آمال كبيرة ببدء التلقيح ضد كورونا قبل نهاية 2020

الدليل الكامل للقاحات كورونا وكلفتها وكيفية توزيعها

قد يصبح اللقاح متاحا لأي شخص يريد التحصين بحلول نهاية يونيو
قد يصبح اللقاح متاحا لأي شخص يريد التحصين بحلول نهاية يونيو

نشرت شركة فايزر وشريكتها بيونتيك وشركة مودرنا بيانات تظهر أن اللقاحين اللذين تعمل الشركات الثلاث على إنتاجهما تبلغ نسبة فاعليتهما في الوقاية من الإصابة بمرض كوفيد-19 حوالي 95 في المائة.


وذكرت شركة أسترازينيكا، هذا الأسبوع، أن لقاحها قد تصل فاعليته إلى 90 في المائة.

وقالت الشركات إن التوزيع يمكن أن يبدأ على الفور للحكومات في مختلف أنحاء العالم للبت بمن سيتلقى اللقاح وبأي ترتيب، وذلك إذا أقرت السلطات المعنية هذه اللقاحات في الأسابيع المقبلة.

وفيما يلي إطار للخطوات التي قد تسير بها تلك العملية:

متى تطرح الشركات اللقاح؟

بدأت فايزر ومودرنا وأسترازينيكا بالفعل بتصنيع اللقاحات. وقالت فايزر إنها ستنتج هذا العام ما يكفي لتحصين 25 مليون إنسان، وستنتج مودرنا ما يكفي لتحصين عشرة ملايين شخص، بينما ستنتج أسترازينيكا ما يكفي لأكثر من 100 مليون فرد.

وستتولى وزارة الدفاع الأميركية ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إدارة التوزيع في الولايات المتحدة، وسيبدأ التوزيع على الأرجح في منتصف ديسمبر/ كانون الأول بطرح 6.4 ملايين جرعة مبدئيا في مختلف أنحاء البلاد.

من غير الواضح متى سيتاح اللقاح للأطفال. وقد بدأت فايزر وبيونتيك باختبار لقاحهما على متطوعين بعمر 12 عاماً

وتعتزم السلطات الصحية في بريطانيا بدء توزيع اللقاح في أسرع وقت ممكن، ومن المتوقع أن يحدث ذلك في ديسمبر/ كانون الأول.

وفي الاتحاد الأوروبي، يرجع الأمر لكل دولة من الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة لبدء توزيع اللقاحات على سكانها.

من سيحصل على لقاح معتمد في الولايات المتحدة ومتى؟

قال مركز السيطرة على الأمراض إنه عندما تعتمد إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية اللقاح فسيكون أول من يتلقونه حوالي 21 مليون فرد يعملون في مجال الرعاية الصحية بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فرد يعيشون في مراكز الرعاية الصحية لفترات طويلة.

ومن المرجح أن تكون الفئة التالية هي فئة العاملين في المجالات الأساسية وعددهم 87 مليونا يعملون في وظائف لا يمكن إنجازها من البيت. ومن هؤلاء رجال مكافحة الحرائق والشرطة والعاملون في التعليم ووسائل النقل ومجال الغذاء والزراعة والخدمات الغذائية.

والفئة التالية في سلم الأولويات تضم حوالي 100 مليون من البالغين الذين يعانون من حالات مرضية شديدة الخطورة، و53 مليونا تزيد أعمارهم على 65 عاما وهم ممن تزيد احتمالات إصابتهم بالمرض.

وقال المسؤولون عن الصحة العامة في الولايات المتحدة إن اللقاحات ستتاح بصفة عامة لمعظم الأميركيين في الصيدليات والعيادات الطبية وعيادات الأطباء في إبريل/ نيسان، بحيث يصبح اللقاح متاحا لأي شخص يريد التحصين بحلول نهاية يونيو/ حزيران المقبل.

