القميص .. قطعة كلاسيكية تغني عن الفستان في المناسبات

المثير في القميص، بغض النظر عن لونه وتصميمه، أنه يضفي على صاحبته الكلاسيكية والرسمية، بنفس القدر الذي يضفي عليها الأنوثة والجاذبية
المثير في القميص، بغض النظر عن لونه وتصميمه، أنه يضفي على صاحبته الكلاسيكية والرسمية، بنفس القدر الذي يضفي عليها الأنوثة والجاذبية

مفعم بالأنوثة، وفي الوقت ذاته يوحي بالقوة. إنه القميص، الذي يعتبر من أساسيات خزانة أية امرأة في العالم، والقطعة التي يعود إليها المصممون دائما، يطعمونها بالجديد، ويضفون عليها لمسات تجعلها أكثر إغراء، وتصبغ عليها العصرية، سواء في عروضهم، أو في محلاتهم.


وكما تغيب هذه القطعة من عروض الأزياء، وتحضر، تغيب أيضا عن خزانة المرأة وتحضر، أو بالأحرى تتوارى إلى الخلف إلى أن تتذكرها، أو تضطرها الحاجة إلى الاستعانة بها، وهو الأمر الذي يحدث كثيرا.

المثير في القميص، بغض النظر عن لونه وتصميمه، أنه يضفي على صاحبته الكلاسيكية والرسمية، بنفس القدر الذي يضفي عليها الأنوثة والجاذبية، لذلك ليس غريبا أنه أصبح في العقد الأخير ليس من الأساسيات فحسب، بل نجما متألقا قائما ومستقلا بذاته، تماما مثل حقيبة يد من «شانيل»، أو حذاء من «كريستيان لوبوتان».

لكن القميص الذي نعنيه ليس قميصا أبيض كلاسيكيا تعودنا أن يكون مصنوعا من القطن، بل هو قميص يتميز بكل مواصفات الـ«هوت كوتير» من حيث تفصيله وتفاصيله، والجهد الذي استنزفه من المصممين ليبتكروه بشكل يحاكي القطع الراقية.

فهو إنْ لم يكن (بكشاكش) مدروسة ومحسوبة، فهو يتسم بانسيابية وأكمام مبتكرة، وما شابه ذلك.

 فدار «بالنسياجا» مثلا طرحته هندسيا، بينما دار «كلوي» قدمته منسابا كالعادة، لكن القاسم المشترك بين معظم تصاميمه أنه بياقات عالية، وأزرار تقفل إلى العنق.

هذا، إذا لم يكن حول الرقبة شكل بارز ولافت، كما هو الحال بالنسبة لدار «جيانفرانكو فيري»، وغيرها من البيوت التي تسلطنت في المبتكر إلى حد اللامعقول.

وحتى ذلك الذي تم طرحه بأقمشة شفافة، فإن الفكرة منه أن تنسقه المرأة المحافظة مع «توب» داخلي، فيما يبقى للجريئة الخيال الواسع فيما يمكن أن تفعله به.

 زيادة الإقبال على هذه القطعة من قبل المصممين والزبونات على حد سواء، له ما يبرره.

فهي تنافس عمارة قوطية من حيث هندستها، كما يمكن أن تغني عن فستان في المناسبات المهمة، إذ يكفي تنسيقها مع بنطلون أو تنورة وإكسسوارات لتلفت النظر وتُشعر بالثقة.

وفي ظل تزايد شريحة سيدات الأعمال ومهماتهن، فإن القميص بشكله الحالي أسهل طريق يحملهن من لقاءات العمل بالنهار إلى دعوات العشاء.

بعبارة أخرى، فإن القميص، بكل أشكاله، يناسب الزمن الذي نعيش فيه، لما يتضمنه من إيحاءات الأنوثة والقوة في الوقت ذاته، وهي الإيحاءات التي يبدو أن المرأة العصرية ترحب بها، بدليل ما صرح به المصمم أوسكار دي لارونتا مؤخرا بأن القميص أصبح قطعة أساسية في تشكيلاته، لأنها المكمل المثالي لمظهر امرأة اليوم وأسلوب حياتها المليء بالمهام والمسؤوليات.

لكن هذا لا يعني أن البوهيميات لا تناسبهن هذه الموضة، بل العكس، فالمصممة بيلا فرويد، مثلا، تعشق ما تحمله القطعة من إيحاءات قوية تجعلها أرضا خصبة يمكن التلاعب بها على مفهومي الرجولة والأنوثة، وبالتالي فهي تلبسها على طريقة النجمة الراحلة كاثرين هيبورن، مع بنطلون واسع منخفض الخصر.

ولا شك أن هذه الازدواجية، بين الرجولة والأنوثة، التي يتضمنها القميص أغرت العديد من المصممين على الاهتمام بها، بدءا من الراحل إيف سان لوران إلى الشاب ريكاردو تيشي، مصمم دار «جيفنشي».

