الثعابين والسحالي تمنع إنشاء مصنع لسيارات تيسلا في ألمانيا

تيسلا
تيسلا

ألزمت محكمة في ألمانيا شركة تيسلا بتعليق استعداداتها لبناء مصنع في البلد، وذلك بعد حملة شنها نشطاء بمجال الحفاظ على البيئة.


وكانت الشركة، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، تقوم بعملية إخلاء غابة بالقرب من العاصمة برلين، تمهيدا لإنشاء أول مصانعها الأوروبية للسيارات والبطاريات.

لكن المعارضين لهذا المشروع قالوا إنه يهدد موطن السحالي والثعابين.

وأمرت محكمة في فرانكفورت آن دير أودر بوقف إزالة الغابات لحين إجراء المزيد من التحقيقات.

وفي وقت سابق من العام الجاري، صدر أمر قضائي مماثل ضد مصنع تيسلا، الذي ينتمي لفئة من المصانع تُعرف باسم "غيغا فاكتوري"، في غرينهيد بولاية براندنبورغ الشرقية.
وجاء الحكم السابق بعد إثارة مخاوف بشأن الحياة البرية وإمدادات المياه في المنطقة.

ولم تعلق تيسلا علنا على الحكم الأخير، الذي جاء في إطار نزاع قانوني مستمر مع اتحاد الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي، والرابطة الخضراء. ولا يزال القرار النهائي بشأن القضية معلقا.

وتقول جماعات حماية البيئة إن إزالة الغابات ستدمر مواطن السحالي الرملية والثعابين الملساء، وكلاهما من الكائنات التي تتمتع بالحماية. كما أعربت هذه الجماعات عن قلقها من أن أعمال البناء ستزعج هذه الزواحف أثناء سباتها الشتوي.

وقال هاينز هيرفيغ ماشر، رئيس الاتحاد الأخضر في براندنبورغ، في بيان "حتى تيسلا لا يمكنها ولا يجب عليها أن تضع نفسها فوق القانون".

وكان إيلون ماسك، رئيس شركة تيسلا، قد أعلن عن خطط إنشاء المصنع في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسط ضجة كبيرة.

وقال إنه يهدف إلى تشغيله رسميا بحلول الأول من يوليو/ تموز 2021. والهدف هو إنتاج 500 ألف سيارة سنويا.

وأضاف ماسك أن الشركة تتطلع إلى بناء أكبر مصنع للبطاريات في العالم في غرينهيد، إلى جانب مصنع السيارات الخاص بها.

لكن موقع المصنع أصبح نقطة خلاف بين دعاة حماية البيئة، والحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الديمقراطيين الأحرار في ألمانيا. ويؤيد الحزبان إنشاء مصنع تيسلا خوفا من أن يضر الرفض بقدرة البلاد على جذب الشركات.

كما سلط النزاع الضوء على المخاطر التي تواجه شركة صناعة السيارات الأمريكية، التي لم يتم منحها تصريحا رسميا لبناء المصنع.

وحصلت تيسلا على إذن من وزارة البيئة الألمانية لبدء تجهيز الموقع "على مسؤوليتها الخاصة". وقد اشتمل ذلك على إزالة حوالي 91 هكتارا (225 فدانا) من الغابات وقطع آلاف الأشجار.

لكن التصريح النهائي ببدء بناء المصنع متوقف على موافقة السلطات المحلية، التي يتعين عليها استشارة الجماعات البيئية والمجتمع المحلي.

كما تراجعت أعمال البناء بعد اكتشاف سبع قنابل لم تنفجر منذ الحرب العالمية الثانية في موقع العمل.

وبدأت تيسلا مشاورات مع السكان المحليين وجماعات حماية البيئة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتم تقديم أكثر من 400 شكوى وملاحظة.

وبعد حملة حول المخاوف بشأن التأثير المحتمل للمصنع على موارد المياه المحلية، وافقت الشركة على خفض استهلاكها من المياه.

وتمتلك تيسلا حاليا مصنعين من فئة "غيغا فاكتوري" في الولايات المتحدة وآخر في شنغهاي بالصين. وفي وقت سابق من هذا العام، تفوقت تيسلا على شركة تويوتا وأصبحت صانع السيارات الأكثر قيمة في العالم.

المصدر: bbc.com