عدوى تصيب الطفل في مقتبل عمره .. تعرفي عليها
كشفت دراسة عن عدوى تصيب الأطفال بسنوات عمرهم الأولى، وتتسبب في دفعهم إلى ارتكاب جرائم عنيفة بعد مرحلة البلوغ.
واعتمدت الدراسة التي أجرها معهد كارولينسكا، بالعاصمة السويدية ستوكهولم، على نتائج فحص شمل أكثر من 2.2 مليون شخص، وتوصلت إلى أن عدوى الجهاز العصبي المركزي، التي تصيب الأطفال في مقتبل حياتهم تجعلهم أكثر عرضة بنسبة 20% لارتكاب جرائم في مراحل لاحقة من العمر، وفقًا لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية.
وأوضح الباحثون أن عدوى الجهاز العصبي المركزي تتضمن التهاب السحايا والتهاب الدماغ وفيروس الهربس الذي يحتمل أن يتسبب في قروح؛ حيث تؤثر العدوى المشار إليها على الجهاز المناعي، ما يرفع احتمالات حدوث الالتهابات، فضلًا عن تأثير مماثل على تطور مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العدوان والعنف، وهو ما تظهر آثاره على المدى البعيد.
وتابعت الدارسة، أن تأثير السلوك العنيف الناجم عن العوامل الوراثية أو البيئة المحيطة، لا يزال سببًا للجدل على المستوى العلمي، مرجحين ربط العدوى التي يُصاب بها الطفل في سن مبكرة بالإصابة بأمراض أخرى، مثل العمى والصمم وحتى الإعاقات الذهنية وضعف الإدراك.
وتعد النتائج التي توصل الباحثون لنتائج الدراسات السابقة، والتي لم تتناول ما إذا كانت التهابات الدماغ في مرحلة الطفولة ترتبط بارتكاب أعمال إجرامية عنيفة عند البلوغ من عدمه؛ حيث عكف الفريق البحثي على تحليل أكثر من مليونين و200 ألف شخص ولدوا في السويد بين عامي 1973 و1995، وفحصوا السجلات الطبية للمشاركين في البحث؛ لتحديد عدد الإصابات التي تعرضوا لها قبل بلوغهم سن الـ 14 من العمر.
وعقد الفريق البحثي مقارنة بين النتائج التي جمعها وبين أي إدانات مدرجة في سجل الجرائم التي تم تنفيذها في الفترة بين سن 15 و38 عامًا، وتبين أن المشاركين الذين خضعوا للعلاج بالمستشفيات جراء العدوى في مرحلة الطفولة، كانوا أكثر عرضة بنسبة 14%؛ لإدانتهم بارتكاب جرائم عنيفة في فترات لاحقة من العمر، بينما رفعت العدوى التي حدثت خلال السنة الأولى من العمر نسبة الخطر إلى 20%، وهو ما يدعم حقيقة طبية مفادها (أن العام الأول من عمر الطفل يشكل الفترة الأهم في نمو الدماغ).