الوشاح في أناقة هو .. طريقة توظيفه تعتمد عليك
«بيربري» قدمته بأشكال وأحجام مختلفة - في عرض «زينيا الأخير» - الإيطاليون يفضلونه ناعما يلف حول العنق وهذا ما قدمته «بوتيغا فينيتا» - وشاح من الكشمير والحرير من «لورو بيانا» - وشاح من القطن على شكل منديل كبير من «آر آر إيل» - وشاح من الحرير والصوف من «غوتشي»
عندما طرحه المصممون بأحجام كبيرة وكأنه بطانية، اعتقد الكل أن الوشاح بشكله الحديث يناسب الشتاء فقط، هذا في حال اختاره بهذا الحجم.
مع الوقت أكد لهم أنه إكسسوار مناسب لكل المواسم، بل إنه بحجمه هذا يمكن أن يكون رفيقا أنيقا في البلدان الغربية حيث تنعدم الثقة بالشمس ودفئها.
والحقيقة أن الوشاح الرجالي لا يقتصر على الأحجام الكبيرة، فهو يأتي بكل الأشكال والألوان والخامات وينجح دائما في إضفاء مظهر أنيق وشبابي على أي زي، فعندما يكون من الحرير فهو يناسب المساء والسهرة، ويمكن تنسيقه حتى مع توكسيدو، وعندما يكون من الكشمير، يمكن أن يعوض عن ربطة عنق ويخفف من رسمية بدلة مفصلة، أما إذا كان بنقشات مبتكرة فإنه يناسب الأسلوب «الاسبور» وهو الرائج حاليا.
كيم جونز، مصمم دار «لويس فويتون» مثلا قدمه من صوف الألبكة والكشمير، بألوان ونقشات مستوحاة من صحراء أتاكاما في تشيلي، بينما اقترحته دار «بيلستاف» كلاسيكيا بنقشات البايزلي، وكريستوفر بايلي مصمم دار «بيربري» بأحجام كبيرة متيحا لصاحبه الفرصة لتوقيعه بالحروف الأولى من اسمه.
المصمم الكولومبي حيدر أكرمان، اقترحه في تشكيلته للربيع والصيف بشكل غير مسبوق، إذ لم يرسل العارض بواحد فقط بل بأكثر من ثلاثة وكأن لسان حاله يلهج بأن واحدا لا يكفي ليثير الأنظار أو الدفء. ظهر أيضا في عروض أخرى مثل «بوتيغا فينيتا»: «برلوتي»: «سان لوران» وهلم جرا.
كل هذا التنوع جعله ينتعش ومبيعاته ترتفع رغم أنه كإكسسوار ليس جديدا وكل ما في الأمر أن ألوانه ونقشاته وخاماته تطورت وزادت جرأة عما كانت عليه في الماضي. فكتب الموضة تقول إن الوشاح يعود إلى العصر الروماني القديم، حيث كان يستعمل حول الرقبة في الصيف للتخلص من العرق. كما عُرف واستعمل في الصين، وهو ما تزال تشهد عليه صور وتماثيل محاربي جيش التراكوتا.
ويعتقد أن نوعية الأقمشة المستعملة آنذاك كانت تعكس رتبة العساكر، فالقطن كان للمشاة والحرير للجنرالات.
جولة في الأسواق حاليا تؤكد أنه لم يتغير كثيرا، وكل ما في الأمر أن كل مصمم اقترحه بطريقته.
فمنهم من أرسله يُلف حول العنق، ومنهم من فضله منسدلا على الجانبين ليكمل المظهر من دون أي نية لتدفئة الجسم، بينما بعضهم الآخر استعمله مكان ربطة العنق للتخفيف من مظهر رسمي بعقده من الوسط فيما يسمى بـ «العقدة الباريسية».
والنتيجة أنه برهن أنه في كل الحالات له تأثير ساحر، ويمكن أن يرتقي بأي زي عادي وبسيط فيكتسب إطلالة في غاية الأناقة بشرط أن يكون بخامة جيدة وأن يوظفه صاحبه بأسلوب عصري. إذا استعمل الوشاح المصنوع من الحرير في النهار، مثلا، يُفضل أن يُلف تحت طية صدر السترة لمظهر بعيد عن البهرجة وحتى لا يظهر منه سوى جزء بسيط لا يتنافس مع البدلة.
ونظرا لتاريخ هذه القطعة الطويل في أوروبا، فإن الفرنسيين والإيطاليين أكثر من يتقنون استعمالها وأصبحت بالنسبة له بمثابة تحصيل حاصل في حياتهم اليومية.
وبينما الفرنسيون يميلون إلى عقده حول الرقبة فإن الإيطاليين لا يزالون يفضلونه خفيفا ونحيفا.
معانقة الرجل البريطاني لهذه القطعة أتت متأخرة بالمقارنة، لكن ما يُحسب له أنه فهم أسرارها سريعا، وما علينا إلا أن نلقي نظرة إلى صور نجوم مثل إيدي ريدماين، ودوغلاس بوث وغيرهما ممن يمثلون الشباب البريطاني لنتأكد بأنهم طوعوا الوشاح بشكل جيد أصبح يتماشى مع التفصيل الإنجليزي التقليدي ويُدخل عليه جرعة من الديناميكية.
وهو ما يؤكده كارلو بلانديللي، مصمم «كيلغور» بسافيل رو، الذي يعترف أنه من أشد المعجبين بهذا الإكسسوار وسبق أن استعمله وعمره لا يتعدى 15 عاما «كبديل لربطة العنق» لأنه اكتشف حينها أن الألوان والخامات والنقشات يمكن أن تضفي لمسة معاصرة على إطلالته كشاب عصري.
لا يزال لحد الآن يستعمله بشكل يومي وكمكمل لمظهره وفي تصاميمه أيضا، خصوصا أنه عاين انتعاشه مع انتشار الأسلوب «الاسبور» وتشجيع الموضة للرجل على مزج الكلاسيكي بالشبابي، من استعماله «تي - شيرت» وسترة مفصلة، وهو ما أصبح الزي شبه الرسمي للكثير من الشباب، مع وشاح مبتكر.
ما أكدت عليه هذه القطعة الصغيرة من أن تأثيرها كبير، وأنها قادرة على التخفيف من رسمية البدلة الكلاسيكية ذات الأكتاف المحددة، في ثانية.