الألوان .. بعضها يحفز على النشاط والحيوية
إما أن تصيب المرأة في اختيار ألوان بيتها فتجعله يضيء بما فيه، أو أن تخيب فتقع في فخ عشوائية التنسيق. من هنا فان عملية انتقاء ألوان المنزل تلعب دورا رئيسيا في اكتمال صورة البيت ككل. لهذا لا بد من الإلمام بخفايا وقعها وتأثيرها على أجواء كل غرفة أو ركن لتأتي النتيجة متكاملة.
دراسات عدة وآراء مختلفة تندرج تحت تقنية استخدام الألوان في المنزل. ففي حين يعطي بعض المتخصصين مفاتيح محددة، يؤكد البعض الآخر أنه ليس هناك من قواعد محددة تقيّد عملية الاختيار التي يجب أن تبنى على اساس ميول صاحب المنزل والديكور العام .
تنفي مهندسة الديكور حنان المصري، مثلا، وجود قواعد محددة في اختيار ألوان البيت، وتقول «أهمية اللون تكمن في الوظيفة التي وضع من أجلها، وإن كان لون الأبيض المائل إلى البيج، الذي يكثر وجوده في معظم المنازل، يلعب دورا بارزا من حيث تأثيره المضيء وتناسقه مع كل الألوان الأخرى».
وتؤكد المصري قاعدة مهمة وأساسية يجب الاعتماد عليها في عملية الهندسة الداخلية وهي الابتعاد كليا عن الألوان الصارخة والقوية والاستعانة في المقابل بالتدرجات الهادئة مع الأخذ بعين الاعتبار التنسيق بين الأثاث وطلاء الجدران.
من جهة أخرى، تشير دراسات أجنبية الى أنه كلما دخل الابيض على الألوان المختارة حظي المكان بإضاءة اضافية، كذلك فان الغرفة تبدو أكثر اتساعا اذا كان لون الطلاء أبيض أو من الألوان الفاتحة في حين يخلق تعدد الألوان وتنوعها انطباعا بضيق المساحة. لكن الامر يختلف عندما يتعلق بالألوان الداكنة في الأثاث، لأنها تعكس الفخامة.
ويعطي خبير الألوان الفرنسي ويليام بروتن «مكتشف نظرية معرفة الذات من خلال الألوان» نصائح عامة في عملية «تلوين المنزل» ويبتعد بدوره عن الألوان الصاخبة التي تترك وقعا حادا في النفس وفي الأجواء العامة، ويعتمد بشكل رئيسي على تلك التي تتمتع بصفات الهدوء. ويعطي مساحة اختيار واسعة من الألوان يتمكن من خلالها صاحب البيت من انتقاء ما يناسبه منها لغرفة النوم بالذات، فيما يحدد ألوانا للغرف الأخرى لما تتركه من تأثيرات مهمة على الأجواء العامة.
ويعتبر بروتن أن اللون الأخضر يمنح أجواء حميمية وشاعرية ويساعد على الاسترخاء لذا من الأفضل اعتماده في غرف النوم وغرف الحمام، والابتعاد عنه في الأماكن التي تحتاج حيوية ونشاطا. الأزرق الداكن، مثل الأخضر، يناسب الأجواء التي تتطلبها غرفة النوم لما يعكسه من هدوء نفسي .
من جهة أخرى يناسب الأحمر الداكن غرف الاستقبال حيث يمنح شعورا دراميا لافتا. أما الأزرق فيبعث على سهولة التواصل وتبادل الأفكار وهو بدوره يناسب غرفة الاستقبال.
ويضع بروتن اللون الزهري في خانة خاصة، فيصفه بأنه يبعث منفردا أجواء حنونة ناعمة وخفيفة، ويقول عنه «هو اللون الذي يحفز على العودة الى النفس والصحة»، وهو بالتالي أكثر الألوان ملاءمة لغرفة النوم.