مدن أوروبية توزع واقيات مجانية للجنس في أعياد رأس السنة

دعوة إلى جعل عام عام 2009 عام الجنس الامن والصحي.
دعوة إلى جعل عام عام 2009 عام الجنس الامن والصحي.

تزامن احتفال مدن اوربا بأعياد الميلاد ورأس الميلادية مع دعوات رسمية وشعبية أطلقها متخصصون ومؤسسات صحية تدعو الى جنس امن في أوربا، وجعْل عام 2009 عام الجنس الامن والصحي.


وتأتي تلك الدعوات مع مخاوف إنتشار مرض الايدز في بعض البلدان، على رغم ان اوربا استطاعت بنجاح تجاوز مرحلة الخطر فيما يخص مرض المناعة المكتسب بل انها من اكثر دول العالم نجاحا في خططها لمحاصرة المرض.

وبينما تننشر اليوم في مختلف مدن اوربا ماكنات الواقي "الذكري" حيث يمكن الحصول عليه مجانا او مقابل مبالغ رمزية في صالات الديسكو والكازينوات البارات وفي أماكن خاصة مؤقتة خلال الاحتفالات الكبرى، فان الواقي "الانثوي" بدأ يأخذ طريقه أيضا لكن بدرجة أقل.

تقول "س. دولفي" وهي باحثة اجتماعية ان الاهتمام بالواقي "الانثوي" إضمحل كثيرا قياسا الى "الذكري"، على رغم مرور عقدين تقريبا على اكتشافه والسبب في ذلك يعود انه لم يكن عمليا بما فيه الكفاية لغرض استخدامه من قبل النساء.

وترفض "ك. م" ممارسة الجنس بدون الواقي "الانثوي" وفي رأيها فان الواقي "الذكري" الذي يرتديه صديقها لايكفي من ناحية الامان، وانها لاتثق الا باستخدام واق خاص بها.

والواقي "الانثوي" الذي بدأ يجد طريقه بسرعة في مدن اوربا يلاقي اعتراضات كثيرة تثيرها النساء، لاتختلف عن تلك التي يثيرها الرجال حيال واقياتهم، ومنها طبيعته الزلقة والناعمة التي تسبب نزعه بسهولة، كما انه يصدر أصواتا أثناء الجماع.

وترى"ك. م" أن ممارستها للجنس ذات مرة مع شخص تسبب في خطا كبير فقد انتزع الواقي "الذكري" من عضو الرجل مما سبب احراجا لها وكان عليها اللجوء الى وسائل اخرى لقذفه خارجا.

وفي مدن هولندا وبلجيكا وزعت ماكنات الواقيات في عدة نقاط في المدينة تطبيقا لشعار الجنس الامن اثناء الاحتفالات.

وتحتوي الواقيات الجديدة على أنواع رقيقة من المطاط القابل للتثبيت باستخدام مستحضر خاص.

ويرى "ستيفن وورلد" وهو بائع مستلزمات طبية أن الاحتفالات الاوربية تتخللها في أحايين كثيرة تجاوزات على نظرية الجنس الامن لاسيما من المراهقين ممن لايجدون ضيرا من ممارسة "الجنس اللامسؤول" في الحدائق والاماكن العامة والمرافق الصحية وحتى زوايا الملاهي والمطاعم، ويحدث ذلك بنفس الوتيرة في عطل نهاية الاسبوع بعد انتهاء حفلات الصخب في الكازينوات والملاهي الليلية، لهذا كان لتوفير الواقيات أعظم الاثر في تقليص إحتمالية الاصابة بالامراض.

على ان الواقيات الجنسية أو ما يعرف بـ"الجنس الآمن" ليست جديدة بحسب مجلة "التايم"، بل تعود إلى أقدم العصور.

 وكانت الوقاية الجنسية في عهد الفراعنة تتمثل في إقدام النساء في تلك الحقبة على وضع براز التماسيح في مواضعهن الحميمة لمنع الحمل، على رغم ان العلم الحديث أثبت أن براز التماسيح يشكل مكاناً مثالياً لنمو الحيوانات المنوية بسبب طبيعته القلوية.وفي عام 1540، اقترح الطبيب الإيطالي "غابريال فالوبيوس" استخدام موانع من قماش الكتان كافضل وسيلة للوقاية.

وبحسب "السي ان ان" فان زير النساء المعروف، كازانوفا، أشار في مذكراته إلى أنه كان يستخدم واقياً مصنوعاً من أمعاء خروف، وكانت هذه الواقيات مستخدمة على نطاق واسع بالفعل في تلك الفترة بأوروبا، غير أن صعوبة إعدادها وارتفاع ثمنها كانت تدفع الرجال لاستخدام الواقي الواحد عدة مرات.

