في عالم الجمال الإنترنت .. الوسيلة الجديدة لتشكيل الأذواق

تمنح المجلات  الالكترونية القراء القدرة على الاطلاع بسرعة على المعلومات خاصة بالنسبة للمولعين بتعقب أحدث الصيحات في عالم الموضة.
تمنح المجلات الالكترونية القراء القدرة على الاطلاع بسرعة على المعلومات خاصة بالنسبة للمولعين بتعقب أحدث الصيحات في عالم الموضة.

عالم جديد يفتح أبوابه للمولعين بالموضة وجهات الاعلان بدأت من التحول إلى الانترنت لانها ارخص من حيث التكلفة


بعد نزهة عائلية قامت بها على امتداد عدة أيام في أوريجون، تعمدت كارين سنيدر، ان تقتنص بعض اللحظات وتنفرد بنفسها بعيداً عن أطفالها، وفتحت جهاز الحاسب الآلي المحمول الخاص بها.

ورغم أن سنيدر، التي تملك صالة عرض فنية في سان فرانسيسكو، لا تعد من الأفراد المطلعين على ما يدور داخل كواليس عالم الموضة والأزياء، فإنها مولعة بمتابعة أخباره.

وسعياً منها لإرضاء هذه الرغبة، تستعين بعدد من المجلات المعنية بالموضة على شبكة الانترنت، وهي عبارة عن مواقع تُعنى بالقراء، أمثال سنيدر، الذين يبدو أنهم لا يملون مطلقاً من تتبع أخبار أحدث الصيحات.

ومن الواضح أن هذه المواقع جرى تصميمها بحيث تشبه المجلات الشهيرة المعنية بعالم الموضة، وهو ما انعكس على أسمائها مثل Hintmag.com وFashion156.com وGlossmag.ca.

وبالفعل، نجحت هذه المواقع في اجتذاب قراء من مختلف أنحاء العالم تقدر أعدادهم بمئات الآلاف.

بيد أنه على خلاف الحال مع منافسيها من المجلات المطبوعة، توجد تلك المجلات الالكترونية على شبكة الانترنت بصورة حصرية، ويجري تحديث محتوياتها بصورة أسبوعية، بل أحياناً يومية، وتبث في القراء شعوراً بأنهم يشكلون جماعة ذات مصالح وأهداف مشتركة، الأمر الذي تعجز المجلات الشهرية التقليدية عن تحقيقه.

والجاذبية الملموسة التي تفتقر إليها هذه المجلات يتم تعويضها من خلال أدوات المالتيميديا القائمة على الصور والموسيقى والمقاطع المصورة وتوفير إمكانية طرح التعليقات.

ورغم أن هذه المواقع من غير المتوقع أن تتمكن قريباً من تحقيق أرباح على مستوى تلك التي تحظى بها المجلات التقليدية الشهيرة، مثل «إيل» و«فوغ»، فإنها بدأت بالفعل في اجتذاب الإعلانات.

على سبيل المثال، يطرح موقع Luxuryculture.com، الذي يتخذ من باريس مقراً له، مقالا خاصا يمتد لعدة صفحات عن أوريلي بيدرمان، مصمم المجوهرات.

من جانبه، أشار عمران أحمد، ناشر Business of Fashion، وهو موقع إخباري على شبكة الانترنت، إلى أن: «الأفراد لا يزال يروق لهم قلب الصفحات ومشاهدة صور رائعة على الورق»، لكنه استطرد موضحاً أن المجلات على شبكة الانترنت «قد تكون أكثر ديناميكية بكثير، وتغير محتوياتها بصورة أسرع وخلق حوار بين مجموعة من الأشخاص يربط بينهم الاهتمام بموضوع ما وتشجيعهم على التفاعل في ما بينهم».

ومن الواضح أن قدرة المجلات الالكترونية على منح القراء قدرة على الاطلاع بسرعة على المعلومات تضفي عليها ميزة خاصة بالنسبة للمولعين بتعقب أحدث الصيحات في عالم الموضة.

وفي هذا الإطار، أعرب سمير أرورا، الرئيس التنفيذي لشركة «جلام ميديا»، التي تضع إعلانات على موقع glam.com، عن اعتقاده بأن: «هؤلاء الأفراد يتميزون بتأثير كبير، وقد انتقلوا إلى شبكة الانترنت. وتعد أذواقهم العنصر الذي يعيد رسم مستقبل الموضة والشبكة».

ويتمثل التحدي الأكبر أمام المجلات الالكترونية الموجودة على شبكة الانترنت في كيفية الوصول إلى سبل للوصول إلى هؤلاء الأشخاص.

 وتناضل هذه المواقع من أجل إضفاء طابع خاص عليها يميزها عن العدد الهائل من المواقع الأخرى الموجودة على شبكة الانترنت.

على هذا الصعيد، أشار جو مانديز، رئيس تحرير MediaPost.com، وهي إصدار الكتروني تجاري، إلى أن شبكة الانترنت باتت: «عالما مشوشا للغاية في الوقت الحاضر، فكل الأمور اختلطت ببعضها بعضا»، وأضاف أن المواقع والمدونات تعمل على دمج نمط الصور والأشرطة التي ظلت على امتداد فترة طويلة حكراً على وسائل الإعلام المطبوعة أو التلفزيونية.

