تراث الأجداد في منتجات على مائدتك
مدرسة الفنون الكلاسيكية .. افتتحها ويرعاها الأمير تشارلز بدافع حبه للفنون الإسلامية
كثيرا ما تردد على مسامعنا اهتمام الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، بكل ما هو شرقي، أو بالأحرى كل ما هو إسلامي، لكن من يسمع ليس كمن يرى، وفي أحيان كثيرة يكون الكلام اسهل من التطبيق.
ما إن تطأ اقدام الزائر عتبة الغاليري حتى يغمره شعور رائع وكأنه في بيته. فعلى خلفية عصرية وحديثة، سواء في ما يتعلق بالنافذة الكبيرة التي يقتحمها الضوء رغم أنف بناية قريبة في الجهة المقابلة، أو بالارضية الخشبية أو الجدران التي تبدو كما لو أنها لم تكتمل بعد لولا أنها طليت بلون أبيض عاجي، ستطالعك أعمال رائعة مستوحاة من الفنون الإسلامية بأشكال عصرية رائعة.
صحيح ان هناك بعض الأعمال التي تستلهم الفنون الهندية والصينية وغيرها، إلا ان الخط الإسلامي هو أكثر ما يبهر العين، لا بد أن يستحضر أمجاد الأجداد.
المعروضات محدودة، فأغلبها عبارة عن أدوات مطبخ من فناجين وأطباق وملاعق وأشواك، وغيرها، لكن كل ما فيها مصنوع من مواد تراعي البيئة، ومرسوم باليد بدقة وحرفية وعشق، وهي أمور تنعكس على أسعارها، التي تتراوح بين 100 دولار إلى 8000 دولار تقريبا للقطعة الواحدة، أما أغلى طقم فقد يصل إلى 90.000 دولار.
لكن لأن كل شيء هناك مصنوع باليد، لا تتوقع ان تأتي هنا بنية الشراء والخروج وأنت محمل بهذه التحف، بل عليك ان تنتظر ما بين 12 إلى 14 أسبوعاً قبل ان تتسلمها.
اهتمام الأمير تشارلز بالبيئة يبدو واضحا هنا في حرصه على أن تكون كل المواد المستعملة خالية من الرصاص، مثل الكريستال المستورد من تشيكوسلوفاكيا وغيره.
أما في ما يتعلق باختيار الرسومات والخطوط، فهو نتيجة بحوث طويلة في كتب قديمة للاستلهام منها، أحيانا بشكل حرفي ومحسوب بالسنتيمتر، خصوصا إذا كانت تدخل فيها الحروف العربية.
كل طبق يجب ان يكون مطابقا للثاني وكأنه نسخة فوتوغرافية عنه، وهو الأمر الذي يصعب الحصول عليه إلا إذا كان هناك تركيز كبير ودقة في العمل، وهما صفتان مطلوبتان في أي طالب هنا.
وليس أدل على ذلك من المجموعة التي يطلق عليها اسم «إيسليمي» التي يغلب عليها الخط العربي القديم، أو مجموعة «زهرة» التي يغلب عليها الأسلوب الهندسي العربي، إلى جانب مجموعة «الشمس والقمر» المأخوذة من كتب الاساطير المصرية القديمة، وتتميز بوردة اللوتس.
- تجدر الإشارة إلى أنه يمكن لأي كان ان يلتحق بالمدرسة، بغض النظر عن جنسيته، ما دام يعشق التراث الإسلامي بوجه خاص والفنون الكلاسيكية بوجه عام ويتلمس في نفسه الموهبة والرغبة.