علماء بريطانيون يكشفون أسباب الكوابيس وطريقة التخلص منها
على الرغم من التطور العلمى الذى وصل إليه الإنسان، لا يزال البشر عاجزين أمام تفسير بعض الأمور، مثل الأحلام، التى لا يجدون دليلًا ماديًا على حدوثها، ولكنهم على يقين من أنها رسالة ما تصل إلينا، كلٌ على حدة، ويؤكد ذلك وحدة الروايات التى يسردها الحالمون لأصدقائهم كل صباح.
فى هذا السياق، كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، عن أن مجموعة من علماء علم النفس توصلوا لحل لغز أكثر ٤٥ حلمًا شائعًا بين البشر، عبر إجراء دراسة شملت نحو ٢٠٠٠ شخص من جميع أنحاء بريطانيا، ومن طبقات مختلفة، وثقت أحلامهم وانعكاسها على حياتهم الشخصية.
حسب الصحيفة، فإن الدراسة أثبتت أن بعض الأحلام المزعجة، مثل أن يرى الإنسان أنه مطارد، قد يكون لها معنى جيد فى الحياة الحقيقية، كما أشارت إلى طرق يمكن باتباعها تجنب رؤية الكوابيس المزعجة تمامًا.
وأكد العلماء أن الحصول على عدد كافٍ من ساعات النوم، والحد من تناول القهوة أو المشروبات الكحولية، والتوقف عن التحقق من رسائل الهاتف فى ساعات متأخرة من الليل، قد تجنب الإنسان رؤية بعض الكوابيس المزعجة التى ليس لها تفسير.
ويقول عالم النفس "إيان والاس"، وهو واحد من ضمن فريق الباحثين، للصحيفة: "الإنسان عادة ما ينسى ٩٥٪ من الأحلام وتمحى من الذاكرة قبل النهوض من السرير، وهو شىء قد يؤرق الشخص ويدفعه للتفكير طويلًا حتى يتذكر الحلم".
وأوضحت الصحيفة أن الدراسة الاستقصائية أظهرت أن ٥٠٪ من البريطانيين يعانون من الأرق، بسبب ضغوط العمل، ما يسبب رؤيتهم للكوابيس بشكل مستمر ومتكرر.
وأشارت إلى أن العلماء توصلوا لأكثر الأحلام شيوعًا وإزعاجًا، وهى فقدان الأسنان، والمطاردة، والتعرى، وعدم القدرة على العثور على مرحاض فى وقت الحاجة.
ولفتت إلى أن المطاردة- على الرغم من أنها ترهق الذهن أثناء النوم وتسبب إزعاجًا للنائم، خصوصًا إذا كانت بعد منتصف الليل- فإنها فى الواقع تعد علامة جيدة، لأنها تعنى أن الإنسان يسعى لتحقيق أهدافه، أو أن هناك مشكلة يعانى منها فى الحياة العادية وعليه مواجهتها، ولكنه غير متأكد من الطريقة المثالية للقيام بها، إلا أنه فى الواقع قادر عليها.
وتابعت: "كما تؤكد المطاردة أن شخصية الحالم طموحة، وأنه يسعى للوصول إلى أهدافه دائمًا، وتلفت نظره إلى مواهبه غير الظاهرة وقد يكون عقله الباطن يطالبه بالتركيز عليها لتحقيق الذات".
وعن حلم تساقط الأسنان، أكدت الصحيفة أنه غير مبشر فى بعض الأحيان، حيث ترمز الأسنان إلى الثقة بالنفس والقوة، وتساقطها فى الحلم قد تعنى انهيار ثقة الإنسان فى نفسه فى اليقظة، وعليه أن يواجه الظروف المحيطة به والتحديات، وينشب أسنانه الحقيقية فيها حتى يتجاوزها، فهذا الحلم مجرد إنذار من الجسد للشخص بأنه ينتبه لحالته النفسية وتقبل الحقائق بكل سهولة وصدر رحب والتعامل معها.
كما فسر العلماء حلم عدم القدرة على العثور على مرحاض، بأنه يشير إلى وجود مشكلة لدى الحالم فى التعبير عن احتياجاته الخاصة، لأن المرحاض يعتبر الوسيلة الأبرز للتخلص من البقايا فى أجسادنا وينظفها.
ومن ضمن أكثر الأحلام شيوعًا وإزعاجًا حلم التعرى فى الأماكن العامة، فالأشخاص دائمًا ما يحرصون على اختيار ملابس مناسبة لهم، والتعرى يعكس مدى شعور الإنسان بالضعف فى الحياة العادية، ويخبره جسده بأنه عليه أن ينفتح على الآخر حتى يتمكن الشخص من رؤية مواهبه الحقيقية.
أما الحلم الخامس، فهو عدم الاستعداد للامتحان، فالامتحانات تعكس الطريقة التى يتم الحكم فيها على الأداء، وهذا الحلم على الرغم من أنه مزعج فهو يعنى أن الشخص يقوم بفحص أدائه بشكل حاسم فى حياته، وعليه الانتباه لهذا الأمر وعدم الانغماس فيه، وتقبل شخصيته كما هى وقبول مواهبه والتفاخر بإنجازاته بدلًا من الحكم عليها باستمرار.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن الكوابيس تعتبر شيئًا مزعجًا ومخيفًا فى بعض الأحيان، إلا أنها تعتبر أكثر إفادة من الأحلام الأخرى، لأنها تمنح الشخص الفرصة للتعرف على نقاط ضعفه وتمنحه فرصة اختيار الأشياء المناسبة له.
وتابعت أن الكابوس قد يكون فى الظاهر شيئًا غير قابل للسيطرة عليه، ولكن العقل الباطن هو من يتحكم فيه، لذلك يجب على الإنسان اتخاذ بعض الخطوات لتجنب الكوابيس المخيفة أو المزعجة، لافتة إلى أن السبب الرئيسى وراء رؤية الكوابيس هو تخويف النفس أو إزعاجها أو التنبيه بأن هناك شيئًا غير متوازن لا يمكن تجاهله، لأن تجاهل هذا الخلل سيجعل جزء اللا وعى فى المخ يبدأ فى زيادة المحتوى العاطفى للحلم وجعله أكثر إزعاجًا وترويعًا حتى يحفز أجهزة الجسم للانتباه إلى الخلل.