كم مرة تتغير براعم التذوق لديك؟

نشعر في كثير من الأحيان بعدم الرغبة في تناول طعام معين كنا نفضله فيما سبق ولا نعلم السر وراء ذلك، ولكن الحقيقة أن السر هو براعم التذوق وتغيرها من وقت لآخر، فهيا لنتعرف على كل التفاصيل.


أولا: ماهي براعم التذوق؟
الحقيقة المضحكة هي أنه لا يمكنك رؤية براعم التذوق لديك، وهي الانتفاخات الصغيرة الموجودة فوق لسانك ويطلق عليها الحليمات، وبما أنها تحتوي على براعم التذوق، فهي تساعد في عملية المضغ والتحدث وتنظيف الفم.

وتنتشر براعم التذوق في جميع أنحاء الفم وليس في اللسان فقط، فهناك الكثير منها، وتتكون كل واحدة من براعم التذوق من حوالي 50 إلى 100 خلية مهمتها تذوق طعامك قبل ابتلاعه، وبمجرد أن يتحلل الطعام بواسطة اللعاب، تعمل هذه البراعم على تنشيط مستقبلات توجد على أطراف الخلايا التي يمكنها التمييز بين الحلو والمالح والحامض وغيرها، وبعد ذلك ترسل تلك المستقبلات إشارة للمخ لتحديد النكهة الفعلية التي يتذوقها الشخص.

إذن هل تتغير براعم التذوق؟ ولو أن هذا صحيح فكم مرة تتغير؟
تموت براعم التذوق وتتجدد كل بضعة أسابيع، وأحيانا يحدث ذلك كثيرا بسبب وضعهم الضعيف في الفم؛ خاصة في كل مرة تتعرضين للحرق أو عض لسانك فأنت تقتلين المزيد من براعم التذوق، ولحسن الحظ تعود وتنمو مرة أخرى؛ لهذا تواجهين بعض الأيام القليلة دون قدرة على تذوق مذاق القهوة الحلو بعد تعرض لسانك لشيء حارق.

ويلعب العمر دورا في عدد مرات تغير براعم التذوق وسرعة ذلك، فمع التقدم في العمر، تتجدد خلايا براعم التذوق ببطء ويشمل ذلك مستقبلات التذوق والرائحة؛ مما يؤدي إلى فقدان أساسي في براعم التذوق بمجرد التقدم في العمر.

لكن متى يحدث ذلك بالتحديد؟
لم يؤكد شيء حتى الآن، لكن بعض الأبحاث توضح أن تغير أو فقدان التذوق يبدأ مع فترة الستينات من العمر تقريبا، وقد تموت براعم التذوق بسبب ظروف خارجية مثل تعاطي بعض الأدوية أو الخضوع للمواد أو العلاج الكيميائي أو الإشعاع، لكن يجب أن تستعيد نفسها بمجرد الانتهاء من فترة العلاج.

لكن ماذا عن حب أو كره أطعمة جديدة؟ ما الجديد في ذلك؟
لهذا علاقة تفوق براعم التذوق، فهي تساعدك على التذوق، لكنها لا تملي عليك ما تحبين أو تكرهين من أطعمة، حيث تلعب حاسة الشم دورا في عملية التذوق أيضا، وذلك من خلال المساعدة في تحديد النكهة، وهذا يختلف عن المذاق، فهي عملية متعددة الحواس يصدرها المخ، وهي أحاسيس متنوعة مثل التذوق والرائحة والصوت.

ومع أن لكل شخص حساسية مشابهة للعديد من الأطعمة الأساسية، إلا أن كل شخص ينمي مفضلات خاصة به مع مرور العديد من السنين، معتمدا على عوامل أخرى، مثل العادات والتنشئة والثقافة والذكريات والحالة، فقد يكبر الشخص وهو يكره السالمون على سبيل المثال لأنه قد عانى من ألم بالمعدة بعد تناوله لمرة واحدة، لذلك أنت تربطينه بالغثيان.

وتؤثر تلك العوامل على كرهك لطعام معين بينما تجدين أختك تفضله،هذا لأن خبراتكم مع نفس الطعام تختلف من شخص لآخر.

لكن لا يعني ذلك أنك ستظلين تكرهين أنواعًا معينة من الأطعمة للأبد، فيمكنك إعادة تدريب مخك على حب مذاق معين من خلال تناوله بشكل متكرر، ويمكنك فقط أقلمة حاسة التذوق لديك على حب شيء جديد أو حب شيء كنت تكرهينه فيما سبق، ويمكنك حتى تغيير هذه الحاسة لبدء كره شيء ما.

ولنأخذ السكر كمثال، فلو كنت تحاولين مؤخرا التوقف عن تناول الصودا وإخراجها من نظامك الغذائي تماما، فإنك بعد فترة قصيرة تجدين أن رشفة واحدة منها تشعرك بأنها شديدة السكرية.

وخلاصة القول
تتجدد براعم التذوق لديك كل عدة أسابيع، كما أن تغير طريقة تفكيرك ونظرتك الشخصية تحقق المزيد من التأثير على حبك أو كرهك لطعام جديد.