ويعود التاريخ الحقيقي للواقي "الذكري" الحالي الى عام 1930، مع اختراع المطاط البالغ الرقة، لكن سوق الواقي "الذكري" تراجع مع اكتشاف حبوب منع الحمل للنساء.

غير أن ظهور مرض الإيدزعاد ورفع مبيعات هذا المنتج الذي يستهلك منه الرجال ستة مليارات قطعة سنوياً.

 أن ظهور واقيات انثوية في مدن اوربا يطرح السؤال عن دواعي ذلك، طالما ان هناك مايفي بالغرض من الواقيات "الذكرية" التي اثبتت قدرتها على القيام بوظيفتها على أكمل وجه.

يقول "ستيفن" إنّه لايحمّل الامر إكثر من كونه تنافسا تجاريا حول المنتج وانه ليس من غبار على ممارسة الجنس باستخدام الواقي "الذكري" فحسب، لكن قلق الايدز، والخوف من العدوى، اثار حفيظة النساء ممن يعتقدن ان الواقي "الذكري" ليس كافيا للحصول على جنس امن.

والواقي الذكري (الكوندوم) يعمل كحاجز لوصول الحيوانات المنوية الى المهبل ومن ثم منع حصول تلقيح البويضة إذا ما تجاوزت الحيوانات عنق الرحم.

 وهو طبقة رقيقة تثبت حول العضو المنتصب للرجل ومصنوع من مادة مطاطية كاللاتكس أو غيرها.

ولكي يتمكن من أداء دوره بفاعلية فإن ارتدائه يجب أن يتم قبل بدء العملية الجنسية لأن إفرازات الرجل الطبيعية قبل القذف لا تزال تحمل الحيوانات المنوية والميكروبات إن وجدت، كما ويجب نزعه بعناية حتى لاتصل أي من إفرازات الرجل الى المهبل أو أي من إفرازات المرأة العالقة به الى عضو الرجل.
 
والمثيرفي تاريخ الواقيات أن الكنيسة الكاثوليكية ظلت تحظر استخدام الواقيات في ايرلندا حتى عام 1978.

 كما احتدم الجدل في الكنيسة الكاثوليكية عام 2005 حول استخدام وسائل الوقاية، وقال البابا يوحنا بولس الثاني إن "الزهد والإخلاص في الحياة الزوجية هما خير وسيلة لمنع انتشار الإيدز وليس استخدام الواقي الذكري".

ويتلخص الموقف الرسمي للكنيسة في أن استخدام الواقي "الذكري" لمكافحة الإيدز يؤدي الى انتشار أسلوب حياة غير أخلاقي وشهواني يساعد على تفشي هذا المرض.

لكن "قادر احمد" وهو إمام مسجد في "تلبيرغ" الهولندية يرى ان نشر مكائن الواقيات في المدينة تقنين للرذيلة والشذوذ، وهو ما يسعى إليه الغرب بحسب "قادر". وأضاف أن هكذا "وقاية " تؤدي إلى الاطمئنان الى الشذوذ وعدم الخوف منه، ويرى ان الواقي "الذكري" يفتح باب الرذيلة على مصراعيه، لأن عامل الخوف يزول بالاطمئنان الى الواقي "الذكري".

الجدير بالذكر أن استخدام الواقي "الذكري" لمنع انتشار الامراض ليس بجديد، ففي عام 2005 وزع في مدغشقر التي تعاني من الفقر 51 مليون واق بالمجان لحث سكانها على ممارسة الجنس بشكل آمن ووقف انتشار فيروس "اتش.اي في"المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب.

وكانت مدينة نيويورك طرحت هذا العام نوعا جديدا من الواقي الذكري في "عيد الحب" لمنع انتشار الامراض الجنسية وحالات الحمل غير المرغوب فيها.

وأعادت "يافيث بيهار" من سان فرانسيسكو تصميم نوع جديد من الواقي "الذكري". ومنذ ان صنعت نيويورك واقيا ذكريا خاصا بها وزعت حوالي 900 شركة
 
 تننشر اليوم في مختلف مدن اوربا ماكنات الواقي "الذكري" حيث يمكن الحصول عليه مجانا او مقابل مبالغ رمزية في صالات الديسكو والكازينوات البارات وفي أماكن خاصة مؤقتة خلال الاحتفالات الكبرى، فان الواقي "الانثوي" بدأ يأخذ طريقه أيضا لكن بدرجة أقل
 
وعيادة محلية ومنظمات غير ربحية حوالي 3 ملايين منها مجانا على سكان نيويورك.

وقالت الدكتورة مونيكا سويني من قسم الصحة في نيويورك "اظهر الواقي الجديد ان باستطاعته توفير الجنس الآمن ". وفي عام 2007 أفتتحت الهند أول " ديسكو" مجهز بالواقيات الذكرية والانثوية، الغرض منه تشجيع الجنس الامن لاسيما بين المراهقين والطلاب .