بغياب الرئيس مبارك .. أسرته والمصريون يودع حفيده إلى مثواه الأخير
بعد أداء صلاة العصر في مسجد " آل رشدان " شرق العاصمة المصرية القاهرة التي أمّ المصلين فيها شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، وفي موكب رسمي وشعبي مهيب، شيع يوم الثلاثاء الرئيس المصري حسني مبارك وأسرته وكبار رجال الدولة في مصر، والسفراء المعتمدين لدى القاهرة، جثمان محمد علاء مبارك، حفيد الرئيس المصري، وذلك بعد وفاته في أحد المستشفيات الفرنسية، بعد أن فشلت الجهود الطبية المكثفة هناك في إنقاذ حياته.
وأصدرت رئاسة الجمهورية في مصر بيانا مقتضباً جاء فيه أن " الرئيس حسني مبارك يحتسب عند الله حفيده محمد علاء مبارك، الذي وافته المنية إثر الأزمة الصحية التي تعرض لها خلال اليومين الماضيين ".
وكان حفيد الرئيس المصري البالغ من العمر نحو 13 سنة قد تعرض لأزمة صحية نقل على أثرها إلى مستشفى "وادي النيل" في القاهرة، ثم نقل بعد ذلك إلى مستشفى فرنسي، حيث أستدعي طبيب شهير متخصص في المخ والأعصاب بشكل عاجل من لندن، غير أن روحه صعدت إلى باريها، وحمل الجثمان إلى مطار القاهرة على متن طائرة خاصة.
وتباينت الروايات في القاهرة حول أسباب الوفاة، فبينما اكتفى البيان الرسمي بالحديث عن "أزمة صحية"، ولم يوضح البيان طبيعة الأزمة الصحية التي ألمت بالمتوفى الذي يبلغ من العمر 13 عاما، فقد راجت أنباء في القاهرة مفادها أن حفيد الرئيس المصري أصيب بحالة تسمم غذائي، ما أدى إلى تعرضه لمشكلة صحية، وتحدث إعلاميون عن إصابته بـ "فيروس كامن"، لا يمكن طبياً التنبؤ به مبكراً، كما أفاد أطباء تحدثوا مع الصحافيين في هذا الشأن.
الإعلام والسياسة
وأوقفت كافة محطات التلفزيون الرسمية والخاصة في مصر برامجها المعتادة، وكان لافتاً أن المحطات الخاصة ومنها (دريم) و(المحور) و(الحياة) وحتى (O tv) و(On tv) اللتين يمتلكهما رجل الأعمال نجيب ساويرس، وقناة (الناس) الدينية بدأت كلها في بث القرآن الكريم، بينما اكتفت المحطات الحكومية بإذاعة الأدعية الدينية بشكل متواصل، وخيمت أجواء الحزن على كافة الدوائر الرسمية، وشوهدت تعزيزات أمنية في حي شرق القاهرة حيث كانت مراسم الجنازة التي تقدمها الرئيس مبارك وجميع رجال الدولة.
وقدم العزاء للرئيس المصري وأسرته قادة جميع الأحزاب السياسية، وجماعة "الإخوان المسلمين"، والسفراء الأجانب المعتمدين لدى القاهرة، فضلاً عن الوزراء وكبار المسؤولين الذين شاركوا في الجنازة، التي خضعت لإجراءات أمنية مشددة، إذ فرضت السلطات حراسات مكثفة على منطقة مدينة نصر حيث يقع مسجد القوات المسلحة الذي جرت به مراسم الصلاة على المتوفى والجنازة والعزاء.
كما تلقت القاهرة مئات البرقيات من شتى العواصم العربية والأجنبية، من ملوك ورؤساء الدول، لتعزية الرئيس المصري وأسرته في مصابهم الجلل. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن علاء مبارك هو النجل الأكبر للرئيس المصري، بعيد عن الحياة السياسية، خلافاً لشقيقه الأصغر جمال الذي يشغل منصب أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم.
وبدت الزيارة المقررة للرئيس مبارك إلى الولايات المتحدة، محاطة بالغموض بعد هذا الحدث، إذ كان من المقرر أن يتوجه مبارك لواشنطن في أول زيارة من نوعها منذ سنوات، وذلك في غضون الأيام القليلة المقبلة، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان مبارك سيقوم بزيارته لأميركا كما كان مقرراً، أم أنه سيعتذر عنها مكتفياً باستقبال الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل في القاهرة.