مركبان غذائيان يقللان من حدوث الضمور الشبكى في العين

اللوتين والزيكسانثن ينتشران بكثرة في بعض الفواكه والخضروات
اللوتين والزيكسانثن ينتشران بكثرة في بعض الفواكه والخضروات

الاشخاص الذين يتناولون غذاء غنيا بمادتين شائعتين في الفواكه والخضروات، هم عرضة لخطر أقل في ظهور الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر age-related macular degeneration (AMD)، وذلك وفقا لدراسة نشرت في سبتمبر الماضي في مجلة ارشيفات طب العيون. اللوتين Lutein والزيكسانثن zeaxanthin، هما من انواع الصبغ الجزراني carotenoids، وهي مواد تمنح الفواكه والخضروات الوانها الغامقة الخضراء، الصفراء، والبرتقالية.


ويوجد هذان المركبان بتركيز عال في بقعة الشبكية macula وهي منطقة الشبكية التي تمنحنا حدة الرؤية عندما نكون بحاجة الى القراءة، السياقة، والتعرف على الوجوه. ويحدث الضمور الشبكي الناجم عن التقدم في العمر (AMD) عندما تتحلل خلايا البقعة. ويعتقد ان اللوتين والزيكسانثن يبطئان من تطور (AMD)، وذلك بالمساعدة في حماية البقعة من الضرر المؤكسد الذي تسببه موجات الضوء القصيرة.

وقد قام علماء شاركوا في البحث الموسوم: "دراسة امراض العين الناجمة عن تقدم العمر" Age-Related Eye Disease Study (AREDS)، بتقييم 4519 من البالغين بين اعمار 60 و 80 عاما، كانت لديهم درجات من (AMD)، ولكن كان لديهم عين واحدة على الاقل لم يظهر فيها المرض بشكل متطور.

وقسم المشاركون في الدراسة الى مجموعتين وفقا لحدة اعراضهم. ومن خلال تقييمهم لاجابات المشاركين في استطلاع، وضع العلماء تقديرات حول كميات تناولهم الغذائي من الفيتامينات "أيه" A ، “سي” C، وإي” E، والليكوبين lycopene، وانواع الصبغ الجزراني، و”بيتا-كاروتين” beta carotene ، واللوتين والزيكسانثن.

وظهر ان الاشخاص الذين حصلوا اكثر على اللوتين والزيكسانثن، قل لديهم بنسبة 35 في المائة، خطر الاصابة بمرض ضمور الشبكية الوعائي المتجدد الناجم عن التقدم في العمر، المسمى "الرطب"neovascular ("wet") AMD ، وهو مرحلة متقدمة من المرض، مقارنة بالاشخاص الآخرين الذين تناولوا كميات قليلة من هذه العناصر الغذائية.

شكل AMD)) “الرطب”، الذي يؤثر على ما بين 10 الى 15 في المائة من الناس المصابين بالمرض، ينجم عن نمو اكثر للاوعية الدموية في بقعة الشبكية ويمكنه ان يقود الى فقدان الإبصار المفاجئ. اما شكل ال AMD)) “الجاف” الاكثر شيوعا والأقل ضررا، فانه يتسم بوجود تراكمات هي البقع الصفراء تسمى “دروسن” drusen. وفي هذه الدراسة ارتبط تناول اللوتين والزيكسانثينن ايضا بتقليل خطر تراكم كميات كبيرة من "دروسن" في المرحلة المتوسطة (من المرض)، ومن خطر الضمور الجغرافي (وهو المرحلة المتأخرة من AMD)) “الجاف”). ولم يتبين أي تأثير للعناصر الغذائية الاخرى على خطر AMD)).

وكان العلماء المشاركون في دراسة (AREDS) قد ذكروا في دراسة سابقة لهم، ان المكملات الحاوية على 500 ملغرام (ملغم) من فيتامين “سي”، 400 وحدة دولية من فيتامين “إي”، 15 ملغم من “”بيتا-كاروتين”، 80 ملغم من الزنك، و 2 ملغم من النحاس، قد أخرت تطور مرض AMD)) بنحو 25 في المائة، مقارنة مع الحبوب الوهمية.

ولم يدخل اللوتين والزيكسانثن في تلك المكملات، لانهما لم يكونا متوفرين تجاريا في التسعينات (من القرن الماضي)، عندما اجريت تلك الدراسة. ويشرع الباحثون في دراسة متحكم بها وهي دراسة (AREDS2) التي ستقيم تأثير الجرعات العالية من اللوتين، الزيكسانثن، وبعض احماض “أوميغا-3” الدهنية على تطور مرض AMD))،( كانت دراسة ل (AREDS) نشرت في ربيع 2007 قد اشارت الى وجود صلة بين احماض “اوميغا-3” الدهنية وبين تقليل خطر AMD المتقدم). وسوف تتم متابعة المشاركين فيها لمدة خمس سنوات.

مصادر غذائية للوتين والزيكسانثن
صفار البيض، الذرة، البروكلي، الفاصولياء الخضراء، اليام (ضرب من البطاطا)، كرنب بروكسل الصغير، الكرنب الاخضر، الكرنب، الكيل (احد انواع الكرنب)، السبانخ، الجزر، ثمرة الكيوي، والبطيخ الاصفر.