وهاد سمير.. مصممة تصنع المجوهرات من أدوات المطبخ
الفنون جنون» مقولة قديمة، يعرف صدقها كل من يعشق الفن ويمارسه. ومن هنا تركزت قدرات الفنانين على ترويض هذا الجنون وتحويله إلى قطعة من الجمال. وهاد سمير واحدة من هؤلاء، إلى درجة أنها صممت مجوهرات على شكل أدوات المطبخ أضافت إليها أحجارا كانت ملقاة في الطرقات.
والنتيجة؟، كانت تحفا فريدة حفل بها معرضها المقام حاليا بقاعة المركز المصري للدبلوماسيين الأجانب بالقاهرة باسم «دندشة».
قصة وهاد مع الحلي بدأت منذ نعومة أظافرها، ففي طفولتها كانت تشتري الإكسسوارات وتفككها، ثم تعيد تركيبها بشكل جديد ومختلف لتحصل على تصميم مغاير لشكلها الأول.
هذه البصمة المميزة التي حرصت على تركها انعكست على كل تصميماتها. تقول وهاد: «عندما تطلب مني فتاة تصميم أية حلية أشعر بأنني أقرأ في عينيها على الفور رغبتها في التميز على قريناتها، فأبذل كل جهدي لتحقيق أمنيتها».
لم تكتف وهاد بالموهبة وحدها، فقد درست فن تصميم الحلي وتفوقت فيه إلى أن أصبحت أستاذة بأكاديمية الفن والتصميم بالمعهد العالي للفنون التطبيقية قسم الموضة، كما أنها مسؤولة الإشراف على قسم الحلي بمركز الحرف التقليدية بمنطقة الفسطاط بالقاهرة.
رحلتها في عالم الحلي بدأت منذ عشر سنوات مع الفضة، ثم انتقلت إلى الذهب.
وعن سر اختيارها لاسم «دندشة» الغريب لمعرضها قالت: «أطلقت اسم «دندشة» على المعرض لأنه لا توجد امرأة في العالم لا تروق لها «دندشة» الحلي وتنوعها وتفردها تصميماتها، فحب المجوهرات تشترك فيه كل النساء من كل الطبقات والثقافات، وتاريخ الحلي بدأ من العصر الحجري عندما كانت المرأة تتزين بقطع من الجلد والعظام وحلقات الحديد، ومع التطور عرفت الذهب والفضة والنحاس».
وتتابع: «تعودت أن أرسل رسائل للجمهور في كل معرض، فمعرضي السابق «همسات الورود»، تعمدت أن تكون تصميماته مقتبسة من الزهور، فصممت حليا على شكل قلب الزهرة وأوراقها، أما «دندشة» فغلبت روح التمرد والشقاوة عليه».
تؤكد وهاد أن ألوان الأحجار الكريمة التي استخدمتها مستوحاة من خطوط الموضة الحديثة مع توافقها مع طبيعة الصيف المبهجة، من خلال أحجار الياقوت، الفيروز، السفير، اللؤلؤ، والأخضر بدرجاته في الزبرجد، مع اختيار قوالب تراثية مختلفة، سواء فرعونية أو إسلامية.
ولا يشترط، بالنسبة لها، أن يكون الحجر كريما في الحلي، بل الأهم أن يكون مناسبا، مشيرة إلى أنها التقطت ذات مرة حجرا من الأرض أثناء إحدى رحلاتها إلى منطقة الواحات بصحراء مصر الغربية، وصنعت منه طقما للحلي كان تحفة فنية أثارت إعجاب كل من رآها رغم استغراب أصدقائها وقت التقاطها له.
وتؤكد وهاد أنها تراعي عدة معايير عند تصميمها للحلـــــي، فالمرأة العاملة مثلا تميل إلى التصميمات التقليدية غير اللافتة، على عكس الفتاة الجامعية التي تختار كل ما هو لافت وجريء، كما أن هناك شخصيات تفضل التصميمات الرقيقة الناعمة، لذلك فالمصمم الناجح يحرص أن تتوافق تصميماته مع كل الأطياف وليس ما يتناسب مع شخصيته فقط، كما تعترف بأنها كثيرا ما صممت حليا لا تتماشى مع شخصيتها، لكنها كانت راضية عنها لأنها استطاعت فيها تجسيد ذوق الأخريات.
الملاحظ أن جرأة وهاد سمير لا تقتصر على تصميمات مغايرة لطبيعة شخصيتها، بل تشمل أيضا تصميمات على شكل أدوات المطبخ «دائما أقدم أفكارا لم يتطرق لها أحد غيري. في البداية تردد الناس في قبولها واعتبروها «فانتازيا» وبمرور الوقت تقبلتها سيدات المجتمع وبدأن يقبلن عليها».
من أبرز القطع التي تعتز وهاد بتصميمها التاج الذهبي المقدم كجائزة في مسابقة الفتاة المثالية العربية Miss Arab World عام 2007، كذلك فستان صممته من الفضة، وخلخال يمتد من فوق الركبة إلى القدم وفازت به بجائزة مسابقة مجلس الذهب العالمي.
كما أنها تعتز بمشاركتها في تصميم مجوهرات وملابس مسلسل رباعيات صلاح جاهين، وأزياء وحلي مسرحية (منمنمات تاريخية)، التي كتبها الراحل سعد الله ونوس، وأخرجتها للمسرح نضال الأشقر، وعرضت في لبنان ومصر، كذلك ملابس ومجوهرات مسرحية (زجاج×زجاج) للمخرج جلال الشرقاوي.
لا تتوقف طموحات وأحلام وهاد سمير، فبعد النجاح الكبير الذي حظيت به في دنيا تصميم الحلي، تحلم بإنشاء بيت أزياء يحمل اسمها يضم الأزياء ومستحضرات التجميل والعطور، إلى جانب الحلي.