ومن غير الواضح متى سيتاح اللقاح للأطفال. وقد بدأت فايزر وبيونتيك باختبار لقاحهما على متطوعين بعمر 12 عاما.

متى يتاح اللقاح في الدول الأخرى؟

توجد آليات في كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وكندا وأستراليا لاعتماد اللقاحات بسرعة.

ومن المتوقع أن توجه نسبة كبيرة من الجرعات التي ستنتجها أسترازينيكا هذا العام إلى بريطانيا، حيث قال مسؤولو الصحة إنهم قد يبدأون بعد اعتماد اللقاح بتحصين الناس في ديسمبر/ كانون الأول. وعلى رأس أولوياتهم العاملون في بيوت رعاية المسنين والمقيمون فيها.

وفي أوروبا، قالت الهيئة المعنية باعتماد الأدوية في الاتحاد الأوروبي إن بإمكانها أن تصدر رأيها في سلامة اللقاح خلال ديسمبر/ كانون الأول المقبل.

وقالت معظم الدول إن الدفعة الأولى من اللقاح ستخصص للمسنين والمعرضين للإصابة والعاملين في الخطوط الأمامية، مثل الأطباء.

وتقول الدول إنها ستشتري اللقاح عن طريق خطة الشراء المشتركة التي تديرها المفوضية الأوروبية، والتي أبرمت صفقات للحصول على ستة لقاحات مختلفة وما يقرب من ملياري جرعة.

وتتباين الجداول الزمنية للتوزيع ولا تزال أغلب الدول ترسم خطط التوزيع والتحصين.

وتتوقع إيطاليا أن تحصل على الدفعات الأولى من لقاحي فايزر-بيونتيك وأسترازينيكا في أوائل العام المقبل. وتعتزم أسبانيا بدء تحصين مواطنيها في يناير/ كانون الثاني.

وفي بلغاريا، قال المفتش العام للصحة إنه يتوقع وصول الشحنات الأولى في مارس/ آذار أو إبريل/ نيسان. وقال وزير الصحة في المجر إن الجرعات ستصل في الربيع على أقرب تقدير.

أما ألمانيا، التي تنتمي إليها شركة بيونتيك، فتتوقع طرح اللقاح في أوائل 2021، في مراكز تحصين جماعية في صالات المعارض والمطارات وقاعات الحفلات.

وستستخدم ألمانيا أيضا فرقا متنقلة لخدمة بيوت رعاية المسنين. وسيتم تحصين العاملين في الخطوط الأمامية في مجال الرعاية الصحية والمعرضين أكثر من غيرهم للإصابة بكوفيد-19 قبل الآخرين.

متى تحصل الدول النامية على اللقاحات؟

استطاع برنامج كوفاكس، الذي تقوده منظمة الصحة العالمية ومجموعة جافي للقاحات التي تهدف لتجميع الأموال من الدول الغنية والمنظمات غير الهادفة للربح لشراء اللقاحات وتوزيعها على عشرات الدول الفقيرة، جمع ملياري دولار.

والهدف الأول للبرنامج هو تحصين ثلاثة في المئة من الناس في تلك الدول، على أن ترتفع النسبة في النهاية إلى 20 في المائة. وقد وقع البرنامج اتفاقا مبدئيا لشراء لقاح أسترازينيكا، الذي لا يتطلب التخزين في أجهزة خاصة شديدة التبريد مثل لقاح فايزر.

ومن المتوقع أن تحصل الدول الأقل ثراء في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، مثل الهند، على اللقاح بأسعار مخفضة أو مجانا بموجب هذا البرنامج في 2021، وإن لم يكن هذا الأمر مؤكدا.

وربما تشتري دول أخرى، مثل دول أميركا اللاتينية، اللقاح عبر كوفاكس. وتعمل عدة دول أيضا على إبرام اتفاقات مع شركات الأدوية.

