تجربة دواء ضد عدوى الإيدز تظهر نتائج واعدة
أظهرت التجارب الإكلينيكية أن دواء فايريد -وهو الاسم التجاري لمركب تينوفوفير- قد أعطى نتائج واعدة كعلاج آمن وفاعل في الوقاية من الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
وقد بينت نتائج التجارب التي أجريت في أفريقيا أن عدد الذين أصيبوا بفيروس المرض من بين الذين تعاطوا الدواء كان أقل من عدد المصابين الذين تناولوا دواء وهميا (بلاسيبو). ورغم أن عدد الذين أصيبوا بالفيروس من كلتا المجموعتين كان صغيرا بما لا يعطي مقارنة حاسمة، يقول الباحثون إن النتائج مشجعة جدا.
تأثير وقائي
وإذا ما أكدت تجارب إكلينيكية إضافية فعالية هذا الدواء فسيصبح فايريد سلاحا قويا ضد انتشار فيروس إتش.آي.في المسبب لمرض الإيدز.
وكانت جهود مكافحة انتشار المرض قد تنوعت على جبهات عدة، مثل نشر استخدام العازل الطبي، والامتناع عن العلاقات الجنسية المشبوهة، واستخدام دهن (جيل) طبي وقائي، وإتاحة العلاجات القائمة لمزيد من المرضى.
ويتفق معظم خبراء الصحة على أن لقاحا مضادا لفيروس الإيدز سيكون أفضل وسيلة لوقف انتشاره. ولكن ليس هناك من لقاح للمرض حتى الآن، بينما يصاب بعدوى الفيروس نحو 5 ملايين شخص سنويا.
ويستخدم فايريد حاليا لعلاج المرضى المصابين بالإيدز. وقد أظهرت التجارب على الحيوانات أنه قد يكون له دور في الوقاية من العدوى، بما يمنع الفيروس من الانتقال إلى الجسم في المقام الأول.
وكانت التجربة الإكلينيكية الأحدث قد أجرتها مؤسسة "الصحة العائلية الدولية" بمشاركة 859 امرأة، كثير منهن مومسات. ولم تكن أي منهن مصابة بفيروس الإيدز في بداية التجربة. وتم تقسيمهن عشوائيا إلى مجموعتين: 427 مشاركة تلقت دواء فايريد حقيقيا بينما تلقت 432 مشاركة علاجا وهميا. كما تلقين جميعا استشارات صحية جنسية وتزودن بعوازل طبية.
تجارب إضافية
ووجد الباحثون أن استخدام الدواء آمن، وبعد 6 أشهر أسفرت التجربة عن إصابة امرأتين من المجموعة التي تعاطت الدواء، وإصابة 6 نساء من مجموعة العلاج الوهمي بفيروس الإيدز.
ورغم أن النتائج مشجعة جدا فقد أكد الباحثون أنه من غير المناسب استخلاص نتائج راسخة من الأرقام الصغيرة لمعطيات التجربة. وهناك دراسات أخرى حول هذا الدواء تجرى أو يخطط لها في أماكن مختلفة من العالم، وستنشر نتائج بعضها نهاية العام القادم.
ونوه الباحثون إلى أن تزويد مجموعة النساء - اللاتي تلقين علاجا وهميا- باستشارات حول الصحة الجنسية وعوازل طبية قد انخفضت فيها نسبة الإصابة بعدوى فيروس الإيدز بنسبة 50% مقارنة بنسبة الإصابة المعتادة.
يذكر أن نتائج هذه التجربة قدمت في المؤتمر الدولي السادس عشر حول الإيدز المنعقد حاليا بمدينة تورونتو الكندية، وعرضت خلاصتها شبكة "أخبار الطب اليوم".