والمثير للانتباه أن هذه القمصان تشبه القميص الأبيض في مهمته وجمالياته، لكنها أبعد ما تكون عن البساطة بفنيتها العالية، وهو الأمر الذي قد يعطي الانطباع بأنه جديد ووليد العصر ومتطلباته، لكن الحقيقة أن القميص المزين بسخاء كان له حضور في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حين كان الدانتيل رائجا.

فقد جرت العادة أنه كلما استعملت التفاصيل والدانتيل بسخاء، كان هذا إشارة إلى مكانة صاحبه الاجتماعية العالية، وهذا ما يفسر استعمال الآنسة كوكو شانيل له تحت تايور من التويد، أو مع بنطلون من الجيرسيه، وكنزة صوفية مفتوحة، كذلك الأمر بالنسبة لمعاصريها.

وتجدر الإشارة إلى أن الانتباه إلى التفاصيل كان يشمل الأكمام بشكل كبير، حيث كان يجب أن تظهر من تحت كم الجاكيت أو الكنزة، لتظهر الإضافات التي زينت بها. وعادت هذه الموضة في الثمانينات، لكن الهدف منها كان مختلفا تماما، حيث تبنتها السيدات الناضجات لإخفاء تجاعيد اليد والعنق، الأمر الذي يفسر جزءا من الإقبال على تلك التي كانت بياقات عالية.

وربما كان هذا سبب تراجع القميص «المتأنق»، إنْ صح القول، أو المطبوع بتفاصيل عديدة في تلك الفترة، نظرا إلى ارتباطه بالسن وليس بالجمال، كما كانت الفكرة منه في بداية القرن الماضي.

ما يحسب لهذا القميص أن تنسيقه لا يحتاج منك إلى جهد كبير، لأن الفكرة منه أساسا هي تسهيل حياتك، لكن هذا لا يعني مخاصمة بعض الأساسيات التي يفرضها الذوق وأسلوبك الخاص، فمثلا يفضل التخفيف من أي مبالغات أخرى باستثناء الإكسسوارات، لكونها جزءا من الإطلالة ككل.

نصائح وخبرات في أرتداء القمصان
- المخضرم أوسكار دي لارونتا الذي يقدم دائما أجمل القمصان، يقول إن هذه القطعة عندما تنسق مع جاكيت مفصل أو كنزة مفتوحة، فهي تناسب النهار بشكل رائع، أما للمساء، فينصح بتنسيقها مع بنطلون من الساتان، أو تنورة مستديرة وطويلة، وإضافة سلاسل أو عقد بعدة صفوف، للحصول على إطلالة درامية.

- المصممة البريطانية الشابة، أليس تامبرلي، المعروفة بأسلوبها المنطلق، لا تستسيغ المظهر المتكلف، وبالتالي لا يمكن أن نسمعها تنصح بقميص مع تنورة فخمة وطويلة، لأنها ببساطة لا تناسب أسلوب حياتها بإيقاعه السريع.

 في المقابل تنصح بتنسيق القميص مع صديري أو جاكيت بأكمام قصيرة، حتى تظهر تفاصيل القميص من تحت، خصوصا أنه أصبح بإمكان المرأة حاليا أن تستعمل أزرار الأكمام (الكبك) للمسة إبهار وتميز.

وتشير بأن التصميمات المنفوخة أو ذات التفاصيل الكثيرة، مثل الكشاكش والبليسيهات وغيرها، تناسبها التنورات أو البنطلونات ذات الخصر العالي، حتى تعطي الانطباع بطول الساقين.

- إذا كانت الفكرة تنسيقها مع بنطلون، والحصول على مظهر يوحي باللامبالاة الأنيقة، فعليك ببنطلون واسع، وبخصر منخفض بعض الشيء، أما إذا كان القميص بأكمام منفوخة وأكتاف منحوتة، ويتميز بعدة تفاصيل عند الصدر، فهنا يفضل أن تنسقيه مع بنطلون بخصر عال، ويكون مفصلا بشكل جيد.

- تذكري أن التفاصيل الكثيرة يجب أن تكون متوازنة مع مقاييسك الخاصة، إذ ليس من المعقول أن يكون القميص بكشاكش متعددة وصدرك كبير. في هذه الحالة اكتف بالتفاصيل عند الأكمام، على أن تزيني جانب الصدر ببروش، أو بوضع عقد ضخم وطويل فوقه.

- نوع القماش مهم عند اختيارها، حيث يفضل أن تكون القطعة منسابة من الشيفون أو الساتان أو الحرير مثلا، حتى يسهل تنسيقها مع أي قطعة، ولأي مناسبة.

 ـ الجميل هنا أنك لست مقيدة باللون الأبيض، لأن هناك ألوانا متوهجة، مثل الأخضر أو البرتقالي، أو الأرجواني، أو ذات النقوش، قد تغنيك عن الإكسسوارات، وتضفي على أي زي ترتدينه تألقا.