دعوات لحظر جمعية شواذ مغربية لنيتها مناقشة "تطوير الحياة الجنسية"
أعلنت جمعية مغربية خاصة بالمثليين جنسياً عن تنظيم أول ندوة لها بعنوان "الجندرية والجسمانية"، وهو ما أثار ردود فعل دينية واجتماعية غاضبة في البلاد، وصلت لحد المطالبة بحظر التنظيم، ومنع نشاطه.
وأوضحت منسقة الإعلام والمنشورات في جمعية "كيف كيف" مريم بنعبد الله، في تصريح لـ"العربية.نت" الثلاثاء 17-3-2009، أن الندوة ستناقش المشاكل الجنسية في المجتمع المغربي، والتي يخجل أصحابها من الحديث عنها بشكل علني، لاعتبارات اجتماعية ودينية.
وأشارت إلى أن الندوة، التي ستعقد في منتصف ابريل القادم، ستكون "مجرد ندوة صغيرة، يلتقي فيها مقررون ومحاضرون لاستعراض وجهات نظرهم حول كيفية تطوير المغاربة لحياتهم الجنسية"، نافية أي تمويل أو مساعدة من طرف أي جمعية مغربية أو أجنبية.
وحول ردود الفعل الغاضبة على الندوة المزمعة، أكدت بنعبد الله أن الجمعية تستفيد من "الحق في التجمع" الذي يضمنه لهم القانون المغربي، مشيرة، في الوقت عينه، إلى أنه سيتم "تناول مواضيع الندوة بقدر كبير من الحذر، ولن نبحث لا عن مواجهة ولا عن استفزاز لأي أحد".
إضرار بصورة المغرب
إلا أن مراقبين مغاربة أكدوا أن المجتمع والسلطات الأمنية لن يسمحا للجمعية بتنظيم أي نشاط، لأن في ذلك "ضرراً كبيراً بصورة المغرب الإسلامي".
واتهم الباحث المغربي في المسألة الجنسية الحسن السرات الجمعية بالارتباط بجهات خارجية، معتبراً أن "الشواذ المغاربة أصغر من أن ينظموا أي شيء إلا بدعم وتشجيع وضغط أجنبي، خاصة من المنظمات الشاذة والحقوقية الإسبانية والبريطانية".
ويشرح "عندما اتضح أمر خلية تطوان منذ 4 سنوات، أقامت المنظمات الشاذة الإسبانية الدنيا من أجلهم، وكذلك الحال في قضية زواج الشواذ بالقصر الكبير"، مضيفاً: "كأن التنظيم الدولي للشواذ والسحاقيات فوض شواذ إسبانيا وكلفهم بمتابعة ملف المغرب".
واعتبر السرات، في حديث لـ"العربية نت"، أنها "معركة بين السلطات المغربية وهذا التنظيم الدولي ومناصريه الغربيين، فمن طرقهم في العمل تحقيق اختراق إعلامي ودبلوماسي وثقافي، وقد فشلوا في الأخير بسبب الميراث الديني لدى المغاربة وتصوراتهم عن اللواط وتاريخه ولعنته".
ويستدرك "لكنهم استطاعوا، بدعم أجنبي وداخلي، الإطلالة على المغاربة، من خلال القناة التلفزيونية الثانية التي استضافت كاتباً شاذاً، ومن خلال جريدة "الصباح" التي استضافت منسق منظمتهم".
ورأى أن السلطات المغربية "في وضع حرج جداً، فهي تخشى من الضغط الأوروبي، وأيضاً من رد فعل المجتمع المغربي المحافظ، رغم الانحلال الظاهر عليه، واحتفالية زواج الشواذ في القصر الكبير شاهد على ذلك".
توقع الحظر
وتوقع الباحث المغربي أن تمنع السلطات أي نشاط للشواذ، "لأن في ذلك ضرراً كبيراً بصورة المغرب الإسلامي وإمارة المؤمنين".
إذ "لا يعقل أن يظهر الغيرة الواضحة على المذهب المالكي وعلى المذهب السني وهو يقطع علاقاته مع إيران بتهمة تشجيعها للتشيع ورعايته بالمغرب، في حين يغض الطرف عن الشذوذ الجنسي"، بحسب ما يضيف.
ووافق رئيس المجلس العلمي لوجدة (شرق) الدكتور مصطفى بنحمزة، على استبعاد سماح السلطات للجمعية بتنظيم الندوة المفترضة، "وهو أمر بعيد جداً وغير مُتَصور"، على حد تعبيره.
واعتبر بنحمزة الإعلان بمثابة "ترويج إعلامي" فقط، من أجل إثارة الانتباه إليهم ومحاولة إيجاد إمكانيات محتملة لتطبيع المجتمع المغربي معهم"، مضيفاً أن هؤلاء أشخاص مرفوضون داخل المجتمع، وحتى السلطات المغربية لن تسمح لهم بتنظيم ندوتهم مراعاة للطبيعة المحافظة للمغاربة وهويتهم الإسلامية".