إختبار جديد للكشف عن الحالات المبكرة لسرطان المبيض
خاص الجمال - محمد إبراهيم
أنباء طبية جديدة مبشرة للمرأة التي تشعر بالقلق حيال الإصابة بسرطان المبيض فقد تم استحداث اختبار جديد للكشف عن سرطان المبيض في حالاته المبكرة جدا . فإختبار فحص الدم الجديد قادر على إكتشاف مستويات من بروتين يسمى CA125 وعندما يتم تعريض عينة الدم إلى موجات الآشعة الفوق صوتية يحدث إقتران بين البروتين و موجات الآشعة فوق صوتية يؤدي إلى أكتشاف سرطان المبيض في أوقاته المبكرة جدا و معظم مراحل علاجه ، مما يثبت أنها تكنولوجيا مؤثرة في إكتشاف ذلك المرض.
وقال الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها في وقت مبكر جدا نتيجة لأكبر دراسة عشوائية لفحص سرطان المبيض كانت نتائج واعدة، أكثر من 200.000 إمرأة تعيش في المملكة المتحدة تشارك في هذه الدراسة التي ستنتهي في عام 2014، ويقول الباحث أوشا مينون الحاصل على الدكتوراة بجامعة لندن أن النتائج التي تم التوصل إليها يمكن فرزها بسهولة.
سرطان المبيض هو سرطان سهل جدا في علاجه في حالة إكتشافه في وقت مبكر جدا، مع وجود نسبة 92% للبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بعد لحظة تشخيص المرض في بدايته، و مع ذلك تم تشخيص المرض عند 2 أو 3 أفراد و لكن التشخيص جاء ليوضح أن الاصابة بالمرض في حالة متقدمة جدا مما جعل معدل البقاء على قيد الحياة بنسبة 20 إلى 30%.
ووفقاً لجمعية السرطان الأمريكية، فإن أكثرمن 21000 حالة إصابة جديدة بالمرض تم تشخيصها في الولايات المتحدة وحدها عام 2008 وأكثر من 15000 إمرأة لقيت مصرعها نتيجة الإصابة بهذا المرض، وهذا السبب هو الرئيسي لوضع إستراتيجية مؤثرة لإكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
إن اختبار CA125 لفحص الدم والذي تم وضعه في عام 1980 يقيس مستوى بروتين معين لا يوجد إلا في دم المرضى المصابين بسرطان المبيض، وقد جاء النسخة الثانية المطورة من الإختبار لقياس مدى إستجابة المصابين بالمرض للعلاجات التي يتناولونها، وبالرغم من أن هذا الإختبار مفيد، فإنه مثير للجدل لأن معدلات ونسب الإصابة في دم المريض قد تكون عالية أكبر من نتائج التحليل، فهنا يجب القيام ببعض التحاليل والجراحات للمتابعة.
وفي دراسة أُجريت في المملكة المتحدة، قام الباحثون بإجراء إختبار CA125 لفحص الدم بطريقة جديدة على أمل إثبات أنه أكثر إفادة في تشخيص المرض، وقد تم التوصل تقليديا من خلال إختبار CA125 لفحص الدم أن مستوى 35 لنسبة البروتين في الدم فيما فوق هي نسبة متقدمة جدا وما دون ذلك هي نسبة عادية، ومع ذلك ففي نموذج لتقييم المخاطر التي وضعها مينون وزملائه، فإن المستوى المطلق لبروتين CA125 في دم المرأة أقل اهمية من التغيرات التي تحدث عليه من فترة لاخرى. ويجب أيضا وضع السن في الإعتبار فمع تقدم السن من بداية الاصابة بالمرض، فإن المرض يزداد خطورة على المريض.
أما الدراسة الحالية في المملكة المتحدة والتي تشمل فحص 202638 إمرأة، يتراوح اعمارهم بين الـ50 سنة و 75 سنة وكانوا في مرحلة التشخيص ما بين 2001 و 2005 واللائي تم إختيارهن عشوائيا للفحص إما للفحص السنوي وحده أو مع الفحص السنوي مصاحباً له أختبار CA125 لفحص الدم مع التعرض لموجات الآشعة الفوق صوتية لمدة 10 سنوات.
وكانت النتائج الأولية لهذه الدراسة أوضحت أن مادة CA125 بتفاعلها مع الموجات الصوتية أدت إلى إكتشاف 90% من حالات الإصابة بسرطان المبيض في المجموعة المختارة عشوائياً للفحص، في حين ان الموجات الصوتية حددت وحدها 75% من حالات الإصابة بالسرطان التي تم الكشف عنها في هذه المجموعة.
ومعظم حالات سرطان المبيض التي تم اكتشافها في عينة الكشف العشوائية تلك كانت في مراحل مبكرة، ومع ذلك فإن فريق الفحص لم يقم بإعادة إختبار الفحص مرة اخرى أو القيام بعمليات جراحية لمتابعة المرض أو للتأكد فعلا من الإصابة بالمرض، ما يقرب من 35 عملية جراحية أُجريت للتأكد من الإصابة بمرض سرطان المبيض في حالة واحدة في مجموعة الفحص بالموجات الصوتية، في مقابل 3 عمليات جراحية للتأكد من الاصابة بسرطان المبيض في حالات الكشف السنوي المختارة عشوائيا.
ويقول الدكتور روبرت أ. سميث مدير فحوصات سرطان المبيض في جمعية السرطان الأمريكية أن النتائج النهائية للدراسة الحالية في المملكة المتحدة والتي سيتم إعلانها عن طريق المعهد الوطني للسرطان ستثبت ما إذا كان إختبار CA125 بالموجات الصوتية مفيد للفحص الروتيني عن مرض سرطان المبيض.
ويقول سميث " لقد ظللنا على مدى عقدين من الزمان نحاول إكتشاف الأساليب الفعالة لإستخدام اختبار CA125 والموجات الصوتية بصورة مؤثرة، وفي حالة إثبات تلك الدراسة أن الطريقة الجديدة لإستخدام تلك الأدوات مفيدة في اكتشاف المرض، فسيكون الفحص الروتيني بتلك الطريقة الجديدة مناسبا للمرأة في فترة ما بعد الطمث".