فصل أفراد الأسرة المعرضين للإصابة أو تتبع الاتصال، ما يتسبب في تقليل فعالية تتبع جهات الاتصال.

ما يجب القيام به لتقليل المخاطر

يحذر الدكتور ناراسمهان من أن تكون الإجراءات الوقائية المعمول بها لا تكون فعالة ضد السلالة الجديدة كما كانت في سيناريو مماثل مع السلالة العادية لكورونا، ما يجعلنا نحتاج إلى تكثيف هذه الإجراءات في وقت يعاني فيه المجتمع بالفعل من الإرهاق، مضيفًا: "إننا ببساطة لن نعرف جميع الإجابات عن السلالة الجديدة لبعض الوقت، وهذا ينطبق على أي سلالة جديدة ناشئة أخرى".