وثيقة سرية تكشف مفاجأة .. هكذا يتوقع فيسبوك أفعالك المستقبلية
يحاول فيسبوك اتخاذ موقف أخلاقي تجاه خصوصية المستخدمين، منذ الكشف عن فضيحة "كامبردج أناليتيكا" في شهر مارس الماضي.
"حماية معلومات الناس في صميم كل ما نقوم به"، هذا ما قاله بول غريوال، نائب المستشار العام لفيسبوك قبل بضعة أسابيع فقط من وصول مارك زوكربيرج المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة إلى الكونغرس الأمريكي لتقديم تأكيدات مماثلة.
لكن في الواقع، تظهر وثيقة سرية مسربة من فيسبوك اطلعت عليها مجلة "Intercept" الأمريكية أن الشركتين (فيسبوك وكامبريدج أناليتيكا) بعيدتان كل البعد عن مفهوم شركة أو شبكة اجتماعية كما يعرفه المستخدمين.
وثيقة سرية
تكشف الوثيقة، التي وُصفت بأنها "سرية"، نوعا من الخدمة الإعلانية الجديدة التي توسع نطاق شبكة التواصل الاجتماعي التي تبيع إمكانية وصول الشركات إلى مستخدميها وحياتهم: فبدل من مجرد تقديم قدرة على استهداف الأشخاص بناء على التركيبة السكانية وتفضيلات المستهلكين للمعلنين، تقدّم فيسبوك قدرة على استهدافهم استنادا إلى كيفية تصرفهم، وما سيشترونه، وما سيفكرون به، وهذه القدرات هي عبارة عن ثمار محرك تنبؤ ذاتي الذكاء يتحسن ذاتيا، كشف فيسبوك لأول مرة عنه عام 2016 وبعرف باسم "FBLearner Flow".
التنبؤ المستقبلي بالسلوك
يكشف أحد جانبي الوثيقة قدرة فيسبوك على "التنبؤ بالسلوك المستقبلي" للمستخدمين، ما يسمح للشركات باستهداف الأشخاص على أساس قرارات لم يقوموا بها حتى الآن. الأمر الذي، على الأرجح، يمنح الشركات الأخرى فرصة لتغيير الدورة المتوقعة للمستهلك. وفي هذه الصفحة، يشرح فيسبوك كيف يمكنه فحص قاعدته الكاملة من المستخدمين التي تزيد عن أكثر من 2 مليار شخص ويحدد ملايين الأشخاص الذين "قد يتخلون" عن ماركة تجارية معينة إلى منافس آخر. ويمكن بعد ذلك استهداف هؤلاء الأفراد بقوة في الإعلانات التي يمكن أن تستبق وتغير قرارهم بالكامل، وهو شيء يسميه فيسبوك "كفاءة تسويقية محسنة".
كامبريدج أناليتيكا
تتشابه إعلانات الذكاء الاصطناعي في الفيسبوك كثيرا مع نوعية الاستشارات السياسية المثيرة للجدل التي تقوم بها شركة "كامبريدج أناليتيكا"، التي تستخدم ديموغرافيات المستهلك الدنيوية (ما يهمك، وأين تعيش) للتنبؤ بآراء المستخدمين السياسية.