ومن أجل الوصول إلى التميز، يتعين على أي مجلة الكترونية على شبكة الانترنت تقديم محتويات مميزة، مع الالتزام في الوقت ذاته بتصميم مألوف.

في هذا الصدد، أكد لي كارتر، مؤسس ورئيس تحرير Hintmag.com، أنه: «رغبنا في أن يدرك الناس أن الموقع يشبه أي مجلة متخصصة في الموضة».

وعليه، عمد الموقع الذي بدأ العمل فيه منذ عقد مضى، إلى تحويل نفسه من موقع يعج بالقيل والقال إلى أشبه بمجلة فعلية متخصصة في الموضة تقوم على محتوى يشبه ما يرد بمجلة «نيلون».

وأورد الموقع لقاءً مطولاً، يقترب من حجم مجلة مطبوعة، مع مصمم الجرافيك فابيان بارون، تناول فيه بالتفصيل «الإغراء الصامت الذي يشعر به أي شخص يلتقي مادونا للمرة الأولى».

والقليل من المجلات الالكترونية جعل التسوق محور الاهتمام الرئيس لها. على سبيل المثال، تعرض net-a-porter.com، وهي عبارة عن فهرس أسبوعي يصدر في صورة مجلة، أخبار أحدث الصيحات، وكان من بينها تناولها في عددها الصادر في 30 يوليو (تموز)، الألوان الجديدة المرتبطة بهذا الخريف.

 كما توفر المجلة لمتصفحيها شراء ملابس من محلات ومصممين من كل أنحاء العالم، من خلال النقر عليه مباشرة.

أما موقع Iconique.com فيعرض الأعمال الخاصة بالمصممين والمصورين الجدد، إضافة إلى بعض المصممين الناشئين.

كذلك الحال أيضاً مع موقع Fashion156.com، الذي يتخذ من لندن مقراً له ويعرض العديد من الوجوه الجديدة بمجال التصميم.

 وفي هذا الإطار، أكد جاي هيبويل، مؤسس ورئيس تحرير المجلة، أن: «الهدف الرئيس لمجلتنا يتمثل في توفير قاعدة لإطلاق المواهب الناشئة».

وعلى النقيض من المجلات التقليدية التي تحدد محتوياتها قبل الطبع بشهور، باستطاعة المجلات الالكترونية تحديث محتوياتها بصورة تكاد تكون فورية.

جدير بالذكر أن مجلة Fashion156.com، بدأت عملها منذ عامين، ويجري نشرها كل 12 يوما ويصل عدد قرائها إلى حوالي 250.000 شخص، رغم أنه في بداية الأمر جرى تصميمها بحيث تخدم 40.000 قارئ فقط.

ورفض هيبويل الكشف عن تكلفة الإصدار الواحد، لكنه اعترف بأنه يعرض على المساهمين رسوما رمزية وروابط على الشبكة مقابل العمل.

 إلا أنه بطبيعة الحال يعمل من دون تكبد التكاليف الهائلة الخاصة بالعقارات والطبع والتوزيع. ومع أن مواقع المجلات الالكترونية تتنامى بدرجة بالغة، فإنها غالباً ما تختفي في غضون بضعة أسابيع، ما يجعل من الصعب تحديد أعداد هذه المواقع.

وتناضل بعض هذه المواقع من أجل تحقيق عائد، لكن القليل منها ينجح في اجتذاب جهات إعلانية، مثل «نيمان ماركوس» و«تيفاني» و«لانكوم».

وتدفع هذه الجهات ما يتراوح بين 10.000 و50.000 للترويج لمنتجاتها من خلال المجلات الالكترونية. ومثلما أوضح مانديز، وأقرانه، أن جهات الإعلان بدأت في التحول بأنظارها تجاه شبكة الانترنت لأنها أرخص من حيث التكلفة.

يذكر أن شركة «غوتشي» دفعت 50.000 دولار كي تفوز حصرياً برعاية حملة تمتد خلال ثلاثة أشهر في الخريف على موقع Hintmag.com، بينما تتراوح تكلفة الحصول على صفحة إعلانية واحدة بمجلات الموضة الشهيرة ما بين 60.000 و110.000 دولار، مع العلم ان نتائج الإعلان على شبكة الانترنت يمكن تقديرها بصورة أسرع، حيث يمكن قياس حركة المرور والمبيعات من خلال عدد نقرات القراء على الروابط التي تنقل إلى مواقع الشبكة الخاصة بالجهات التسويقية.

وطبقاً لشركة «كومسكور ميديا متريكس»، فإن الإعلانات عادة ما يتم وضعها على مجموعة من المواقع من خلال شبكات «رأسية» تزداد منافسة وقوة بمرور الوقت، مثل «أدبرايت» و«أدسيزجن» و«جلام ميديا»، وهي كيانات بالغة الضخامة تقوم بتشغيل ما يزيد على 600 موقع وقرابة 77 مليون زائر بمختلف أنحاء العالم شهرياً.