عدد من الدول العربية تلغي احتفالات رأس السنة تضامنا مع غزة

ألغت عدد من الدول العربية الاحتفالات بمناسبة قدوم العام الجديد تضامنا مع ما يتعرض لها قطاع غزة من حملة عسكرية اسرائيلية بحسبما ما ذكرت العديد من التقارير الإعلامية الأربعاء 31-12-2008.

ففي الأردن، اعلنت غالبية الفنادق الاردنية ذات الخمس نجوم الغاء حفلات رأس السنة الميلادية الجديدة "تضامنا مع اهالي غزة". وقررت ادارات فنادق "كراون بلازا" و"هوليدي ان" و"الرويال" و"الميريديان" في عمان الغاء حفلاتها التي كانت مقررة لهذه المناسبة.

وسبق لادارات فنادق "ديز ان" في مدينة العقبة الساحلية, و"موفنبيك" و"قلعة النبطي" في مدينة البتراء الاثرية ان اتخذت قرارا مماثلا، كما اتخذت العديد من الفنادق الاخرى قرارا مشابها.

وقالت وزيرة السياحة والاثار مها الخطيب في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان "شعور القائمين على قطاع الفنادق لا ينفصل البتة عن شعور كل عربي يرصد ويتابع تفاصيل ما يتعرض له المدنيون والعزل في قطاع غزة".

وأعلن ميشال نزال رئيس جمعية الفنادق الاردنية في تصريح لصحيفة الراي الحكومية ان "قرار الغاء الاحتفالات بالسنة الجديدة المعدة مسبقا جاء بسبب الاحساس الوطني وتضامنا مع اهلنا في قطاع غزة".
 
البحرين تتضامن مغ غزة
وفي البحرين، أصدر ملك البلاد أمراً بإلغاء حفلات رأس السنة الفنية "تضامناً" مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي منذ خمسة أيام أسفر عن مقتل وإصابة ما يزيد على ألفي شخص.

وقالت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) إنه " بناءً على توجيهات حضرة صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد وتضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة جراء ما يتعرض له من عدوان إسرائيلي غاشم تقرر إلغاء جميع الحفلات الغنائية بمناسبة رأس السنة الميلادية".

وأضافت الوكالة أن إدارة السياحة بوزارة الثقافة والإعلام طلبت من الفنادق والمؤسسات تنفيذ توجيهات الملك.

ورحَّب النائب عادل المعاودة بهذه الخطوة، واصفاً الأمر بـ"المبارك الصادر من حس مسؤول".

وقال النائب عن كتلة الأصالة السلفية إن الأصل أن لا تقام مثل هذه الحفلات في بلاد المسلمين". وكشف أن البرلمان البحريني طلب من حكومته الضغط لرفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح.

واعتبر النائب محمد خالد (الإخوان المسلمون) أن هذا القرار "رسالة واضحة على أن جلالة الملك يقف مع أبطال غزة قلباً وقالباً".

وتابع "نشكر جلالة الملك لكن ما يحدث الآن في الفنادق من تجاوزات أخلاقية أكثر بكثير مما يحدث عادة في حفلات رأس السنة". ودعا النائب السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين.

من جانبه قال محمد مساعد نائب رئيس جمعية مقاومة التطبيع وعضو اللجنة الأهلية لكسر الحصار عن غزة إن القرار كان "متوقعاً نظراً لما يتعرض له شعبنا من مذابح".

وأضاف أن أجواء الحزن "مسيطرة علينا ولا يمكن التفكير في الفرح في خضم هذه الأحداث".

وأشار إلى أن اللجنة الوطنية لكسر الحصار طلبت من وزارة التنمية تصريحاً لجمع التبرعات لصالح فلسطين، فيما بدأت جمعيات أخرى بجمع التبرعات المادية والعينية.
وكان نواب برلمانيون قد هددوا في وقت سابق باستجواب وزير الخارجية البحريني على خلفية تصريحات دعا فيها إلى إقامة منظمة تضم دول الشرق الأوسط وإسرائيل "لحل المسائل العالقة في المنطقة".