كم سيبلغ سعر اللقاح؟

تفاوضت الشركات المصنعة للقاح على أسعار متفاوتة لم يتم الإفصاح عنها كلها. لكن التكلفة مهمة لأن تلك اللقاحات مناعتها لمدة أشهر فقط، مما يعنى أن الآنسان سوف يحتاج ما بين جرعتين الى ثلاث جرعات سنوياً. أغلي لقاحين هما مودرنا ويبلع سعره ٣٧ دولار وطريقة تخزينه أسهل من لقاح فايزر الذي يبلغ سعره ٢٢ دولار فقط لكن طريقة تخزينه مكلفة جداً. ثم هناك اللقاح الصيني وسعره حوالي ١٠ دولارات وهو نفس سعر لقاح سبوتنيك V الروسي، لكن يظل لقاح أكسفورد وإسترا زينيكا في حالة نجاحه هو الأرخص نسبياً لأن سعره سوف يكون في حدود الـ ٤ دولارات فقط.

تكلفة التوزيع مشكلة كبرى

في حين أن معظم التقارير المتعلقة بلقاحات Covid-19 المحتملة قد ركزت بشكل صحيح تمامًا على فعاليتها، فإن سهولة التوزيع والتكلفة هي عوامل رئيسية أخرى تشارك في الانتشار العالمي. على سبيل المثال، يجب تخزين اللقاح من شركة Pfizer / BioNTech  في درجة حرارة -70 درجة مئوية، بينما يمكن تخزين اللقاح في ثلاجة قياسية عند درجة حرارة -20 درجة مئوية، وهي عوامل قد تسبب صعوبات في التوزيع العالمي.

التكلفة هي عامل مثبط آخر حيث يصل لقاح موديرنا إلى 37 دولارًا لكل جرعة بينما تذكر شركة Pfizer & BioNTech   أن تكلفة لقاحهم تبلغ حوالي 20 دولارًا لكل جرعة. استخدمت العديد من الحكومات أموال دافعي الضرائب لشراء جرعات بكميات كبيرة بهدف توزيع اللقاحات على مواطنيها مجانًا. هذا ليس خيارًا لكل بلد، ومع ذلك فمن المتوقع أن تلعب اللقاحات الأرخص التي تظل مستقرة عند درجات حرارة أعلى دورًا حاسمًا في إنهاء الوباء في المناطق النائية من العالم.

تُعلق آمال كبيرة على اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد وأسترا زينيكا والذي ظهر من الاختبارات بكفاءة 70٪ (والتي يمكن تعديلها إلى 90٪ حسب الجرعة). يمكن نقله في ظروف التبريد القياسية وإدارته ضمن إعدادات الرعاية الصحية الحالية. كما أنها أرخص بكثير من نظيراتها بسعر 4 دولارات فقط للجرعة.

لقاحات كورونا.. 4 تقنيات تحكم التجارب

تعمل شركات الأدوية العالمية والمختبرات على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، وتجاوز عدد اللقاحات المحتملة الـ100، لكن 11 لقاحا محتملا منها وصل الى مرحلة التجارب السريرية على البشر.

وفي السطور التالية نرصد أبرز التقنيات المستخدمة في تطوير كل لقاح:

اولاً: تقنية الفيروس الفعلي أو اللقاحات الحية 

وهذه التقنية هي المدرسة الكلاسيكية في علم مكافحة الفيروسات، وتستخدم في اللقاحات الثلاثة التي تطورها شركة ووهان ومعهد بكين للمنتجات البيولوجية وشركة سينوفاك.

وتعتمد الطريقة على قتل الفيروس الفعلي من خلال تعريضه للأشعة فوق البنفسجية أو المواد الكيميائية، ومن ثم إدخاله إلى جسم الإنسان، لتحفيز الاستجابة المناعية.  وتستخدم اللقاحات الحية شكلًا ضعيفًا (واهِنًا) من أشكال الجرثومة المسببة للمرض. يُحفِّز هذا النوع من اللقاحات الجسمَ على تكوين استجابة مناعية دون الإصابة بالمرض. يعني مصطلح "واهن" أن قدرة اللقاح على التسبب بالمرض قد تم تخفيضها.

