الأزمة المالية تنعش سوق "البويضات".. والأرباح تتجاوز 7 مليارات دولار
فتح المزاد، سعر البويضة يبدأ من 6 آلاف دولار، حسب المواصفات. الآن في السوبر ماركت يمكنك اختيار بويضة من الكتالوج.. إنها صناعة المواليد التي أصبحت تجارة رائجة يتوقع أن تتجاوز حجمها 7 مليارات دولار.
وأشارت إحصاءات حديثة إلى أن الأزمة المالية أنعشت تجارة البويضات في الدول الغربية، وزاد الإقبال على أكثر من 450 مركزا لبيع البويضات.ففي عيادة التخصيب -في شمال شرق واشنطن- يعمل الدكتور صفا رفقة، اختصاصي بمجال التوليد وأطفال الأنابيب في هذا المجال منذ 30 عاما، ويقوم بتخصيب نحو 700 طفل أنبوب سنويّا، وهي رائدة في عمليات التخصيب، وتشهد موجة إقبال متعاظمة.
وقال دكتور رفقه لبرنامج صباح الخير يا عرب اليوم الأحد: الـ8 من مارس: "المرأة التي تعطي بويضاتها للمركز تأخذ مقابل ذلك أموالا، ولكنها بالإضافة للجانب المادي يكون عندها استعداد اجتماعي للتبرع لإدخال البهجة والسعادة على المرأة والرجل اللذين يحلمان بطفل".
لكن -في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، فإن- الثمن الذي يدفع لهذه البويضات -وهو ما يقرب من 6 آلاف دولار أمريكي- أصبح مغريا لكثيرات.
وتقول جني فاير -ذات الأربعة والعشرين ربيعا، وواحدة من تلكم النسوة، وقد جاءت لتبيع بويضاتها- لنادية البلبيسي مراسلة صباح الخير يا عرب في واشنطن، إنها جاءت للمركز لكي تبيع بويضتها؛ لأنها تحتاج للمال، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تشعر بسعادة بالغة بأنها "تهب هدية الحياة لمن يريدها".
الديون تحملها على بيع بويضاتها
وأضافت: "بالتأكيد أنا فائزة من جميع الجوانب، فأنا أعاني من الديون الجامعية وديون بطاقة الائتمان؛ لذلك فالأموال تساعدني كثيرا، ولكن المتطلبات كثيرة، فأنا أجري هنا فحوصا منذ شهر أغسطس الماضي".
وتقول منظمات التخصيب في الولايات المتحدة: إن هناك اهتماما في طلبات الحصول على معلومات للتبرع بالبويضات منذ عام 2008، وقد وصلت إلى 40% في ولاية إيلينوي.
وإحصاءات مركز رفقة يقول: إن نسبة الإقبال زادت عليه مقارنة بالعام 2008، بنسبة 20% على الأقل.
وحول الشروط الواجب توافرها في المتبرعة، يقول دكتور صفا رفقه، نحن نشترط أن تكون المتبرعة تحت سن الثلاثين، وتكون هرموناتها طبيعية، ويحبذ أن تكون أنجبت سابقا، كدليل على أن بويضتها قادرة على أن تلقح.
وبعد ذلك يتم إجراء فحوصات عديدة عليهن؛ من الإيدز وحتى كل الأمراض التناسلية، وكذلك كل الفحوصات الممكن عملها لنعرف إذا ما كانت مريضة أم سليمة 100%.وتلجأ عيادات التبويض في العادة إلى الإعلان عبر الراديو أو الجامعات، ولكن الدكتور رفقة يقول: إن عيادته ليست بحاجة لدعاية؛ نظرا لأنها معروفة ونسبة المتعلمين في العاصمة الأمريكية مرتفعة جدّا.
الطب والشرع يرفضان
وعن الجانب الشرعي والدين في تلك القضية، يقول الشيخ علي ونيس -الباحث بدار الإفتاء المصرية لبرنامج صباح الخير يا عرب-: "لا بد أن نعلم أن الشرع حث على حفظ النسل، وذلك يقتضي الإبقاء عليه متسلسلا بصورة طبيعية دون أن يحدث ما يعطله أو يكدره أو يسيء إليه".
واعتبر أن البويضة من المرأة مع الحيوان المنوي من الرجل يؤديان إلى نتاج الإنسان، ولكن الإئتيان ببويضة من غير الزوجة أو من غير الحيوان المنوي بالنسبة للزوج، يؤدي إلى اختلاط الأنساب؛ حيث تحمل الصفات الوراثية في الآباء والأجداد، ولذلك الحكم المبدئي على هذه العملية هو الحرمة هو ما اتفق عليه علماء الأمة في هذا العصر.
وشدد الشيخ علي ونيس على أن الله لم يشرع الإنجاب سوى عن طريق واحد هو الزواج.ومن الناحية الطبية وإمكانية وجود آثار سلبية على المرأة المتبرعة أو الحاضنة، تقول هيلينا تايلر اختصاصية نساء وتوليد -لبرنامج صباح الخير يا عرب-: "ليس هناك أي تأثير على المرأة الحاضنة للبويضة، أما بالنسبة للمتبرعة فيقال أنه على المدي البعيد، فإن التبرع بالبويضات يزيد نسبة الإصابة بسرطان المبيض، وعلى المدى القريب يؤثر ذلك على الهرمونات ويحدث اختلال بها".
وبجانب تحذير الدكتورة هيلينا من انتشار أمراض وراثية لا نعرفها في المسبقل من بيع البويضات، حذرت أيضا من وجود جانب أخلاقي؛ حيث إن الفتاة اليافعة في الجامعة تتبرع بأكثر من نحو 20 بويضة يتم توزيعها على أكثر من 6 نساء، ويكون نتاج ذلك أن كل الأطفال للسيدات الست إخوة وأخوات، فهذه كارثة أخلاقية، ولذلك في ألمانيا يتم منع بيع البويضات، أما في فرنسا وإنكلترا، فهناك قيود صارمة على بيع البويضات.
وأعربت ضيفة صباح الخير يا عرب عن الخوف الشديد من عدم وجود رقابة في بعض الدول على هذا النوع من التجارة، وخاصة في إسبانيا التي أصبحت مثل السوبر ماركت؛ تنتقي منها الصفات التي تريديها.