02:48 م - الخميس 10 ديسمبر 2020
لم تكد تمر 48 ساعة على انطلاق حملة التطعيم الشاملة ضد كوفيد 19 في بريطانيا، والأكبر عالميًا على الإطلاق، باستخدام لقاح "بي إن تي 162- بي 2"، حتى أعلِن عن وفاة 6 أشخاص، وظهرت آثار جانبية على بعض مُتلقيه.
وبدأت بريطانيا يوم الثلاثاء في تلقيح كبار السن والعاملين في المجال الطبي، باللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" الأمريكية و"بيونتك" الألمانية، كأول دولة غربية وأول دولة في العالم تٌقدِم على هذه الخطوة التي وصفتها بـ"الهائلة" والتاريخية.
ولم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (إف دي إيه) بعد على اللقاح، لكنها نشرت وثيقة تفيد بأن بيانات التجربة كانت "متسقة" مع التوصيات الواردة في إرشادات الاستخدام الطارئ. ويُنتظر أن تجتمع، اليوم الخميس، لاتخاذ قرار رسمي بشأن استخدامه.
سر الوفيات الست
وبعد 24 ساعة من انطلاق حملة التلقيح الشامل بـ"فايزر- بيونتيك"، توفي 6 أشخاص؛ 4 منهم تلقّوا لقاحاً وهميًا، واثنان تم تطعيمهما باللقاح الحقيقي.
وقالت الغذاء والدواء الأمريكية في بيان إن "اثنين من المتوفين الأربعة الذين تلقّوا اللقاح الوهمي، وافتهما المنيّة إثر نوبة قلبية وسكتة دماغية"، مُشيرة إلى أن بعض المُشاركين في تجارب اللقاح كانوا مُصابين بعدوى كورونا شديدة.
وأوضحت أن "أحد المتوفين الستة كان مُصابًا بالسمنة وتصلب الشرايين وفاضت روحه بعد 3 أيام من تلقّيه أول جرعة من اللقاح، فيما توفي ثانٍ بعد 60 يومًا من الجرعة الثانية إثر سكتة دماغية".
وأكّدت أن الوفيات الستة "لا ترتبط باللقاح"، بحسب البيان الذي نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وطمأنت الغذاء والدواء الأمريكية مُتلقي اللقاح أو المُقبلين على تلقّيه بالتشديد على أنه "لا توجد مخاوف متعلقة بسلامة اللقاح"، المُتوقع أن تبلغ تكلفة الجرعة الواحدة منه 20 دولارًا، بحسب تقرير لموقع "ستاتيستا" الألماني المعني بإحصاء بيانات السوق والمستهلكين.
وأظهرت التجارب السريرية للقاح المُطوّر من جانب شركتيّ "فايزر" الأمريكية و"بيونتيك" الألمانية، فعاليته بنسبة تتجاوز 90 بالمائة، علما بأن الجسم يبدأ في تكوين مناعة ضد فيروس كورونا بعد أيام من تلقي جرعته الأولى.
ووفق الغذاء والدواء الأمريكية، يبدأ متلقو اللقاح في إنتاج الأجسام المضادة لكورونا، خلال 10 أيام من حصولهم على الجرعة الأولى، بحيث تبلغ نسبة الحماية من الفيروس 88 بالمائة. ومع الحصول على الجرعة الثانية التي تُمنح بعد 3 أسابيع من الأولى، تصل درجة الحماية لأكثر من 95 بالمائة.
آثار جانبية و"تحذير"
بالتوازي، أبلغ 84 بالمائة من الأشخاص المُشاركين في تجارب اللقاح عن "تفاعلات" في موقع الحقن.
فبعد تلقي الجرعة الأولى منه، أفاد 63 بالمائة من المشاركين بشعورهم بالإرهاق، و55 بالمائة منهم بالصداع، و32 بالمائة بالقشعريرة، و24 بالمائة بآلام المفاصل، و14 بالمائة بالحمى، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية".
وإجمالًا، عانى أربعة من مُتلقي اللقاح مما يُعرف بـ"شلل بيل"، وهو شلل عضلي مؤقت في الوجه. وأبلغ 64 شخصًا عن تورم في الغدد الليمفاوية بعد تناولهم اللقاح الحقيقي، مقارنة بـ 6 أشخاص تناولوا الوهمي.
وفي بريطانيا، ظهرت "ردود فعل تحسّسية" كآثار جانبية للقاح، لدى اثنين من العاملين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا، المعروفة اختصارًا بـ (إن إتش إس)، وذلك بعد تلقّيهما أول جرعة من اللقاح خلال برنامج التطعيم الشامل.
وعاني العاملان، اللذان كانا يحملان حاقنًا آليًا للأدرينالين ولديهما تاريخ من ردود الفعل التحسسية - "أعراض تفاعل تأقاني" بعد تلقي اللقاح.
وقالت هيئة الخدمات الصحية البريطانية إن العاملين- اللذين لم تكشف عن أسمائهما- "يتعافيان بشكل جيد"، بحسب صحيفة "إيفينينج ستاندرد" البريطانية.
على إثر ذلك، حذّرت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا لإصدار أي شخص يعاني من الحساسية المفرطة لدواء أو طعام أو لقاح أو أولئك الذين تم نصحهم بحمل حاقن الأدرينالين الذاتي، من الحصول على لقاح "فايزر- بيونتيك" في الوقت الحالي.
وقال مدير هيئة الصحة الوطنية البريطانية، ستيفن بويس: "كما هو شائع مع اللقاحات الجديدة، نصحت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية على أساس وقائي بعدم تلقي الأشخاص الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسسية هذا اللقاح بعد أن استجاب شخصان لديهما تاريخ من ردود الفعل التحسسية بشكل عكسي".
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية جون راين: "لا ينبغي إعطاء جرعة ثانية لأي شخص عانى من الحساسية المفرطة بعد إعطاء الجرعة الأولى من هذا اللقاح"
وتابع راين: "لقد حذرت في وقت سابق من أن الأشخاص الذين يعانون من (رد فعل تحسسي كبير) تجاه هذه الأشياء يجب ألا يأخذوا اللقاح، دون تحديد الحساسية المفرطة".
ولا يُعرف عدد الأشخاص المقرر منعهم من الحصول على لقاح فايزر، فيما يعاني ما يصل إلى 7 ملايين شخص في بريطانيا من الحساسية الشديدة التي تتطلب رعاية متخصصة.