جيفنشي .. قصة أيقونة الموضة العالمية

حفر اسمه بحروف من ذهب فى عالم تصميم الأزياء، كواحد من أبرز الأسماء العالمية التى تمكنت من التفرد فى عالم الموضة لعقود طويلة، "هيبرت دى جيفينشى" الذى دشن لشركته العالمية عام 1952 كبيت فرنسى للأزياء والعطور، ثم توسع للإكسسوارات وأدوات التجميل بعد ذلك، والذى أصبح الآن واحدًا من أعضاء ممثلى غرفة الـ "هوت كوتيور" على مستوى العالم، والتى حققت عام 1993 مبيعات وصلت لـ 176 مليون دولار.


ولد جيفينشى لعائلة أرستقراطية عام 1927، بعد وفاة والده عام 1930 قامت والدته وجدته بتربيته، فأخذ منهما الحس الإبداعى والموهبة الفنية واكتسب من جدّته معرفة واسعة في عالم القماش، الأمر الذى حسه على الالتحاق بعالم التصميم والانتقال إلى باريس بحثاً عن الفرص فى هذا المجال وذلك فى السابعة عشر من عمره.

عام 1944 التحق جيفينشى بمدرسة الفنون الجميلة Ecole des Beaux Arts، أما أول فرصة عمل حقيقية له فكانت عام 1945 مع الخياط Jacques Fath.

عام 1952، خرجت دار جيفنشي للنور، هذه الدار التى أطلقت تصاميم ما تزال حتى الآن مشهورة ومنها قمصان Bettina التي سميّت تيمناً بعارضة الأزياء الشهيرة آنذالك Bettina Graziani، وبعد سنتين من إطلاق دار جيفينشي، تمكن جيفينشي من إطلاق أوّل خطّ للأزياء الجاهزة وكان ذلك عام 1954، تلقى العالم خبر وفاته أمس، بعد أن وضع لمساته الخاصة على تصميمات عالمية ارتداها أشهر الفنانين والشخصيات العالمية.

- تعرف فى السطور التالية على أهم اللحظات التى تمكن جيفينشى من خلالها من التربع على عرض الموضة العالمية لـ 70 عاما:
- بدايته
 بدأ جيفينشى عام 1952 فى إطلاق تصميماته للأزياء بأحدث كوليكشن بالتنورة والبلوزة السادة، والأزياء المصنوعة من القطن الخالص، ذاع صيته فى جميع أرجاء فرنسا وبدأت كبرى المحلات المتخصصة فى الموضة والأزياء تسعى لنشر الكولكيشن التى يصدرها، حتى نشرت نيو يورك تايمز عن تصميماته وكتبت "ولادة نجم جديد"، وهو ما جعل العالم ينتبه لتصميماته وشجعه ذلك على تقديم تصميمات للأطفال أيضًا.

كان جيفينشى هو أول من طرح "الشيرت دريس" كأول إطلالة كاجوال من القطن يمكن للنساء ارتداؤها فى العصر الحديث، وخلال الخمسينيات قام جيفينشى بعمل ثنائيات فى التصميم مع كبرى بيوت الأزياء وهو ما جعله يشارك فى عروض عالمية، وتقديم مساعدات خيرية كثيرة مثل التى قدمها فى الحفل الخيرى ل"جالا" للمساعدة فى المستشفيات الأمريكية بباريس.

فى السبعينيات بدأ جيفينشى فى إطلاق خط الموضة الرجالى له، واستعان فى ذلك بـ "كريستوبال بالينسياج" والذى ساعده على حفظ تطور الموضة التى يقدمها،  وبدأت دار أزياء جيفينشى فى تلك الفترة من الدخول فى عالم الأحذية والمجوهرات.

فى السبعينيات وتحديدًا عام 1979 اختير جيفينشى كشخصية العام عن طريق العديد من المجلات المتخصصة فى الموضة، وهو ما جعل نجمه يسطع فى سماء عالم التصميم والموضة والاكسسوارات والمجوهرات وكل ما يخص الأزياء والموضة، كانت له لمساته الخاصة، وتصميماته التى لا يتشابه معها أى بيت أزياء آخر.

عام 1988 اشترك جيفينشى فى lvmh وهو الاشتراك الذى يعتبر نقله كبيرة وبمثابة تغير فى مسار الماركة كل، بعد سنوات قليلة وتحديدًا عام 1995 ترك جيفينشى الشركة، ولكنه ترك من بعده مصممين مبدعين مثل جون جوليانو، والكسندر ماكوين، وجوليان ماكدونالد وهو ما خلق طفرة فى عالم تصميم الأزياء فى السنوات التالية، بعد ترك جيفينشى للشركة تمكن جون جوليانو فى خلال عامين من تطوير "كريستان ديور" والتربع على عرش الأزياء النسائية وتطوير خطوط الموضة بشكل هائل، وتحديدًا "الهوت كوتيور".

وانطلاقًا منذ ذلك الوقت بدأت دار أزياء جيفينشى تؤسس لطفرة حقيقية فى عالم الأزياء والموضة، وبدأ العديد من المشاهير  ارتداء الأزياء التى تصممها الدار، وشاركت الدار فى العديد من المحافل العالمية مثل دورة الألعاب الأولمبية عام 2016،  كما حرصت الكثير من النجمات العالميات من الارتداء من جيفينشى على الريد كاربت وفى المناسبات العالمية.

مشاهير ارتدوا من دار أزياء جيفينشى
لتفرد تصميماته بدأ العديد من مشاهير العالم فى الانجذاب لتصميمات جيفينشى، ولعل أبرزهم "لوران باسكال، بابى بالى/ ميشيل نورمان، إليزيابيث تايلور، جاكلين كينيدى، بيونسيه، واليس سيمسون"، كما صمم العديد  من الحقائب خصيصًا لعدد من المشاهير، كما حرصت العديد من المشاهير من الارتداء منه مثل إيما ستون، جوليا روبرت، رونى مارا"

واليوم رحل عن عالمنا "جيفينشى" بعدما حفر اسمه وسط العظماء بحروف من نور، وتمكن من تخريج أجيال من كبرى مصممى الأزياء على مستوى العالم، رحل جيفينشى ولكنه ترك لمساته على أزياء المشاهير على مستوى العالم.