توقع إعلان "انفلونزا الخنازير" وباء عالمياً والسؤال: معتدل أم قاتل؟
وسط توقعات بإعلان منظمة الصحة العالمية تفشي "انفلونزا الخنازير" وباء عالمياً من الدرجة السادسة خلال أيام قليلة، تظهر العديد من التساؤلات حول الطريقة المتوقعة لانتشار المرض، وطبيعته التي يمكن أن تكون معتدلة، أو قاتلة لملايين البشر، فيما تكثر التساؤلات حول جدية حالة التأهب العالمي.
ويرى القائم بعمل مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا أن الفيروس الجديد يبدو مشابهة للغاية للانفلونزا الموسمية العادية، والتي نادراً ما تسبب الوفاة للبالغين الاصحاء، لكنه يمكن ان يسبب وفاة المسنين وضعاف الصحة.
ويصاب ما بين 3 و5 ملايين شخص بمرض شديد من جراء الانفلونزا الموسمية العادية في انحاء العالم كل عام، ويلاقي ما بين 250 الفا و500 الف حتفهم نتيجة اصابتهم به.
ويضيف فوكودا أنه لم يتضح بعد ما اذا كانت انفلونزا الخنازير ستتحول الى وباء معتدل ام حاد، مما يثير احتمال أن يكون للفيروس آثار اكثر خطورة مع استمراره في اختراق مجتمعات جديدة او مع تغير الظروف المناخية.
وتفشى وباء الانفلونزا 3 مرات في القرن العشرين في اعوام 1918 و1957 و1968. وعرفت باسماء الانفلونزا الاسبانية والاسيوية وانفلونزا هونغ كونغ على التوالي. ويقدر أن 50 مليون شخص لاقوا حتفهم عندما تفشى الوباء في المرة الاولى، ونحو مليونين في المرة الثانية وما بين مليون وثلاثة ملايين في المرة الثالثة.
ويشرح المتخصص في علم الكائنات الحية المجهرية بجامعة هونغ كونغ جوان يي أنه "في وباء عام 1918 كانت الموجة الاولى خفيفة لكن بحلول فصل الخريف قتلت الموجة الثانية الكثير من الاشخاص لهذا فاننا لا يمكن أن نعلم كيف سيتحول هذا الفيروس".
ويضاف "في هذه المرحلة الاحتمالات أن يكون خفيفاً. لكننا لا نستطيع استبعاد أن يصبح ضاريا. وحتى اذا اصبح اقل حدة سيظل بمقدوره التسبب في الوفاة وهذا يتوقف على نوعية الشخص الذي يصيبه".
ويخشى خبراء صحيون أن انفلونزا الخنازير ربما تكون خطرة بشكل خاص على المسنين وضعاف الصحة، خاصة من يعانون أمراضا تضعف جهاز المناعة مثل فيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز).
ومن بين المخاوف الخطيرة الاخرى انتشاره الى دول فقيرة تفتقر الى العاملين الطبيين ومخزونات العقاقير والتحاليل التشخيصية وحيث تسود أمراض المناطق الحارة وغيرها.
ويقول يي انه اذا امتد الى مصر او اندونيسيا حيث فيروس (اتش5 ان1) المسبب لانفلونزا الطيور متوطن فقد يتوحد مع ذلك الفيروس، "ويمكن أن يتحول الى (اتش5 ان1) قوي للغاية تكون قابليته للانتقال بين البشر شديدة حينذاك سنكون في مأزق وستكون مأساة".
اختلاف التأثيرات
وتسري عدة نظريات بشأن كيف يمكن أن تقتل انفلونزا الخنازير 176 شخصا في المكسيك، بينما تكون آثارها خفيفة وقابلة للتعامل معها في أماكن أخرى. فعلى الرغم من قتله العشرات في المكسيك مركز المرض، وسبب وفاة طفل مكسيكي في الولايات المتحدة، إلا أن الكثير من المصابين في دول أخرى تعافوا بشكل جيد، وكان الاسهال اكبر شكاواهم.
ويتكهن بعض الخبراء بأن الضحايا المكسيكيين لم يتلقوا رعاية طبية ملائمة، او عانوا من مضاعفات صحية أخرى مما جعلهم اكثر عرضة للخطر من جراء الانفلونزا.
وفي الوقت الحالي، فإن توجيهات منظمة الصحة العالمية للاشخاص الذين يشتبهون أنهم اصيبوا بانفلونزا الخنازير، هي نفس النصائح الخاصة بالرعاية في حالة الانفلونزا الموسمية.
وينصح قسم "أسئلة يتكرر طرحها" بشأن الفيروس على موقع المنظمة على شبكة الانترنت الاشخاص الذين يعانون ارتفاعا في درجة الحرارة، او سعالا، او احتقانا في الحلق بأن يستريحوا ويتناولوا الكثير من السوائل ويغسلوا ايديهم بشكل متكرر مع تجنب الذهاب الى العمل او المدرسة او التواجد في تجمعات بقدر الامكان.