اختلاف الزوجين حول «عش الزوجية» قد يكون إشكالا كبيرا
لم تكن نيكول وجيف بيلارتز يدركان أن لديهما تصورات مختلفة كليًا عن منزلهما الجديد حتى بدآ في زيارة المنازل المعروضة للبيع.
فقد خطط الزوجان لشراء منزل بغرفتي نوم في بروكلين، حيث يمكن لهما الذهاب والتنقل سريعًا جيئة وذهابًا إلى ضاحية مانهاتن.
ولكن بعدما رأيا إعلانًا بالصحيفة عن منزل يقع في 35 كلارك ستريت على مرتفعات بروكلين، أدرك كل منهما حينئذ أن ذوق كل منهما مختلف تمامًا عن ذوق الآخر.
فقد وجدت الزوجة أن المنزل يعتبر جذاباً وتاريخيًا، بينما رأى هو أن هذا المنزل يعتبر قديما.
وتقول الزوجة:«إننا دائمًا ما نكون متفقين إلى حد كبير، إلا أنني مندهشة من رد فعله الشديد».
يُذكر أن زوجة بيلارتز البالغة من العمر 37 عامًا وهي من سان دييجو في الأصل، تخرجت في كلية ترينيتي في هارتفورد، ثم انتقلت بعد ذلك للعيش في بوسطن.
أما زوجها بيلارتز البالغ من العمر 39 عامًا، وهو من جيلفورد، فقد تخرج من جامعة ولاية فلوريدا في تولاهيسي ثم انتقل بعد ذلك إلى مانهاتن.
وبعد أن التقيا عبر مجموعة من الأصدقاء، تواعد الزوجان لفترة طويلة تصل إلى 3 سنوات.
ومنذ 5 سنوات ماضية، انتقلت نيكول مع زوجها المستقبلي إلى نيويورك، وقاما بتأجير شقة كبيرة بغرفة نوم واحدة بقيمة 2300 دولار.
وبنهاية الخريف، كان الإيجار الذي يدفعانه للشقة 2500 دولار فقط، وتقول الزوجة «لهذا السبب لم نكن متحمسين» للبحث عن منزل آخر لشرائه.
وقد كانت الشقة المؤجرة قريبة للغاية من المكتب الخاص بها، حيث كانت تبيع الإعلانات لمجلة فوربس، وكانت معروفة باسمها قبل الزواج نيكول أندرسون.
أما بالنسبة لزوجها فقد كان يعمل كبير مسؤولي الحسابات في شركة راسل ـ وهي شركة لأبحاث السوق ـ وقد يقود لفترة وجيزة بسيارته عبر نفق حتى يصل إلى ميدان كولومبوس.
ويقول بيلارتز:«لقد ادخرنا المال دون تحديد وقت محدد لشراء المنزل». إلا أن مقابلة أجريناها مع أحد المخططين الماليين منحتنا دفعة للقيام بهذا الأمر.
ولم يعتقد الزوجان مطلقًا أن بمقدورهما تحمل نفقات شراء منزل في ضاحية مانهاتن لذا فقد قررا الشراء في بروكلين.
وتقول نيكول:«في الحقيقة، لم يكن أحد منا يعلم عن أحياء المدينة جيدًا، إلا أننا شعرنا وكأننا نعرف بروكلين أكثر من أي مكان آخر».
ولم يكن هناك أي شيء يزعجهما حتى بدت الشقة التي يستأجرانها بمثابة مكان مثير للضيق؛ نظرا إلى الأصوات المستمرة النابعة من أبواق سيارات النجدة، والسير لمسافة طويلة من أجل الوصول إلى المغسلة.
حينها قاما بتحديد الميزانية الخاصة بهما، وكانت 800.000 دولار. وبدأت نيكول في البحث بصورة مكثفة للوصول إلى البيت المناسب، حيث تقول لقد قمت باتباع الطريقة الأكاديمية، حيث اشتريت كتابًا كبيرًا بعنوان 100 سؤال يجب أن يسألها الباحثون عن منزل لأول مرة، ثم قرأته بعناية، وأدركت حينها أن أسواق نيويورك تعتبر مختلفة تمامًا.
لقد كانت الزيارة التي قاما بها إلى المنزل الموجود في كلارك ستريت غير متوقعة، وكان سعر هذا البيت الذي يحتوي على غرفتي نوم 729.000 دولار، بالرغم من أنه بيع من ذي قبل بسعر 675.000 دولار.
ونظرت نيكول حينها للمنزل على أنه ضيق للغاية، بينما نظر إليه زوجها على أنه غير ملائم.
