«فالي» .. أحذية شرقية فاخرة بتصميم سعودي خالص
أحدعلى أحد أطراف شارع فلسطين ـ الشارع التجاري الأشهر في مدينة جدة غربي السعودية ـ تبدو حركة نشطة يحفزها وجود (دكاكين) بيع الأحذية الرجالية أو ما يسمى بـ "الصنادل" أو "النعال" الشرقية. "الدكان" المعني استطاع أن يشد المارة على الرغم من اكتظاظ هذا الشارع بعدد كبير من السيارات.
ويندر ان ترى انسانا راجلا في الشارع الذي يقسم عروس البحر الاحمر الى جزئين شمالي وجنوبي، لكن على ما يبدو، فإن واجهته الزجاجية نجحت في لفت الانتباه إليه.
والفضل يعود إلى صاحب "الدكان" الصغير عبد العزيز بن سعيد، الذي استطاع أن يصنع لنفسه ماركة سعودية خالصة متخصصة في صناعة النعال الرجالية الشرقية المميزة والفاخرة، منذ عام 1983، أصبحت تعرف باسم "فالي"، وهي تسمية قال انه اشتقها من الفأل الحسن والجيد.
دافعه، كما يقول، انه يهوى كل ما هو راق وجميل ومتقن "اكتسبت ذلك من خلال اسفاري الكثيرة إلى إيطاليا، وتلمس الناس من حولي ذوقي الرفيع، فمن هنا كانت البداية".
ويكمل حديثه: "حضوري الدائم للمعارض الدولية للأحذية التي تقام في ميلانو بإيطاليا وسع من ثقافتي كثيرا فتعرفت أكثر على ما يرغب به الزبون السعودي وما يفكر به، المصمم الإيطالي يقوم بتصميم النعال الشرقية ويتم تنفيذها في السعودية".
في البداية كانت المهمة صعبة كما هو الحال بالنسبة لأي فكرة جديدة، كأن تجد ورشة اسكافي يقبل بمواد خام أصلية من إيطاليا، إضافة إلى قبوله لتصميمات إيطالية للنعال الشرقية، ولكنها لم تكن مستحيلة لمن يؤمن بما يفعله. وهذا ما يعلق عليه بن سعيد بقوله: "أردت صناعة نعال شرقية سعودية، وإن اقتصر ذلك على التنفيذ فقط، وكم أتمنى أن يكون التصميم والتنفيذ بأياد سعودية مستقبلا".
ويضم محل "فالي" عددا من الصنادل الشرقية الرجالية الفاخرة بألوان وموديلات متعددة بين الكلاسيكية والسبور، وتعتمد فخامتها تبعا لنوعية الجلد المصنوعة منها كجلود الثعبان والسحلية والماعز والنعام والتمساح، مع العلم ان الصنفين الأخيرين هما الأغلى ثمنا، وأغلى نعل شرقي تبلغ قيمته 1900 ريال، وهو مصنوع يدويا من جلد الماعز ـ درجة أولى، وتمت دباغته وصباغته في ايطاليا خصيصا لماركة "فالي".
وما يميز هذه النعال الشرقية أيضا ـ مقارنة ببقية الصنادل الشرقية أنها ذات طابع بدوي مطرز بخيوط مطعمة بالقصب الأصلي.
يوضح عبد العزيز بن سعيد أن المواصفات الخاصة بالجلود السعودية تتأثر بمناخ المملكة الحار والطقس الجاف، إضافة إلى تأثر جلد الأحذية والصنادل بتعرق القدمين بشكل كبير، وبطريقة سلبية، لذلك نطلب دباغة وصبغ الجلود التي عادة ما تكون من الدرجة الأولى بمواصفات خاصة تناسب مناخنا".
ويتيح "فالي" للزبون حرية تصميم النعال الشرقية التي يرغب بها بالشكل واللون المفضل لديه، ويدخل ضمن الخيارات اختيار أرضية الصندل، فإما أن يختار النعل وهو عبارة عن جلد بقري مضغوط، أو البلاستيك "الربر" وعادة ما يكون على ارتفاع يحدده الزبون، وهو أخف من النوع الأول وأكثر راحة.
وتزدان أرفف المحل كذلك، بمجموعة من الأحذية الإيطالية الصنع والأسبانية التي يصل ثمن بعضها إلى نحو أربعة آلاف ريال، وهي الأخرى مصنوعة من أفخم أنواع الجلود، مضافا إليها إكسسوارات فضية تناسب تصميم الحذاء، ما إذا كان كلاسيكيا إنجليزيا أو إيطاليا أو شبابيا للأيام العادية.
وبسؤال بن سعيد عن مستقبل "الصندل" الشرقي في ظل مزاحمة الصنادل الرياضية والأحذية الشبابية التي تناسب ذوق الشباب أكثر من الشرقية، خاصة أن العديد من الشباب اصبحوا يبتعدون عن الأزياء الرسمية وبالتالي استغنوا عن الصندل الشرقي واستبدلوه بالحذاء الرياضي، يقول" لهذا نفكر في خط يناسب ذوق الشباب من خلال الألوان والتصاميم الشبابية"، ولا يعتقد بن سعيد أن مكانة النعال الشرقية مستقبلا ستهتز أو تختفي من الأسواق وذلك لجمال شكلها ومتانة صناعتها.