النجمة الفرنسية كاترين دونوف تحمل حقيبة من صنع سجينات لبنانيات

كاترين دونوف في أحدي أعلانات حقائب لوي فيتون
كاترين دونوف في أحدي أعلانات حقائب لوي فيتون

"كاترين دونوف تبحث عن قلبها في بيروت". اثار هذا العنوان في احدى الصحف المحلية الفضول لدى قارئيه ، وزاد من الرغبة في معرفة خلفياته، صورة الممثلة الفرنسية الشهيرة الى جانب هذا العنوان.. فالممثلة الفرنسية المعروفة والتي كانت تقف امام عدسات المصورين وهي تبتسم ، ارتدت فستانا اسود وهي تحمل حقيبة يد سوداء كتب عليها بالعربية "اين قلبي".


لم تكن تلك الكتابات العربية فقط سر الاهتمام بحقيبة دونوف في خلال زيارتها الى بيروت لاطلاق فيلم شاركت في تصويره عن حرب تموز عام 2006 بين اسرائيل وحزب الله، فقد تبين ان حقيبة دونوف من صنع لبناني ومن مشغل لسجينات لبنانيات.

تقول سارة بيضون، وهي صاحبة فكرة انشاء مشغل لصناعة حقائب يد من قبل سجينات، ان منسقة ثياب الممثلة الفرنسية زارت المشغل ومعها فستان دونوف وطلبت حقيبة مناسبة له ، ثم اختارت تلك التي كتب عليها بالعربية "اين قلبي" ، واستمهلت صاحبة المتجر عدة ايام لان الممثلة الفرنسية ستختار حقيبة من بين مجموعة اعدت لها. لكن خيار دونوف وقع في النهاية على تلك الحقيبة.

نقطة البداية
قصة البداية تعود الى سنوات خلت كانت فيها سارة طالبة في احدى الجامعات الخاصة في بيروت وتعد اطروحة عن النساء المهمشات من ضمنهن النساء السجينات.

وعبر احد المراكز الاجتماعية التي تعنى بالنساء ،امضت سارة وقتا مع سجينات سابقات تبحث عن حياة ما بعد السجن، وعندما انتهت من اطروحتها فكرت بطريقة لمساعدتهن ، فكانت البداية في تصنيع اساور يد مع خمس سجينات في سجن بعبدا للنساء قرب العاصمة الللبنانية بيروت.

ثم قامت السجينات بتطريز اقمشة مع رسومات معينة تحولت بعد انتهائها الى حقائب يد نسائية، وعندما بيعت المجموعة الاولى المؤلفة من اثنتي عشرة حقيبة وبرز طلب عليها اتسعت دائرة العاملات في السجن وباتت تشمل اكثر من اربعين سجينة.

كانت سارة تقصد سجن النساء ثلاث مرات في الاسبوع، تنقل الاقمشة مع الخرز وتعود لاخذها جاهزة للتحول الى حقيبة. فيما بعد أصبحت بعض السجينات اللاتي كن يخرجن من السجن يعملن في مشغل سارة كمشرفات على مجموعات عمل كبر عددها مع اتساع الطلب وبدء التصدير الى الخارج.

اجتذاب المشاهير
لم تكن قصة كاترين دونوف الاولى مع " حقيبة سارة " فقد سبق للملكة رانيا ملكة الاردن ان حملت احدى تلك الحقائب وبمحض صدفة كما تقول سارة، حيث قصدت احدى صديقات الملكة المحل لشراء هدية لرانيا، وطلبت من سارة ان تكتب على ورقة وضعتها في الحقيبة بعد شرائها، انها صناعة يدوية لسجينات لبنانيات. يومها لم تكن حقائب سارة، كما هو الحال اليوم، تحمل تلك الورقة التي تشرح مصدر تلك الحقيبة " لان المشروع كان في بداياته.

لم تفكر سارة ان الملكة ستحمل تلك الحقيبة المطرزة بعبارة " على قدر اهل العزم تأتي العزائم" لكن المفاجأة كانت عندما اتصلت صديقة سارة بها واسمها سارة ايضا وتعمل معها في المشغل، وطلبت منها وضع جهاز التلفاز على شاشة اليورونيوز لان الملكة رانيا ظهرت بينما كانت تشارك في عرس ولي عهد اسبانيا وهي تحمل تلك الحقيبة.

يومها ، حصدت الملكة رانيا اهتماما اعلاميا كبيرا ونالت حصة من التعليقات على ما ارتدته في مجلات عالمية منها مجلة فوغ. ذكر يومها ان فستانها من ماركة شانيل لكن احدا لم يعلق على الحقيبة لان اسم مصدرها كان في حينه غير معروف. طلبت سارة تلك الصورة من مكتب الملكة وارسلتها الى وسائل الاعلام مع بيان يشرح كيفية صناعتها مرفقا بعبارة "نحن فخورون ونتمنى ان تكونوا فخورين مثلنا".

نشر البيان في العديد من الصحف والمجلات وظهرت سارة على تلك الوسائل تشرح مشروعها الذي بات اليوم اقرب الى مؤسسة تصنع حقائب من التطريز الذي تشتهر به السجينات ومن قماش حمل بعضه صور ام كلثوم وحط مؤخرا في معهد العالم العربي خلال الاحتفالية الخاصة باشهر المغنيات العربيات. في البداية كانت حصيلة العمل اليومي عشرين حقيبة اما اليوم فباتت بالعشرات، تعرض في اكثر من نقطة بيع في بيروت والبلاد العربية وبقية أنحاء العالم.