وقالت الزوجة حينها «أريد شيئا عتيقا»! أما في دامبو، فقد وجدا منزلا ذا ملكية مشتركة بمبلغ 875.000 دولار في بريدج ستريت، إلا أن المنطقة كانت مهجورة إلى حد ما.
كما أوضح لهما السمسار أن هناك قضية، تتعلق بالبناية تتضمن بعض انتهاكات القانون، الأمر الذي جعلهما يتوقفان عن التفكير في شرائه.
حينها احتاجا إلى المساعدة، وفي ذلك الوقت اقترح مدير نيكول عليها الاستعانة بوكيلة العقارات الخاصة به كاثرين كامب ـ نائبة رئيس شركة برودنشال دوغلاس إليمان.
وقد اقترحت عليهما منزلا معلنا عنه في صحيفة في 60 باينابل ستريت، أو جورج هوتل سابقًا.
وقد راق لنيكول المنزل كثيرًا وغرفتا النوم الكبيرتان، كما أن سعره كان 699.000 دولار، حيث يمكنهما استغلال الأموال المتبقية لتجديد وإصلاح المنزل.
إلا أنهما رأيا بعد ذلك أن هذه ليس بالفكرة الذكية حيث إنهما لا يعلمان الكثير عن عمليات الإنشاء.
ثم قام مات هولبين شريك كاثرين كامب في العمل بأخذهما بعد ذلك إلى منزل آخر في 110 ليفنجستون ستريت، الذي كان في السابق المقر الإداري للمجلس التعليمي، حيث رأوا هناك منزلا جميلا مكونا من غرفتين للنوم وحمامين، وسعره المحدد 950.000 دولار. وكان المالكون الذين كانوا من المنتظر أن يسافروا إلى بورتلاند بصدد البيع.
وقد كان هناك عرض مقبول منذ البداية بشأن المنزل إلا أنه أقل من السعر المعروض، حينها عرضت نيكول دفع السعر المطلوب ألا وهو 950.000 دولار، وتم قبول عرضها في البداية ثم تم رفضه بعد ذلك.
وخلال عملية البحث، كان يدور بخلد زوجة بيلارتز قاعدتان مهمتان ألا وهما، أن تهتم في أن تجعل عملية الشراء الخاصة بهما أقل من مليون دولار، وذلك من أجل أن تتجنب دفع ضريبة المنازل الكبيرة التي تبلغ 1% من قيمة المنزل.
والثانية، أن تشتري منزلا معادا بيعه، من أجل أن تتفادى ضرائب النقل الخاصة بالولاية التي ستكون واجبة الدفع عليها إذا ما قامت بالشراء من المقاول بصورة مباشرة.
ولم ترد كامب في ذلك الوقت اقتراح المنزل الموجود في بريدج بارك في بروكلين، لأنه لا يتوافق مع كلتا القاعدتين اللتين حددتهما نيكول من أجل إتمام عملية الشراء.
إلا أنها اعتقدت أن عرضه قد يروق للزوجين. فالمنزل داخل حديقة مساحتها 85 فدانا، وتمتد بطول 1.3 ميل على واجهة مائية غير مستخدمة. (كما أن الضرائب العقارية وجزءا من أتعاب الملكية المشتركة سيتم استخدامهما لتمويل الحديقة).
وعندما رأى الزوجان المنزل الشتاء الماضي، راقهما بالفعل، وأشارا إلى أن هذا هو ما يرغبان فيه بالفعل، حيث البناء يبدو قديمًا غير أنه من الداخل حديث.
وكان المنزل ذو غرفة النوم الواحدة سعره يبدأ من 700.000 دولار أي ما يقارب الثمن الذي كانا يريدانه، إلا أنهما لم يستطيعا مقاومة أن يحصلا على منزل أوسع وأكبر.
لذا فقد اختارا منزلا مكونا من غرفتين للنوم وحمامين، وبلغ سعره 1.07 مليون دولار، ورسوم شهرية تبلغ حوالي 1200 دولار.
حينها اندفعت نيكول إلى المنزل وهي تقوم بإجراء بعض الحسابات، وقالت حينها انهما إذا لم يستطيعا العيش بالمبلغ المتبقي بعد الرهن العقاري، فإنهما بذلك سيكونان قد ارتكبا خطأ ما.
لكن الزوجين انتقلا بعد ذلك إلى المنزل في الصيف، ليكونا من السكان الأوائل بالمنطقة.
ولكن بعد إحدى الزيارات التي قاما بها إلى الضاحية القديمة التي كانا يسكنانها، اكتشفا أنهما لم يفتقدا إلا القليل من المنطقة القديمة التي كانا يسكنانها. فما زالت أبواق سيارات النجدة تلاحقهما في مسكنهما الجديد وبكثرة.