هل تناول البرغل صحي أكثر من الأرز؟
البرغل هو مجروش حبوب القمح التي تم سلقها جزئيًا، أي تم غلي حبوب القمح لتصبح طرية وليس بشكل كافٍ لتصبح ناضجة، ثم تم جرشها.
والأصل أن يكون البرغل من حبوب القمح الكاملة، أي غير المقشرة التي تمت إزالة طبقة القشرة عنها، ومعلوم أن طبقة القشرة غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، وهي العناصر الغذائية الرئيسية الثلاثة في احتواء كل من القمح، والدقيق الأسمر أو دقيق البُرّ، على القيمة الغذائية الصحية بخلاف دقيق حبوب القمح المقشرة، أي الدقيق الأبيض الذي يحتوي فقط على نشويات الكربوهيدرات.
وفي الواقع هناك عدة جوانب تجعل البرغل من الأطعمة الصحية، منها أن عملية السلْق أو الغلي الجزئي، التي تتم خلال إعداد البرغل، لا تزيل عن البرغل كمية المعادن والألياف الموجودة بالأصل في حبوب القمح الكاملة، ولا تزيل الكثير من الفيتامينات عن البرغل، بل إن هذا السلْق الجزئي والجرش مفيد في تسهيل هضم الأمعاء للبروتينات وتفتيت بنية الألياف وتسهيل امتصاص المعادن والفيتامينات عند تناول البرغل بهيئة نيئة كما في سلطة التبولة أو أطباق الكُبّة النية، وإن كان لا يزال الأفضل إكمال عملية الطهو، ولو بغلي البرغل أو نقعه في ماء حار لمدة لا تتجاوز عشر دقائق.
الجانب الثاني هو احتواء البرغل على كمية عالية من الألياف، بنوعي الألياف الذائبة والألياف غير الذائبة.
ومعلوم أن الألياف النباتية نوعان؛ ألياف تذوب في الماء وألياف لا تذوب فيه، والنوعان كلاهما لا تمتصه الأمعاء ولا يدخل إلى الجسم. ولكن الألياف غير الذائبة تُفيد في تسهيل إخراج فضلات الطعام، كما تفيد الألياف غير الذائبة في تسهيل إخراج الفضلات وأيضًا في إعاقة امتصاص الأمعاء للكولسترول وإعاقة السرعة في امتصاصها للسكريات الحلوة، بمعنى أن تناول الأطعمة المصنوعة من دقيق القمح الكامل أو تناول البرغل يُساعد عموم الناس ويُساعد مرضى السكري على وجه الخصوص في عدم الحصول السريع لارتفاع نسبة السكر في الدم بُعيد تناول الطعام، كما يُفيد في خفض امتصاص كولسترول الطعام.
الجانب الثالث هو احتواء البرغل على معادن وألياف وبروتينات ونشويات بنسبة تفوق بمراحل تلك التي يحتوي عليها الأرز. ووفق نشرات وزارة الزراعة الأميركية للقيمة الغذائية لكل 100 غرام من البرغل غير المطبوخ، فإنها تحتوي على نحو 340 «كالوري» من طاقة السعرات الحرارية، ونحو 20 غرامًا من الألياف و75 غرامًا من نشويات السكريات و13 غرامًا من البروتينات، وتُمد الجسم بنحو 25 في المائة من الحاجة اليومية لكل من فيتامينات بي - 1 وبي - 6 وبي - 3، ونحو 10 في المائة من فيتامينات بي - 2 وبي - 9. ونحو 50 في المائة من حاجة الجسم لمعدني الفسفور والمغنيسيوم، ونحو 20 في المائة من معدني الحديد والزنك، وغيرها.
وصحيح أن 100 جرام من الأرز غير المطبوخ تُعطي كمية مقاربة من كالورى السعرات الحرارية، إلا أنها أقل بكثير احتواءً على البروتينات والألياف والمعادن والفيتامينات.
ولذا نلحظ أن تناول الأرز أقل تسببًا بأي غازات في البطن وسريع الهضم، وهذه ليست نقطة إيجابية لأن ذلك يحدث بسبب خلوه من الألياف التي هي صحية، ويحتاج إليها الجسم، على الرغم من تسببها بالغازات لدى البعض. وعليه فإن البرغل أكثر فائدة صحية من الأرز.