بعد أنتهاء الحفلات والأعياد .. عام جديد ومظهر متجدد

بعد ان انتهى وطيس الاستعداد لحفلات الأعياد ورأس السنة، وما يصاحبها من متع وسمر وسهر، ربما تشعرين الآن بأن الوقت قد حان للقيام بعملية «ديتوكس» تخلصين بها جسمك من كل السموم التي علقت به في هذه الفترة، وبالمرة من بعض الكيلوغرامات التي عرفت طريقها إلى خصرك وإلى تلك الأجزاء من جسمك التي تتعرض للسمنة بسرعة أكبر من غيرها.


وإذا كنت حريصة على رشاقتك، فأنت حتما تهتمين بأناقتك وبمظهرك ككل، وهذا يعني شيئا واحدا، وهو ان عملية «الديتوكس» يجب ان تشمل ما هو اكثر من طعامك وشرابك، أي خزانة ملابسك أيضا. فعام جديد يعني ملابس جديدة ومظهرا يتماشى مع تطورات الموضة، يشعرك بالثقة والتميز. وبما أننا لا نزال في موسم التنزيلات، فربما تكون هذه الفترة المناسبة للجلوس مع نفسك ووضع خطة مدروسة لهذا الغرض.

قبل التوجه إلى السوق، ضعي استراتيجية عقلانية حتى لا تنجذبي نحو السعر. بعبارة أخرى عليك البحث عن القطع التي تحتاجها خزانتك، لا أن تفتحي المجال للمحلات للإيقاع بك لشراء قطع أنت لست بحاجة إليها اصلا. تخلصي اولا من كل الأزياء والاكسسوارات التي لم تستعمليها ولا مرة طوال السنة، ولا دور لها في خزانتك سوى تكديسها بشكل يحجب عنك رؤية كل ما بحوزتك، وحتى تفسحي مكانا للجديد.

لكن لا تتسرعي، فبداية عام 2008 لا تعني انتهاء موضة 2007، لأن هناك الكثير من التصميمات والألوان والاكسسوارات التي ستبقى معنا، مثل حقائب اليد كبيرة الحجم والأحذية العالية «الويدج» فضلا عن نقوشات الحيوانات والأدغال بما تعنيه من تأثير السبعينات، والألوان المعدنية والبراقة وما تعنيه من تأثير الثمانينات، إلى جانب تأثير حقب الخمسينات والستينات برسومات الورد والأزهار، وإن كانت بفنية اكبر مثلما هو الحال في تشكيلة ستيلا ماكارتني. الفترة التي ستغيب حتما هي فترة الأربعينات.

وهذا ما تؤكده خبيرة الازياء والماكياج جورجيت سميث بقولها أن «جنون الخمسينات والستينات سيجتاح ساحة الموضة مرة اخرى. ويتمثل هذا الاجتياح في الأحذية ذات الكعوب العالية والتنورات المفصلة المستقيمة مع احزمة عريضة وقمصان واسعة بأكمام وياقات منفوخة». واضافت ان «الألوان الصارخة بما فيها النقوشات الهندسية واشكال الورود ستبقى معنا ايضا، فضلا عن الوان الرمادي والابيض والأسود والبنفسجي مع اختلاف بسيط وهو ان درجاتها ستكون أكثر دفئا».

وتنصح كارمن هايد، وهي خبيرة ازياء ومديرة مكتب تومي هليفيغر بلندن، أن غربلة ما قررت الاحتفاظ به من أزياء قديمة خطوة مهمة جدا، مضيفة أنه على أي واحدة منا ان تواجه نفسها بصدق، وتسأل: هل القطعة التي سأحتفظ بها ستكون إضافة إيجابية، وهل فعلا سأستفيد منها باستعمالها، أم انني حريصة عليها فقط لأنها بتوقيع مصمم معروف، الأمر الذي يرضي غروري ويشعرني بالزهو؟. إذا كانت بتصميم لا يناسبك أو بلون أو نقوشات لا تتماشى مع شخصيتك، فتبرعي بها لأحد تعرفين أنه سيستفيد منها، وبهذا لن تشعري بالأسف عليها أو بالغيظ من نفسك لأنك لم تفكري جيدا قبل شرائها.

