بركان أبيض "يخطف القلوب" في السعودية .. وناسا تعلق
يتمدد بركان الجبل الأبيض كالفراشة على منطقة شديدة السواد في حرة خيبر السعودية، ليشكل أخاديد جيولوجية غريبة الأشكال، نتيجة انفجارات طالت هذا البركان قبل آلاف السنين.
وقد أصبح اليوم "إحدى المناطق النادرة على كوكب الأرض"، كما علقت وكالة "ناسا" مؤخراً على مجموعة من الصور الخلابة، التي تسحر الأنظار.
أحد منابع الحياة.. وبركان خامد منذ آلاف السنين
يقع الجبل الأبيض مع فوهاته البركانية المتعددة في حرة خيبر، المنطقة التي تفصل بين المدينة المنورة وحائل، وتمتد لمنطقة حائل، ومن حواف الحرة شديدة الوعورة في خيبر، تقف فوهة الجبل الأبيض، أحد منابع الحياة، كما يسميها بعض الجيولوجيين، حيث تتجمع مياه وادي الرمة الشهيرة الذي يمتد شرقا على مسافة 800 كلم، ليتوقف برمال القصيم الشرقية قرب الثويرات.
ويحظى الجبل الأبيض أو فوهة البركان الخامد منذ آلاف السنين بمتابعة ومشاهدات الرحالة من مختلف أنحاء السعودية والخليج، حيث لا تخلو جنبات البركان الشهير من مبيت رحالة أو محب للطبيعة خصوصاً في فصل الشتاء.
ويفضل محبو الرحلات السير على الفوهة العملاقة الخامدة، والتقاط الصور لهذا المنظر المختلف عن البراكين الأخرى في السعودية والتي يصل عددها إلى أكثر من 2000 فوهة بركانية خامدة.
لون مميز
وبحسب الدكتور عبدالعزيز بن لعبون، أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود وأحد الناشطين في الأبحاث الجيولوجية في السعودية، فإن تلون هذا البركان بهذا الشكل المميز ناجم عن انفجار هائل أخرج منه غازات ورمادا تحتوي على مادة السيليكون، شكلت لونه الفاتح.
أوشار ابن لعبون إلى "أن فوهة الجبل الأبيض نادرة ومميزة، وهي إحدى الظواهر الجيولوجية التي يبحث عنها محبو الطبيعة والرحلات لتسجل حضوراً كبيراً في الأبحاث وغيرها من النشاطات الأكاديمية والبحثية".
معلم نادر
إلى ذلك، يرى العديد من هواة الرحلات ومحبي زيارة الكهوف والحرات، أن الجبل الأبيض الذي يقع في حرة خيبر، يشكل أحد المعالم السعودية النادرة في الجيولوجيا.
وفي هذا السياق، لفت عبدالله البراك أحد المهتمين بالنباتات والرحلات إلى أن زيارة الرأس الأبيض في بداية رحلاته، كانت مبهرة، فالمنطقة منبت لأنواع متعددة من النباتات.
وقال: "زرت المكان بصحبة المهتمين، فهو موقع مهم للباحثين عن جمال الطبيعة، وما يميزه برودته في الصيف، خصوصاً ليلاً، رغم صعوبة المكان والوصول إليه عبر الحرة الشديدة الوعورة".
إلى ذلك، تستمر عدة مؤسسات سياحية في تنظيم رحلات إلى هذا الموقع الخلاب الذي تعادل مساحته ملعب كرة قدم، كما يقصده محبو تصوير الطبيعة والجبال، على حد سواء.