وتُستخدَم هذه اللقاحات الحية للوقاية من الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والجدري والحماق. ونتيجة لذلك، فإن البنية التحتية اللازمة لتطوير هذه الأنواع من اللقاحات موجودة وقائمة.
لكن غالبًا ما تحتاج اللقاحات الفيروسية الحية إلى اختبارات سلامة واسعة النطاق. إذ يمكن أن تنتقل بعض الفيروسات الحية إلى شخص ليس لديه مناعة. ويدعوا هذا الأمر للقلق بالنسبة للمصابين بضعف في جهاز المناعة.

ثانياً: تقنية الناقلات الفيروسية أو الفيروس الوسيط

وذلك باستخدام فيروس وسيط يحمل بعض من تركيبة فيروس، وعندما يتعرف عليها جهاز المناعة ويصنع مناعاته، وتستخدم هذه التقنية في ثلاثة مشروعات في جامعة أكسفورد ببريطانيا، وشركة إسترا زينيكا، الانجليزية - السويدية، وشركة كانسينو الصينية.
وتَستخدم اللقاحات المعطلة شكلًا مقتولًا (معطلًا) من أشكال الجرثومة المسببة للمرض. يُحفِّز هذا النوع من اللقاحات الجسمَ على تكوين استجابة مناعية دون الإصابة بالعدوى. وتُستخدم اللقاحات المعطلة للوقاية من الإنفلونزا والتهاب الكبد A وداء الكلَب.
لكن قد لا تُوفر اللقاحات المعطلة وقاية قوية كتلك التي توفرها اللقاحات الحية. في كثير من الأحيان، يتطلب هذا النوع من اللقاحات جرعاتٍ متعددةً متبوعةً بجرعاتٍ معزِّزة لتوفير مناعة طويلة الأمد. وقد يتطلب إنتاج هذه الأنواع من اللقاحات التعامل مع كميات كبيرة من الفيروس المعدي.

ثالثاً: اللقاح المؤتلف أو النانو

وتستخدم شركة نوفافاكس الأميركية، ومقرها في أستراليا، هذه الطريقة بشكل حصري.

وتعتمد التقنية على استخدام الهندسة الوراثية لزراعة نسخ غير ضارة من بروتين الفيروس في أحواض من خلايا الحشرات، ثم استخراج وتنقية البروتين وتعبئته في جزيئات متناهية الصغر بحجم الفيروس.

رابعاً: تقنية اللقاحات الجينية أو المهندَسة وراثيا

تقنية اللقاحات الجينية هي التقنية الأحدث، وتستخدمها 4 شركات من الولايات المتحدة وألمانيا، هي موديرنا و إينوفيو، وفايزر وبيونيتيك. وتعتمد التقنية على أخذ المواد الوراثية من الفيروس ووضعها في خلايا الجسم السليمة لتحفيز المناعة.
يستخدم هذا النوع من اللقاحات نمطًا معدَّلًا وراثيًا من حمض الريبونيوكليك أو حمض الديوكسي ريبونيوكليك الذي يحتوي على تعليمات عمل نسخ من البروتين S. تحفز هذه النسخ حدوث استجابة مناعية للفيروس في الجسم. من خلال هذه الطريقة، لا يضطر العلماء إلى التعامل مع الفيروسات المعدية نفسها. ويحمل اللقاح تعليمات للجسم لإفراز بروتين الفيروس الجديد، وعندما يكتشف الجسم المادة الجينية ويحدد البروتين الجديد على أنه جسم غريب، يقوم بتثبيت استجابة مناعية له كما لو كان مصنع للقاح.