ما يتفق عليه الخبراء فيما يخص شراء الجديد خلال موسم التنزيلات هو البحث عن الجودة وليس الكم. فالقطع الجيدة والكلاسيكية لا تنتهي موضتها بانتهاء أي عام، ولهذا يكون موسم التنزيلات الفرصة المواتية لاقتناص قطع من الكشمير الجيد أو معطف من ماركة معروفة. ماكس مارا، مثلا، معروفة بمعاطفها الكلاسيكية الجيدة، خصوصا إذا كانت الميزانية محدودة. يعتبر هذا الموسم فرصة ايضا لشراء الملابس الداخلية التي لا تستطيعين اقتناءها في الأيام العادية، أو تعتبرينها اسرافا، كأن تكون من ماركات معروفة مثل «لابيرلا» «ديور» أو «برادا». فإلى جانب انها ستشعرك بالأناقة، فهي لا تخضع للتغيير بنفس السرعة التي تمر بها الأزياء.

هذا لا يعني طبعا ان كل ما طرح في عام 2007 أو قبله يناسب 2008، والسبب يكمن في التفاصيل الصغيرة وفي الخامة. فقد تبدو الموضة نفسها، لكنها في الحقيقة تختلف في كل شيء سوى في الاسم. وليس أدل على هذا من الجاكيت الذي اشتريته في الثمانينات من جيورجيو أرماني نفسه، فهو يختلف تماما عن الجاكيت الذي يطرحه هو وغيره حاليا. فالجاكيت بشكله الحالي مفصل أكثر على الجسم ويأتي بأكتاف ضيقة ليوحي بالأنوثة اكثر مما يوحي بالقوة، نفس الأمر ينطبق على النقوشات، التي أصبحت أكثر فنية.

أيضا موضة الطبقات المتعددة فهي لا تزال مقبولة وسارية، لكن هذا لا يعني استعمال نفس القطع التي اشتريتها منذ خمس سنوات او اكثر، لأن الخامات والتصميمات تختلف في تفاصيلها الدقيقة. وهذه التفاصيل هي ما ستمنحك مظهرا عصريا أو مظهرا «رخيصا». الفساتين الضيقة عند الصدر والخصر والمتسعة عند التنورة بشكل مستدير، صمدت طوال السنوات الأخيرة، لكنها من السهل ان تبدو «دقة قديمة» هذه السنة ليس لأنها استهلكت نفسها فحسب، بل أيضا لأنها لا تتماشى مع مقاييس المرأة العربية ذات الشكل الكمثري (نحيفة عند الصدر ومستديرة عند الأرداف) لأنها تزيدها سمنة.

لهذا يفضل ركنها جانبا وعدم التورط بشرائها حتى إذا كانت مخفضة بنسبة 75% والاستعاضة عنها بفساتين مفصلة أو منسدلة على الجسم، مثل الفستان ذي قصة «الإمباير» أو «الترابيز» المنسدل من الأكتاف إلى الركبة بسخاء. إذا كنت خائفة من أنه قد يعطي الانطباع بأنك في الشهور الأولى من الحمل، فعليك بحزام يحدد خصرك ويمنحك مظهر الخمسينات. - رغم تراجعه لصالح الفستان في العام الماضي، يبقى الجينز القطعة التي لن تفرط فيها المرأة، وهو ما يعرفه المصممون جيدا. في عام 2008 ستكون القصة الواسعة هي الموضة، لكن لا تفرطي في بنطلونك الأنبوبي الضيق لأنك يمكن ان تستفيدي منه بارتدائه مع حذاء عال (بوت) عندما يكون الجو متقلبا.

فيما يتعلق بالأحذية، ربما تكون هذه هي الفرصة الأنسب لشراء أحذية عالية الساق، فهي رائعة مع بنطلون جينز بتصميم انبوبي، او مع فستان بتصميم «الترابيز» لخلق نوع من التوازن. يمكنك ايضا الاستثمار في حذاء للمناسبات من كريستيان لوبوتان، لأنها تكون مخفضة بما لا يقل عن 30%. إذا رأيت أي قطعة من الجيرسيه باللون الرمادي بتصميم رياضي على طريقة كالفن كلاين أو ستيلا ماكارتني في موسم التنزيلات، فلا تترددي في شرائها.

أساسيات لا بد منها
جاكيت مفصل + تنورة مستقيمة + فستان «اللف» أو «الراب» الذي اشتهرت به دايانا فون فورستنبورغ + الألوان المعدنية بالإضافة إلى الرصاصي والذهبي + بنطلون مستقيم + تنورة مستقيمة + حزام عريض + أي قطعة بجلد النمر سواء كانت حزاما أو حقيبة يد او حذاء.