وخرج مئات المتظاهرين يتقدمهم نواب وقيادات جمعيات سياسية ودينية يوم الاثنين في العاصمة المنامة ومدينة المحرق رفضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة.

ولا تقيم البحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ويرفض شعبها أي دعوة لإقامة علاقات من هذا النوع.
 
حزن ووجوم في تونس
وفي تونس، اختفت الاحتفالات التي دأب الناس على احيائها في مثل هذا الوقت من كل عام احتفاء بقدوم سنة جديدة لتحل محلها مشاعر الالم والقتامة التي لفت العاصمة وأغلب المدن التونسية حزنا على ما يتعرض له الفلسطينيون من غارات في قطاع غزة

وبدا واضحا ان اغلب محلات الورود والهدايا تعاني من كساد غير خفي بل اختفت حتى مظاهر الزينة من واجهاتها وهو أمر لم تألفه في السنوات الماضية حيث كانت تعتبر هذه المناسبة فرصة لتعويض كساد أغلب فترات العام.

وأحجم العديد من الفنادق بتونس عن احياء حفلات رأس السنة واختفت الدعاية لمثل هذه الحفلات الفاخرة التي عادة ما كانت تستقطب فئات واسعة من التونسيين الذين يحتفلون بالمناسبة السنة خارج بيوتهم.

وحتى الصحف المحلية التي اعتادت على رصد اماني الشارع التونسي في العام الجديد غابت عن اغلبها هذه الاركان ليغطيها سواد داكن، وطغت الموسيقى الحماسية على عدة اذاعات حيث تكرر اذاعة موزاييك الخاصة منذ اربعة ايام اغاني تنادي بالثورة العربية والكفاح المسلح. وأطلقت بكل المحافظات التونسية حملة للتبرع بالمال والدم لصالح الفلسطينيين.

وفي سوريا، وجهت وزارة السياحة لكافة الفنادق والمطاعم "تعميما" ألغت بموجبه حفلات رأس السنة الجديدة 2009 التي كانت مقررة, وذلك تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة الواقع تحت "العدوان الإسرائيلي"، كما أعلن التلفزيون السوري الغاء السهرة الفنية التي كان يعتزم تقديمها في نفس المناسبة.

الغاء احتفالات في مصر
وفي سياق متصل، قررت مصر الغاء سلسلة من التظاهرات الثقافية والبرامج الترفيهية التي كانت مقررة بمناسبة الاحتفال براس السنة كما ذكرت صحيفة الاهرام القومية الاربعاء.

وقالت الصحيفة "تضامنا مع الاحداث الاليمة في الاراضي الفلسطينية والمجازر التي يتعرض لها اهالي غزة من اعتداءات اسرائيلية قررت كل من وزارتي الثقافة والاعلام الغاء الاحتفالات براس السنة".

و تم الغاء الحفلات التي كانت ستقيمها وزارة الثقافة اليوم وفي مقدمتها حفل الفنان محمد منير الذي كان سيقام في دار الاوبرا وكذلك جميع الحفلات والامسيات الفنية بقصور الثقافة في جميع المحافظات.

والثلاثاء اعلن المهندس اسامة الشيخ رئيس قطاع القنوات المتخصصة في اتحاد الاذاعة والتلفزيون تاجيل اطلاق قناة "نايل كوميدي" الذي كان مقررا الخميس تضامنا مع قطاع غزة.

وقال الشيخ ايضا في مؤتمر صحفي "تم ايضا في ظل الاحداث الجارية وقف اذاعة كافة الحفلات والبرامج الترفيهية واستبدالها بالافلام التسجيلية".

واعتذر عدد من الفنانين العرب عن احياء حفلاتهم بمناسبة رأس السنة مثل الفنان اللبناني فضل شاكر في بيان أصدره مكتبه اليوم الأربعاء ووصل وكالة الأنباء الألمانية إنه يتوجه لذوي "الشهداء بأحر التعازي سائلا الله أن يلهمهم الصبر في هذه المحنة الرهيبة وأن يزيح عن كاهل الشعب الفلسطيني الصامد هذه المأساة".